مراكز الشباب المصري بين التطور والتحجر

مراكز الشباب المصري بين التطور والتحجر

تعد مراكز الشباب في أنحاء العالم هي قبلة الشباب، والقلب النابض لهم من جميع النواحي، حيث أنه هو المكان الذي الذي يخرج طاقتهم السلبية، ويحولها إلى سلوكيات وأخلاقيات حسنة وفكر وإبداع.

ويخرج الموهبة الكامنة بداخلهم، وهذا يعود بالنفع للدولة لأن الشباب هم القوة المنتجة، والمتجددة والقادرة على التغيير بشتى صوره، ويحتوي مركز الشباب الشباب فكريًا، وأخلاقيًا، ورياضيًا ولهذا فهو لا يقل قيمة عن المدرسة؛ لأنه يخرج ما بداخل الشباب من إبداع ومواهب، وينمي فكر الشباب، وبهذا يحارب التطرف، والطيش لدى الشباب.

بداية فكرة عمل الشباب
وكانت قد بدأت فكرة عمل المراكز الشبابية مع بداية الثورة الصناعية، وبسبب ترك الشباب لديارهم وصناعاتهم التقليدية، والهجرة إلى المدن الكبرى، ومع زيادة التكدس الشبابي في تلك المدن.

بدأت تكوينات ثقافات الشباب واجتماعات الشباب، وفي عام 2001 أُصدِر تقرير حكومي بعنوان “تحويل عمل الشباب” وأتى هذا بمساعدة جميع المنظمات الحكومية المحلية من أجل توفير أنشطة عمل الشباب، واستثمار أوقات فراغهم.

ويقول الأستاذ “أحمد سيد” رئيس مجلس إدارة مركز الأغانة، إن مراكز الشباب تعتبر المتنفس الوحيد للشباب  لممارسة انشطتهم وتنمية مهاراتهم وثقافتهم وبالرغم من قلة الموارد، وبخاصة في مراكز شباب القري ولكنها تقوم ببعض الخدمات الرياضية، والثقافية، والاجتماعية، وتربية النشىء بقدر المستطاع، وأضتف بقوله أن أول نقاط الضعف هي قلة الموارد وإلامكانيات وابتعاد الشباب عن القراءة والاطلاع وقلة المشاركة في الانشطة الثقافية والدينية كأبحاث

مؤكدا أن هذا نظرًا لضعف الجائزة، التي تعتبر وسيلة لتشجيعه وعدم وجود الإمكانيات والأدوات الرياضية الكافية كألعاب القوى والسباحة والجيم وخلافه، فأدى هذا إلى إتجاه معظم الشباب لممارسة كرة القدم، ولعبة الكاراتي، هو السائد في معظم مراكز الشباب، فمركز الشباب لا يستطيع القيام برحلات ترفيهية وسياحية لضعف الإمكانيات والتكلفة الباهظة للفنادق سواء إقامة أو اعاشة، وبالتالي الوزارة تمد الأندية بالموارد اكثر من مركز الشباب وتحكم الجهة الادارية في قرارات مجالس الادارة لها عائق كبير في إتخاذ القرارات.

وتابع قائلاً أن  لها دور فعال في تنشئت الطليع ثقافيًا، وفكريًا، ورياضيًا، وتقوم بذلك بقدر المستطاع وتقوم بعمل خطة في أول كل عام، وتنفذ منها حوالي الثلثين ولكن بمبالغ بسيطة، وبخاصة الثقافية، والدينية، لضعف الموارد لأن مراكز الشباب بتعتمد على دخلها الذاتي ولا تتلقى دعم من الوزارة بالعكس الوزارة بتاخذ 1000جنية شهري من مراكز القري من إيراد ملعب النجيل الصناعي ما يعني حوالي نصف الدخل تقريبًا ومطالب المركز بتنفيذ الانشطة والمصروفات الادارية من مياة وكهرباء وحراسة وعمال نظافة وهذا يؤثر علي الانشطة.

وأكد على أنه يوجد كل الانشطة في الخطة ولكن التنفيذ تقابلة عوائق مادية وثقافية وعادات وتقاليد وإتجاه معظم الشباب لإغراءات التواصل الاجتماعي الحديثة الإنترنت جعل الشاب منطوي علي نفسه مع جهازه الجوال وأهمل المشاركة في الانشطة والابحاث ماعدا النشاط الرياضي، ولضعف امكانيات المراكز لا تستطيع تدبير مشرفين متخصصين.

وأعطى مثال على ذلك بقوله واضرب مثل لو تعاقدت مع مشرف ثقافي خريج آداب أخصائي اجتماعي أو نفسي أو رياضي متخصص سيكلف المركز اكثر من 2000جنيه لكل واحد منهم وله الحق لان سيتفرغ للمركز وعلي متطلبات أسرية .

