ميليساني..رحلة خارج الزمان والمكان

ميليساني..رحلة خارج الزمان والمكان

بحيرة ميليساني اليونانية  والتي تقع جزيرة كيفالونيا اليونانية فتلك البحيرة  تسير فيها بقوارب كأنك تطفو على كتلة من الضوء الأزرق ،فقد  تبدو أنها شيئاً عادياً لأول  وهلة لكن الغريب أنها تحت الأرض، فهي موجودة داخلها  حيث يُقدر عمر هذا الكهف بعشرات الآلاف من السنين، كما يبلغ عمق بحيرة ميليساني حوالي 60 قدماً تحت سطح الأرض، فهي تتميز بتضاريس ناتئة بجانب أنها تحيط الجبال الخضراء والغابات من جميع  جوانبها.

طبيعة الكهف

فقد تعرض الكهف لكثير من العوامل الطبيعية التي منحته شكله الحالي ، فنتيجة لبعض الزلازل السابقة أصبح شكلة على شكل الحرف B، ولو دققنا قليلاً في تضاريس هذا الحرف سنجد أن الكهف يتكون من بحيرتين وبينهما قناة تصلهما ببعض، وعندما ينتصف النهار في يوم مشمس نجد أن أشعة الشمس تدخل من إحدى فتحات الكهف وتنعكس على ماء البحيرة مما يعطيها لوناً أزرق مميزاً جداً، فتبدو حينها كأن القوارب الموجودة في البحيرة تطفو على كتلة من الضوء الأزرق.

كما يعد الدخول عبر النفق الطويل في بداية الكهف، أمرًا غريبًا ، لتبدأ الجولة عبر آلاف السنين إلى الوراء.حيث يطوف بك قارب  بشكل دائري في البحيرة للتعرف عليها، ثم يعبر بك عبر قناة ضيقة لتنتقل إلى البحيرة الثانية التي تتميز بأنها مظلمة ولها قبة من الحجر الكلسي تم تشكيلها طبيبعًا بفعل الزلازل المتعاقبة على الجزيرة، كما أن الجو داخل الكهف بارد ورطب بعكس ما هو عليه في الخارج، حيث تبلغ درجة الحرارة 16 درجة مئوية غالبية شهور السنة، والرطوبة 90%. أما أقصى عمق للبحيرة فيبلغ 39 متر، وماءها مالح لكنه مغاير لماء البحر، حيث أنه خليط من الماء العذب والمالح، ويتجدد باستمرار من خلال الينابيع الطبيعية التي تغذيه بالماء.

قارب للمغامرة

أساطير البحيرة

فقد تم  اكتشاف البحيرة في عام 1951 إلا أنها ترتبط بالعديد من الأساطير اليونانية فقد كانت تعرف بكهف الحوريات و الأرواح الأنثوية التي تجسد الفضاء المقدس.كما أن المكان يمتلئ بالغموض والأضواء والأساطير الرائعة لتلك المغارة حيث تصيب بها حدة السكون مع الضوء والماء في مكان تحت الأرض المرء برهبة كبيرة، مما يأخذك في جولة خارج حدود العالم الذي تعيش فيه .

فالأساطير اليونانية تروي أن الكهف كان مكانًا تزوره الريفيات قبل مئات السنين، أشهرهن تُدعى ميليساني ووجدوا لها تمثالاً من الطين داخل الكهف لحظة اكتشافه، ومن التمثال يظهر أنها كانت تستغيث، مما جعلهم يعتقدون بأنها غرقت في البحيرة حينما كانت ترعى أغنامها  أو ربما كانت تبحث عن إحداها بعد ضياعها في الكهف، لذا أطلقوا على البحيرة نفس اسم هذه الريفية تخليداً لها.

مايميز البحيرة

فتلك البحيرة تحمل الكثير من المميزات المدهشة حيث تحتوي على مياه جوفية مالحة لأنها تكونت من مياه البحر التي تعد في الأساس مياه صافية ونقية حيث تقوم صخور الكهف بامتصاصها وترشيحها في البحيرة مما يجعل المياه أكثر جمالاً وشفافية فهي مياه زرقاء كريستالية، ويعود الماء الذي يخرج من الكهف إلى البحر ويخرج على شاطئ فريدي.

كما تم اكتشاف العديد من الأثار التي تتكون من ألواح الطين التي تصور موكب الحوريات وهي موجودة في متحف أرغوستولي الأثري، ليس ذالك فقط بل يحتوي الكهف على الكثير من النوازل الملونة والبلور الأزرق والأخضر اللون.

قارب للمغامرة

السياحة داخل ميليساني

فقد أعطت بحيرة ميليساني الأنشطة المتنوعة فيها بجزيرة كيفالونيا جاذبية وشهرة خاصة من بين الجزر اليونانية الأخرى،حيث جذبت الكثير من السياح  إلي الكهف بهدف الغوص في البحيرة، كما سمحت الحكومة اليونانية بهذه الأنشطة بشرط أن يكون السائح معه ترخيص من هيئة الآثار، حيث يشبه البعض الغوص في البحيرة بسبب شدة نقاوة الماء بالطيران في هالة ضوئية زرقاء.كما يمكن للسياح الوصول إلى داخل الكهف  بشكل مستقل عبر نفق تحت الأرض، حيث يتاح  لهم الفرصة للاستكشاف الكهف عبر رحلة في القارب. كما تم اكتشاف  تسرب الماء من نقطة معينة إلى بحر Lonian التي تحيط بالجزيرة، والعجيب أن على أعماق تتراوح من 20 إلى 35 متراً وجدوا ثعابين بحرية وأنواع مختلفة من الأسماك مما أدت إلي زيادة جذب السياح.