معاناة النازحيين السوريين 

معاناة النازحيين السوريين 

 

تقرير / أميمة حافظ 

 

كورونا و برد قارص و أوضاع متردية فى مخيمات النازحيين السوريين .

 

فى ظل الظروف القهرية التى أجبرت السوريين على النزوح إلى الحدود هربا من أصوات المدافع و قروع طبول الحرب و للنجاة من الموت ، يواجه آلاف السوريين المعاناة المستمرة ، فمع وجود أوضاع متردية ، إقتصاديا و صحيا و إجتماعيا ، بخلاف فيرس كورونا ، فالمعاناة تزداد فى الشتاء ، برد قارص لا تستطيع المخيمات أن تحجبه ، و دفء معدوم ، و أمطار غزيرة لا تتحملها المخيمات المتهالكة .

 

معاناة مستمرة و أحلام مسلوبة و مستقبل مظلم ، و سط صمت مخزى من كل الجهات المعنية .

 

هذه المعاناة ليست وليدة اليوم ، فمنذ اكثر من خمسة سنوات والمعاناة مستمرة وتتفاقم يوما بعد يوم وفي كل بداية فصل شتاء تنطلق المناشدات لإنقاذ أهالي المخيمات، واتخاذ التدابير اللازمة للحد من أثر العواصف والأمطار من خلال ترميم الخيم المهترئة بفعل عوامل الطقس، وفرش طرقات المخيم وإنشاء قنوات لتصريف المياه، وهي تتطلب معدات ثقيلة ولكن تتطلب تبني العمل من جهة تؤمن نفقات هذا الأمر، والتي لا يستطيع قاطني المخيمات تحملها.

 

ورغم النداءات المستمرة من الناشطين والفعاليات المدنية في المخيمات، إلا أن أصواتهم لم تلقى أي رد من أي جهة مسؤولة عسكرية كانت أو مدنية، وسط مشاريع صغيرة تقتصر على التبني وعميات التصوير لجلب الدعم دون أي متابعة، أو إحساس بمعاناة آلاف المدنيين في المخيمات، والتي على أبواب دخول فصل شتاء جديد، وبدأت المعاناة منذ بدايته، والنداءات ولا مجيب.

 

ويتساءل أهالي المخيمات لاسيما في منطقة أطمة وريف جسر الشغور وحارم وعموم الريف الشمالي لإدلب عن سبب إهمال المنظمات الإنسانية والفصائل مسألة تعبيد طرقات المخيمات قبل حلول فصل الشتاء رغم امتلاكهم القدرة والمعدات اللازمة لذلك، ما يخفف من تأثير الطين والأوحال والسيول التي تجرف المخيمات، أم أن العذاب والمعاناة في كل عام بات واقعاً يجب التعايش معه.

 

ووسط المعاناة المستمرة وآلام المعذبين في مخيمات النزوح بين الشمال والجنوب، تعيش كل خيمة ألمها ومعاناتها بمعزل عن العالم الغربي والعربي الذي يتبجح بحقوق الإنسان وأولها حقه في الحياة، ترسم وجوه أطفالهم وكبارهم قصص العذاب المريرة مع النزوح والغربة بعيداً عن ديارهم في مكان لا يجدون فيه أقل مقومات الحياة في العيش بسلام دون برد أو خوف أو معاناة في تأمين متطلبات الحياة، في حين باتت المتاجرة بمعاناتهم سبيلاً للكسب من بعض المنظمات حتى ما عادوا يثقون بها ويترددون في التفاعل معها لان غايتها التصوير وتقديم بضع سلال إغاثية فقط حسب ما يقول أهالي تلك المخيمات، في حين يبقى السؤال المطروح إلى متى سيستمر تجاهل مطالب أهالي المخيمات…؟ وإلى متى سيستمر عذابهم في مخيمات باتت بديلاً عن منازلهم المدمرة والمغتصبة محملين المجتمع الدولي والفصائل العسكرية والمنظمات الإنسانية وكل من يستطيع تقديم يد العون لهم كل ما يعانوه من مشقة وظلم وعذاب.

 

ويعود السبب في تكرار كوارث الشتاء التي تهدد 1293 مخيما ، يقطنها 1043000 نسمة تقريبا ، في محافظة إدلب، إلى عدة أسباب. بحسب مسؤول مسح ميداني في منظمة خبراء الإغاثة (UDER)، أحمد العلي.

 

وأرجع العلي هذه الأسباب إلى «انتشار 382 مخيما عشوائيا بعد العمليات العسكرية في إدلب، وهي مخيمات غير مخدومة وتفتقر لأبسط مقومات البنية التحتية المناسبة من طرق وصرف صحي لمواجهة الأحوال الجوية. كما أن الخيام المبنية منذ عدة سنوات تتأثر بالعوامل الجوية من حرارة وأمطار ورياح، ما أدى إلى اهترائها وسهولة تمزقها في الأجواء العاصفة، وللأسف لا تقوم المنظمات بتبديل الخيام بشكل مستمر .

 

وتصل الفجوة بين احتياجات المخيمات والتمويل لما يقارب الثلثين سلبا ، فقد بلغ تمويل استجابة الشتاء للعام الماضى 2020 نحو 13 مليون دولار. ومع انتشار فيروس كورونا المستجد، تم تخصيص 7 ملايين من المبلغ لمكافحة الفيروس، ما شكل صدمة حقيقية للنازحين في المخيمات مع بقاء 6 ملايين دولار فقط، أنفق معظمها من قبل المنظمات المنفذة، بحسب الحلاج.

 

استجابة للكوارث

 

وتنقسم حلول الاستجابة «لكوارث الشتاء» إلى قسمين، أولها حلول قريبة المدى، تتلخص في تقديم النصح للأهالي بحفر خنادق حول خيامهم وحول المخيم بشكل عام؛ ما يخفف الصدمة الأولى للأمطار، وتنفيذ المنظمات لعمليات تعبيد وإصلاح للطرقات، وتركيب شبكات صرف مطري، وتركيب عوازل مطرية لأسقف الخيام، وإنشاء عوازل أرضية برفع الخيام عن الأرض 15 سم تقريبا ، أما الحلول بعيدة المدى فتتركز على الحل السياسي المرتبط بتفاهمات تسمح بعودة النازحين إلى مناطقهم مع وجود ضمانات بعدم إيذائهم.

 

يذكر أن التنسيق ضعيف بين المنظمات العاملة في سياق المجتمع المدني السوري، والتي يبلغ عددها 167 منظمة ضمن 11 جسما تنسيقيا مسجلا ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتنظيم التحرك للاستجابة للكوارث. لا تبدأ الاستجابة إلا بعد الكارثة .

بحسب أقوال مدير إحد المخيمات .