مركز تكوين إثارة جدل أم دعوة لهدم الأديان أمام تحرك برلماني
تختلف المسميات والهدف واضح وجلي على كل ذي بصيرة؛ يسعى أصحاب المصالح المشبوهة للنيل من تماسك و ترابط النسيج الاجتماعي والأخلاقي للأمة؛ مرة بإسم مركز تكوين، وأخرى تحت مسمى التنور و التنوير؛ يعملون على إثارة الجدل بأجندات فكرية ظاهرها براق يدعو للتفكير النقدي والفئة المستهدفة فئة الشباب الغر؛ الذي قد لا تساعده خبرته المعرفية من إدراك حقيقية هذا السم الفكري الهدام لكل الثوابت الدينية، يختبئون تحت مسمى “تجديد الخطاب الديني” و قد تنبه المفكرون لهذا الخطر المحدق بالأمة الإسلامية عامة والعربية خاصة فانبرت الأقلام الواعية و استنهض أصحاب القرار
من هم أعضاء مركز تكوين للفكر العربي
يضم مركز تكوين الفكر العربي ستة أعضاء يكونون مجلس أمناء المركز وهم على التتالي:
إبراهيم عيسى
وهو صحفي وكاتب مصري، من مواليد 1965 وقد اشتهر بمواقفه السياسية الناقدة؛ عمل رئيسًا لتحرير صحيفة الدستور المصرية اليومية “حتى أُقيل من ذاك المنصب” حاليًا يشغل منصب رئيس تحرير جريدة المقال، بالإضافة إلى منصبه في مركز تكوين؛ صاحب كتاب “مصر والإخوان المسلمون” و”اليهودية والمسيحية والإسلام”
يوسف زيدان
وهو كاتب وفيلسوف وأستاذ جامعي مصري، تولد 1958 مختص في التراث العربي؛ حاصل على ليسانس الفلسفة، ودرجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية، وحصل على الدكتوراه في الفلسفة وتاريخ العلوم؛ أسس قسم المخطوطات في مكتبة الإسكندرية وعمل رئيساً لها، كما نشر العديد من الكتب في مجالات الفكر الإسلامي، يدعو لفصل الدين عن السياسة من خلال فصل الدين عن الأحداث أصدر كتب في التصوف والنقد مثل دوامات التدين” و”متاهات الوهم” و”فقه الثورة”.
إسلام البحيري
كاتب وباحث مصري مثير للجدل، اشتهر بأفكاره التنويرية التي تُناقش النصوص الدينية وتدعو إلى قراءتها بنظرة عقلانية؛ حاصل على الماجستير في “طرائق التعامل مع التراث” من المملكة المتحدة، قدم برنامج “مع إسلام البحيري” على قناة القاهرة والناس الفضائية، يدعو لإعادة قراءة النصوص الدينية بتفكير نقدي، كانت قد أثارت أفكاره جدلًا في الأوساط الدينية والثقافية، اتُهم بالتبشير بالعلمانية، وازدراء الدين، تم سجنه عام 2015 لمدة 5 سنوات بتهمة ازدراء الأديان، وافرج عنه لاحقًا.
فراس السواح
مفكر وباحث سوري، تولد 1941، حاصل على بكالوريوس إدارة الأعمال من جامعة دمشق، اشتهر بأعماله في مجال الميثولوجيا وتاريخ الأديان، و دعوته للتجديد الفكري والفهم العقلاني للدين، شغل منصب أستاذ لتاريخ الأديان في جامعة بكين، أصدر العديد من الكتب والمؤلفات في مجال الميثولوجيا وتاريخ الأديان؛ يشجع على إعادة قراءة تاريخ الأديان و الميثولوجيا بنظرة نقدية، كما يشدد على أهمية العقل والفكر العلمي في فهم الظواهر الدينية، يرفض تفسير النصوص الحرفي.
نايلة أبي نادر
باحثة لبنانية حاصة على شهادة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية من جامعة السوربون في فرنسا، تركز أبحاثها على نقد التراث الإسلامي، ودراسة الفكر العربي الحديث، و التركيز على قضايا عقائدية مثل: العلاقة بين الدين والعقل، حرية الفكر والتعبير، حقوق المرأة في الإسلام، وتجديد الفكر الديني؛ تدعو إلى قراءة نقدية للتراث الإسلامي، بعيدًا عن التقديس والركود الفكري.
ألفة يوسف
كاتبة ومؤلفة وباحثة تونسية مختصة في اللغة العربية واللسانيات من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة تونس.
يجمعهم قاسم مشترك واحد” عقلنة الإيمان لنسف الأديان”
تحرك برلماني تجاه افتتاح مركز تكوين للفكر العربي
تقدم النائب أشرف أمين عضو مجلس النواب بطلب إحاطة موجه إلى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء و الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، بما يخص المجريات التي حدثت إثر انعقاد المؤتمر الأول لتأسيس مركز تكوين، وأضاف أن هذا الملف أثار حالةً من الغضب الشديد بين مختلف أطياف الشعب المصري
مركز تكوين تنوير بالتزوير لتغيير صحيح الدين
أوضح البرلماني في طلب الإحاطة أن المركز بما يبثه من أفكار مثيرة للجدل ما هو إلا منبر للتشكيك فى الثوابت الدينية والمعتقدات الراسخة؛ مؤكدًا على أن بعض التصريحات المعنونة تحت شعارات خداعة ليست كما يروج لها من تطوير خطاب التسامح، وفتح آفاق الحوار وإعمال العقل والتفكير بقدر ما يقصد بها ضرب ممنهج لفكر جيل كامل من الشباب؛ ومخطط يهدف إلى مسح الهوية الدينية للشعوب العربية.
يذكر أن البرلماني استشهد بتصريحات عدد من الكتاب الذين عملوا على إحداث فتنة بين أوساط الشعب المصري من خلال التشكيك في المرجع الأول للأحاديث والسنة النبوية و أصح كتاب بعد القرآن الكريم صحيح البخاري البخاري ونفي معجزة الإسراء والمعراج.
ويشار إلى أن المركز وفي مؤتمره الأول للإعلان عن تكوينه قبل أيام قد أثار بعض الانتقادات بسبب تصريحات الباحث السوري فراس زيدان حول عميد الأدب العربي طه حسين.
مركز تكوين و الدعاوى القضائية
انتشرت دعوات واسعة النطاق تطالب بإغلاق مؤسسة “تكوين الفكر العربي”، بجانب دعوى قضائية تتهم عددًا من أعضاء مجلس الأمناء بالمؤسسة بـ”نشر الإلحاد وإحداث فتنة وفوضى خلاقة”.
وتحركت الدعوى القضائية ضد كلًا من الصحفي إبراهيم عيسى، والروائي يوسف زيدان.
و من بين أبرز المنتقدين لمركز تكوين الداعية المعروف عبد الله رشدي الذي كتب على صفحته في فيسبوك قائلًا:”كلكم شهدتم التحالف الجديد لأهل الضلال تحت مظلة واحدة بطريقة منظمة لنخب ثوابت دينكم، يبدو أن المواجهة ستتخذ أشكالًا جديدة”.
ويقع على جمهور العلماء والفقهاء، وأصحاب القلم والقرار مهمة التصدي للمركز، ولا نغفل عن دور الأزهر في مواجهة أفكاره الهدامة، وما تحدثه من إضرار بالسلم الاجتماعي.