وأن إنشاء مركز الشباب أكاديمية مثلًا في كرة القدم لا يستطيع الصرف عليها من تدني دخل المركز، وضعف الإشتراك السنوي للعضو، الآن معظم إعتماد المراكز علي إيجار الملعب برغم من أنه لا يكفي علي الإطلاق ولكن لا أنكر أنه مؤدي دوره بقدر المستطاع.

فيما قال الشاب “علام ناصر” الطالب في كلية الطب البشري جامعة سوهاج الفرقة الثالثة أن مراكز الشباب هي هيئات شبابية تهدف إلى تقديم مجموعة من الخدمات لأعضائها بهدف أكتشاف مواهبهم وتنميتها وأستثمار أوقات فراغهم فى ممارسة الأنشطة الاجتماعية والرياضية والثقافية والفنية.

وأضاف قائلًا ( تكمن العوائق في الروتين وسيطرة مجالس الإدارات العائلية، بخلاف مشكلات المقرات القديمة والمتهالكة، وتوقف مشروعات التطوير وعدم توافر الكوادر الإدارية القادرة علي التطوير، بالإضافة إلى حالة الإهمال داخل مراكز الشباب فأصبحت الملاعب العشبية كلها ترابية، وأيضًا بسبب اقتصار مفهوم تلك المراكز  لدي معظم الشباب علي الجانب الرياضي فقط وميول معظم الشباب لممارسة الرياضة دون غيرها من الأنشطة).

وأعطى حلولًا لذلك بقوله (الحل يكمن في وضع خطه متكامله لتطوير الجوانب العلمية والثقافية والدينية، ولتحقيق اهداف مراكز الشباب في جميع النواحي يجب:-
استثمار اوقات فراغ الاعضاء من خلال برامج رياضية واجتماعية تحت اشراف قيادات متخصصة .
تصحيح المفاهيم الخاصة لدى الشباب دينيًا وثقافيًا وفكريًا
تنمية الشباب فى جميع المراحل السنية فى النواحى الرياضية والاجتماعية .
تدعيم العلاقات بين الشباب بصوره فعاله وايجابية.
حث الاعضاء على المشاركة فى العمل الاجتماعى .

وأوضح أن نقاط القوة في  تلك المراكز تكمن في حسن استغلال أوقات الفراغ لدى الشباب وتنميتهم في جميع النواحي الاجتماعية والثقافية والدينية ، أما نقاط الضعف تكمن في اقتصار التطوير في مراكز الشباب علي الجانب الرياضي فقط، وأعطى حلولًا وهي

:- تنمية المراكز لانها  تحتاج إلى تطوير ليس للمباني والملاعب فقط بل أيضاً من خلال تفعيل كل الأنشطة بما فيها الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية.

وقال الكابتن”أسانة عبدالحميد” مدرب الكاراتيه في مركز شباب الأغانة أن العائق في تلك المراكز  هو ضعف  الإمكانيات المادية والدعم وبُعد مجلس الإدارة،وأضاف لا توجد أنشطة رياضية بسبب قلة الشباب وعدم إهتمام الادارة بالأنشطة وحدث ملل للشباب،وأعطى حلولًا بقوله( الحل هو وجود الدعم المادي، ووجود مجلس إدارة رشيد و مدرب علي التعامل مع الشباب للوصول لهم وأخذ الطاقه في الالعاب والثقافة والمعلومات العامة)، وصرّح بأن  الذي يجب فعله هو  توفير مدرب لكل لعبة ودروس الثقافة والفنون والآداب العامة والخاصة في كل المجالات وتوفير الوعي للشباب من أخصائي اجتماعي لمعرفة الشباب دورهم كشباب في المجتمع وهذا لا يتم إلا مع موظفين ومدربين وفريق عمل متكامل.

وقال الطالب عبد العزيز كامل الطالب بكلية الحقوق جامعة أسيوط الفرقة الثانية أن العوائق أمام مراكز الشباب كثيرة أهمها عدم وجود الدعم المادي والمعنوي لمراكز الشباب و معظم مراكز الشباب لا تركز الا علي لعبة كرة القدم وهي من الانشطه الرياضية وذلك لانها الاكثر شعبية في مجتمعنا ونستطيع حل تلك المشكلة بتوعية الشباب بباقي الانشطه وفائدتها وتثقفيهم ليدركوا فوائد الانشطة

وما الحل في ذلك؟ 

وتكمن بعض الحلول أهمها توعية الشباب بأهمية مراكز الشباب وكيفية التعامل معها وتعريفهم ما هو المركز الشبابي بشكل كامل، ومن ثم محاولة إلقاء الضوء على الأنشطة الأخرى غير الرياضية وتوعيتهم بفوائدها وإعطاء جوائز قيمة لهم ترضي أنفسهم وبذلك سيميلون لها، وأيضًا مد المراكز بالمتطلبات المادية والمعنوية اللازمة ومراقبة المسؤولين في تلك المراكز ومعاقبة المهمل والمتكاسل