مدينة ” العلا ” تحتضن حلم عودة الصف العربى

مدينة ” العلا ”  تحتضن حلم عودة الصف العربى

تقرير :ضحى ناصر

 

تتجه أنظار العالم تجاه مدينة “العُلا” التى تحتضن غداً أعمال قمة مجلس التعاون الخليجى والتى قد تشارك فيها مصر بدعوة كريمة من جلالة الملك “سلمان بن عبدالعزيز آل سعود” وهى القمة التى تُعقد فى ظروف إستثنائية يعيشها الشرق الأوسط والعالم العربى فما بين ترقب للوضع المحتدم بين إيران وأمريكا فى العراق  والأوضاع المضطربة فى ليبيا واليمن وسوريا ولبنان من جهة وبين إشتعال  نيران الخلاف بين قطر والبحرين وتبادل الإتهامات بين الطرفين من جهة أخرى تزداد صعوبة مهمة التوصل إلى  “المصالحة العربية ” المنشودة بين كل من (المملكة العربية السعودية -الإمارات-مصر-البحرين) من جهة وبين دولة قطر من جهة أخرى بعد قطيعة دامت قرابة الأربع سنوات بسبب إعتراض الدول الأربع على التوجهات القطرية وتعود  الأحاديث حول تلك الخطوة إلى بدايات الأزمة حيث لم تخلو الأعوام الثلاثة المُنصرمة من عدة مساعى جادة من قبل دولة الكويت الشقيقة  للتوصل إلى مصالحة عربية لرأب الصدع العربى فمنذ إعلان المقاطعة العربية لقطر فى اليوم الخامس من شهر يونيو من عام ٢٠١٧ أطلق سمو أمير الكويت الراحل “صباح الأحمد الجابر الصباح” عدة مبادرات كريمة لعودة إلتئام الشمل العربى غير أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل نظراً لإصرار الدول الأربع على تنفيذ قطر للثلاثة عشر شرطاً أولاً  رافضين أى محادثات أحادية بين قطر و أى من الدول الأربع رافعين الشعار الأشهر “الحل فى الرياض”وهو ما أعتبرته قطر محاولات ضغط لم تقبل بها ليبقى الحال على ماهو عليه طيلة السنوات الثلاث حتى عادت مجدداً إلى الواجهة محاولات التوصل إلى مصالحة عربية لإعادة وحدة الصف العربى مرة أخرى بواسطة كويتية وبالتزامن مع إنعقاد قمة مجلس التعاون الخليجى ال٤١ .

وقبل يومين من إنعقاد الدورة الحادية والأربعون لمجلس دول التعاون الخليجى وجه قادة دول المجلس عدة رسائل قامت بنشرها الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجى أمس الأحد وفى هذا الصدد قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: “لقد تمكن مجلسنا بحمدالله منذ تأسيسه بتجاوز الأزمات التي مرت بها المنطقة”.

بينما أكد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة: “أن ما يجمع بين دولنا وشعوبنا من مودة وتعاون، كفيل بأن يزيد من صلابة البيت الخليجي” .

ومن جانبه، قال عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة: “الارتقاء بالعمل الخليجي المشترك ومسيرته الخيرة نحو التكامل والتكاتف في مختلف المجالات”.

وفي متصل، قال أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح: “نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبعد الأخطار عن دولنا الخليجية والعربية”.

كما قال السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، سلطان عُمان: “سنواصل مع الأشقاء قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الإسهام في دفع مسيرة التعاون بين دولنا لتحقيق أماني شعوبنا لدفع منجزات مجلس التعاون”.

فيما قال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل خليفة : “إن وحدة دول الخليج وتكاملها وتعزيز التشاور والتعاون بين قادتها شروط لاغنى عنها لتعزيز أمن وإستقرار المنطقة .”

كما أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى لوزير خارجية دولة الكويت بعد تسلمه رسالة خطية من أمير دولة الكويت الشيخ “نواف الأحمد الجابر الصباح ” عن إمتنانه وتقديره إلى الجهود الكويتية المخلصة للإلتئام الشمل العربى داعياً إلى دعم التضامن العربى كنهج إستراتيجى راسخ والإحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية والإلتزام بالنوايا الصادقة لتحقيق المصلحة المشتركة والتكاتف لدرء المخاطر عن الأمة وصون أمنها القومى .

وعلى الرغم من الظروف الإستثنائية التى تعيشها المنطقة وقبل ساعات من إنطلاق القمة بدت الأمال العربية مرتفعة داخل مجلس التعاون الخليجى حيث أعرب  الأمين العام لإتحاد غرف مجلس التعاون الخليجى معالى الدكتور سعود المشاري في تصريح له أمس الأحد، بمناسبة انعقاد أعمال القمة، عن تطلع القطاع الخاص الخليجي أن تدعم القمة مسيرة التعاون الخليجي لتحقيق التكامل المنشود بين الدول الأعضاء، وتجاوز تعقيدات المرحلة سياسياً واقتصادياً”.

