مع إهمال دفن الموتى.. كورونا يجتاح إيران

مع إهمال دفن الموتى.. كورونا يجتاح إيران

 

تقرير: أميرة توفيق

تتركز نصف وفيات فيروس كورونا في إيران في  مقاطعة “مازندران ” الشمالية، والتي تبعد أربع ساعات بالسيارة من العاصمة” طهران”.

يبلغ سكان المدينة حوالي 10 ملايين نسمة، وهو رقم ليس بالبسيط أبدًا، ومع تفشي فيروس كورونا بالعاصمة الإيرانية، لم تحتمل مستشفيات المدينة استيعاب هذا العدد من الجثث.

قامت “طهران” مثلها مثل دول عديدة- بحظر السفر لكن ليس بشكل حاسم، وإنما بشكل متقطع، وبالتالي أدى التدفق المستمر من سكان المدن الكبرى إلى مقاطعة”مازندران” إلى تفاقم الحالات وانتشارها لتصل إلى الزوايا الريفية الضيقة.

الموساد وراء إغتيال علماء إيرانيين فى مجال الطاقة

لم يتوقف إهمال السلطات الإيرانية عند هذا الحد، وإنما تسبب تفاقم الحالات إلى زيادة الموتى، مع عدم توفر مكان مناسب لدفنهم، وإنما قام الأهالي بمباشرة هذه المهمة  بأنفسهم من الألف إلى الياء.

يتطوع المواطن “رحيمي” وهو يبلغ من العمر 50 عاماً، بتغسيل الموتى وتكفينهم، مع ارتدائه بدلة خاصة يستقبل بها المتوفين، ويطهر الجثث بنفسه.

كورونا يجتاح إيران

خشيت السلطات الإيرانية من تفشي الوباء في بدايته بسبب الدفن، من ثم قام المواطن”رحيمي” ومن معه بتعلم كيفية لف الضحايا ودفن الموتى من فيروس كورونا وتكفينهم بطريقة صحيحة لئلا تنتشر العدوى.

يقوم المتطوعون بتطهير الجثة وغسلها مع رش مسحوق الكلور الأبيض على الجثة وبداخل حفرة الدفن، يليها وضع وضع الجسد بحرص داخل الحفرة.

أظهرت أزمة كورونا على الرغم من الألم الذي صاحبها- العديد من الأشياء، ليس على المستوى الشخصي فحسب، بل على مستوى العالم.

تشنجات وغيبوبة..أعراض مرض الهند الغامض

لقد جعلت الأزمة  دول العالم تدور في حلقة من الجنون، حيث يتخبط معظمها في دهاليز الحيرة عن التصرف الصحيح المفروض في هذه الأزمة.

ويخشى البعض الآخر مجرد التحرك أو اتخاذ خطوات حاسمة لمنع انتشار العدوى، لدرجة ترك الموتى بلا رعاية ولا مدفن.

لم يحظ المرضى في إيران بالرعاية اللازمة من الحكومة، أو حتى اتخاذ إجراءات قاطعة للتحكم في تفشي الوباء، لكن حتى بعد موتهم لم يجدوا المعاملة اللائقة.

وكأن الاهتمام صار شحيحًا لدى البشر على كل الأنظمة، العالمية والشخصية، وليس على المستوى الفردي فقط في الحياة الاجتماعية.

ليحفظنا الله تعالى جميعًا، ويجعل تلك الأزمة تمر في سلام على كل العالم الإسلامي والعربي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *