موريتانيا.. من العصر الحجري إلى تغيير العلم والنشيد

موريتانيا.. من العصر الحجري إلى تغيير العلم والنشيد

موريتانيا.. من العصر الحجري إلى تغيير العلم والنشيد|_ اتفق بعض الباحثين على أن أقدم آثار للسكن البشري في موريتانيا تعود إلى العصر الحجري.

أما في العصر الوسيط فقد ظهرت دولة المرابطين وأحكمت قبضتها على المنطقة بل وتجاوزتها، بقيادة أمير المسلمين أبو يعقوب يوسف بن تاشفين بن إبراهيم اللمتوني الصنهاجي، الذي وحد المغرب الإسلامي وضم الأندلس ونشر المذهب المالكي الإسلامي.

هجرة الهلاليين إلى موريتانيا

تعد هجرة بني هلال في القرن ١١ م، من أشهر الهجرات العربية، وقد استقر الحال ببني حسان في أرض موريتانيا التي كانت تقطنها في الغالب قبائل أمازيغية.

وهو ما كان سببا رئيسا في اندلاع حرب (شرببة) وهي حرب اشتعلت ودامت ثلاثين عاما، فبدأت سنة ١٦٤٤ وانتهت سنة ١٦٧٤ ميلاديًا، بين قبائل صنهاجة البربرية تقودها قبيلة لمتونة، و عرب بني هلال المهاجرين من الشرق “خصوصا من صعيد مصر”، وانتهت بإخضاع القبائل البربرية.

وهنا بدأ المجتمع بأطيافه ينسجم في شكل طبقي، ونظام أميري يتبلور في خمس إمارات متفرقة في البلاد كنظام سياسي.

وقد ساعد في الاستقرار بين العرب الوافدين والأمازيغ القاطنين، القاسم المشترك المتمثل في الدين الإسلامي بشكل خاص والمذهب المالكي بصفة أخص.

بمعنى أن العرب وجدوا الإسلام قد سبقهم للمنطقة، فقد كانت الدولة المرابطية كيانا ذا نفوذ، ونشط في نشر الإسلام وتعاليمه.

موريتانيا أم شنقيط؟

لم يكن اسم موريتانيا أصيلا، بل ظهر من دخول المستعمر الفرنسي، فقد كانت المنطقة تسمى بأرض شنقيط، ويسمى قاطنوها بالشناقطة.

إلا أن التسمية ظلت تطلق إلى الآن على أحدى المدن التاريخية العتيقة في البلاد، وهي الآن متحف للتاريخ والحضارة الموريتانية عبر حقبها وعصورها، وقِبلة للزائرين والسواح والباحثين.

ورغم ذلك لم تمت المدينة ولم تندثر ولم يمحى أثرها، بل ما زالت مركزًا نشطًا وصرحًا ثقافيًا واجتماعيًا كبيرًا وعريقًا.

دخول الاستعمار لموريتانيا

دخل الاستعمار الفرنسي موريتانيا سنة ١٩٠٠ م، وذلك كان نظرًا للموقع الإستراتيجي الذي تحظى به المنطة، حيث كانت جسرا رابطا بين شمال غرب إفريقيا وجنوبها، كما كانت بلاد (شنقيط) آنذاك مركزا وملتقى للتبادل الثقافي.

وفي عام ١٩٠٢ م، أحكم الاستعمار الفرنسي بقيادة (اغزافيه كبولاني) قبضته على المنطقة، وأعلنها مستعمرة له، وذلك لضرورة اتصال مستعمراته على الصعيد الجيوسياسي.

استقلال موريتانيا

في اليوم ٢٨ من تشرين الثاني لعام ١٩٦٠م، بعد تصويت موريتانيا بـنعم في استفتاء “نعم أو لا” ١٩٥٨، أعلن استقلال الجمهورية الإسلامية الموريتانية، برئاسة المحامي المختار ولد داداه.

حكم ولد داداه قرابة ال ٢٠ سنة، ثم انقلب عليه العسكر بقيادة العقيد المصطفى ولد محمد السالك، بعد خوضه في حرب الصحراء التي استنزفت الاقتصاد الهش واضعفت الجيش الوليد، فدخلت البلاد في دوامة من الانقلابات العسكرية المتتالية.

وكان أول رئيس منتخب لموريتانيا، الراحل سيدي ولد الشيخ عبدالله، الذي فاز بأغلبية مطلقة عبر صناديق الاقتراع عام ٢٠٠٧م.

إلا أن العسكر لم يمهلوه كثيرًا، فانقلبوا عليه وأسقطوا نظامه، بقيادة الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي حكم فترة انتقالية مدتها سنة، ثم حكم عشر سنين أخرى بمأموريتين.

أجرى في الأخيرة منهما استفتاء لتعديل الدستور في عام ٢٠١٧م، والذي تمكن من خلاله من تغيير النشيد الوطني وإضافة شريطين بلون أحمر للعلم، كرمز لدم الشهداء الذين قضوا في الاستعمار.

إذن فقد تكونت هوية موريتانيا الحالية عبر مخاض تاريخي عسير، بدأ بالدولة المرابطية ثم هجرة الهلاليين ثم الاستعمار وأخيرا الاستقلال.

ومما يميز هذا البلد اختلافه العرقي، فإلى جانب الأمازيغ والعرب هنالك مجموعة هي الأخرى لا تقل أهمية عنهما، وهي المجموعة الزنجية المكونة من ثلاث فئات هن البولار والوولوف والسونيكي، فقد لعب الزنوج دورا بارزا في رسم الهوية والثقافة في موريتانيا.