وقال المشاري: “إن جائحة كورونا فرضت تحديات كبيرة، إلا أنها في الوقت نفسه خلقت فرصا جديدة للتعاون ودوافع حقيقية لتعزيز العمل الخليجي المشترك، وللدفع به نحو آفاق أرحب ترتكز على وضع التكامل الاقتصادي كأولوية لمجلس التعاون بدءًا باستكمال متطلبات الاتحاد الجمركي، مرورًا باستكمال متطلبات السوق الخليجية المشتركة وصولًا إلى الوحدة الاقتصادية في عام 2025 كما ورد في قرارات القمم السابقة لمقام المجلس الأعلى”.

فيما أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، قدرة المجلس على مواجهة التحديات بالعمل الجماعي بدعم قادة دول المجلس، مشيراً إلى حرص المملكة العربية السعودية وسعيها لتذليل كل ما يعترض جهود انعقاد القمة، ما يؤكد علو الدبلوماسية السعودية التي تشكل العمود الفقري والركيزة الأساسية لمنظومة مجلس التعاون، بما تملكه من مكانة إقليمية ودولية.

معرباً عن أمله في أن تسهم قرارات قمة مجلس التعاون الحادي والأربعين، التي ستعقد غداً في محافظة العُلا شمال غرب السعودية، في دفع مسيرة العمل الخليجي المشترك. وتمنى الحجرف، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السعودية، أن تعزز هذه القمة أمن واستقرار دول المجلس، الذي هو كل لا يتجزأ، وتحقق تطلعات وآمال مواطني دول المجلس نحو مزيد من الترابط والتعاون والتكامل.

مشدداً على أن مجلس التعاون يخطو بثبات نحو العقد الخامس من مسيرة التعاون، مشيراً إلى أن انعقاد القمة في العلا التاريخية، على الرغم من الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم من جائحة كورونا، يؤكد حرص القادة في الحفاظ على مجلس التعاون كمنظومة متماسكة قادرة على تجاوز الصعوبات والتحديات، وتعزيز مسيرته التكاملية في مختلف المجالات.

كما عبر عن شكره لقادة دول المجلس على جهودهم المبذولة لتعزيز أواصر البيت الخليجي وترسيخ مرتكزاته، لافتاً إلى أن مجلس التعاون حقق العديد من الإنجازات والمشروعات التكاملية على مدى العقود الأربعة الماضية،وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عن شكره وتقديره للجهود الكبيرة التي بذلتها المملكة العربية السعودية في الإعداد والتحضير لانعقاد القمة، عبر تسخير كافة الإمكانيات وتذليل الصعوبات، لضمان نجاح القمة التي تستضيفها المملكة للمرة العاشرة في تاريخ القمم الخليجية.

فيما أفادت مصاد مطلعة، إن القاهرة منفتحة على الاتصالات الجارية بين العواصم العربية لإنجاز المصالحة الخليجية، لكن مسألة المشاركة المصرية في القمة لا تزال معلّقة، وربما تشارك بوفد رفيع المستوى، قد يترأسه الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي لم يحسم مشاركته بعد في القمة من عدمها، وحال لم يشارك فسيترأس رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي أو وزير الخارجية سامح شكري، وسيعكس مستوى التمثيل مدى قبول مصر للمصالحة مع قطر.

ولفتت المصادر إلى أن القاهرة تريد قبل المشاركة ضمانات بتوقّف الدوحة عن سياستها العدائية ضد مصر، من منطلق أن تسوية جذور الأزمة سيكون العلاج الناجع لإنهائها، وطالبت القاهرة بضمانات واضحة بتوقّف الدعم القطري لجماعة “الإخوان” المصنفة إرهابية في مصر، وهو المطلب الرئيس الذي قد تشكل الإجابة عنه قبول القاهرة بالمشاركة في القمة، ومستوى التمثيل المصري بحسب جريدة “الجريدة”.

وكان قد عُقد يوم الأحد الماضى إجتماعاً إفتراضياً على مستوى وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى إستضافته مملكة البحرين الشقيقة فيما أثار العديد من الخبراء مسألة تخفيض قطر لتمثيلها الدبلوماسى فهذه القمة إذ أعتبرها البعض خطوة لاتدعو إلى التفاؤل فيما دعا البعض الأخر إلى التريث وإنتظار ما ستحمله القمة المزمع عقدها غداً أملين أن تكون خطوة أولى على طريق وحدة الصف العربى .