نهى حقي عن والدها: كان يواجه متاعب شديدة في البحث عن الكلمة

نهى حقي عن والدها: كان يواجه متاعب شديدة في البحث عن الكلمة

نهى حقي: والدي كان يشملني بمشاعر الأبوة الراقية

كان يقول عندما ينتهي من كتابة مقال “أشعر وكأنني كنت في ولادة متعثرة”

على الإعلامي الجيد أن يكون ملما بأبعاد العصر الحديث

بالرغم من رحيل الكاتب الكبير يحيي حقي عام ١٩٩٤ إلا أن مازال عالمه السحري كروائي وقاص وكاتب مقال لم ينضب.

وملئ بالأسرار والمفاجآت والذي أعدنا التنقيب فيه مع ابنته الإذاعية الكبيرة نهى حقي.

على أن نصل إلى لؤلؤة جديدة من لآلئ عطاءاته الأدبية الممتدة حتى الآن.

الأستاذة نهى حقي من عائلة تهوى الأدب والكتابة، كيف أثر ذلك على نشأتك؟

كانت والدتي متوفية فنشأت وترترعت في منزل جدتي فهي كانت بمثابة والدتي.

وكان والدي رحمة الله عليه يأتي إلينا في زيارات ولظروف عمله بالخارجية المصرية كان يعمل بالخارج.

وعندما عاد أخذ يشملني بمشاعر الأبوة الراقية وأخذ بيدي كطفلة صغيرة إلى عالم الطفولة السعيدة.

حيث كان يرى أن شخصية الإنسان تتكون منذ نعومة أظافره وحاول أن يعطيني الأمان والاستقرار والسعادة.

في تلك المرحلة الأولى وقد كان من الحنان يعلمني خطوات صغيرة لمعرفة الحياة.

مثل الرؤية الجمالية عند الحيوان فكان أحيانا يأخذني لسينما الأطفال وحديقة الحيوان والسيرك.

وأحياناً كان يأخذني للحدائق العامة للتعرف على إبداع جمال البعض.

فنحن نعرف تأثير تلك الرحلات في حياة إي إنسان فما بالك بطفلة صغيرة تتعلم خطوات الحياة .

فتعطي آفاق جميلة وتهذيب للنفس وإحساس بالجمال وهذا ما يجعل له مشاعر طيبة.

ما هي طقوس الكاتب يحيي حقي أثناء الكتابة؟

هي ليست طقوس فكان الراحل يحيي حقي يواجه متاعب شديدة في البحث عن الكلمة.

حيث كان يجلس بجواره قواميس اللغة لاختيار الكلمة المناسبة ويضعها في مكانها المناسب بدقة متناهية.

بحيث أن إذا حذفت تلك الكلمة يحذف المعنى تماما فهناك احترام شديد للكلمة.

لا تطويل ولا تقصير فكان عندما ينتهي من كتابة المقال يقول” أشعر وكأنني كنت في ولادة متعثرة”

هذه هي معاناة الكاتب الذي يحترم القارئ ويمد له يد الصداقة والمحبة والمؤانسة.

ألا تتذكرين معنا بداياتك مع الكتابة؟

أنا لست كاتبة فأنا أكتب مسلسلات فقط، ولكن عندما كنت صغيرة كان أبي رحمه الله يمدني بمجلات الأطفال.

وأجلس وأقرأ وكنت أكتب بعض الأشياء وأنا صغيرة وكنت آخذ رأيه فيما أكتبه

ياسمين مجدي تكتب ..ابحث عن ذاتك

ما هي أبرز المبادئ والقيم التي كان يحرص الكاتب يحيي حقي على تلقينها لك؟

مثلما قلت لك كنا أصدقاء نخرج سوياً فأنا كنت أعيش مع جدتي.

لأنه كان متزوجا فكان دائما يعودني على التقاليد النبيلة مثل عدم الكذب

هل كان يريد أن يحصل على جائزة ما ولكن لم يحدث؟

لا بل حصل على العديد من الجوائز خلال مشوار حياته فحصل على جائزة الدولة التقديرية.

جائزة الملك فيصل باعتباره من رواد الرواية العربية.

وسام الفارس من الطبقة الأولى من الحكومة الفرنسية، والدكتوراه الفخرية من جامعة المنيا

من كن أقرب كاتب لقلب الأديب يحيي حقي يحب القراءة له؟

ليس هناك كاتب بعينه فكلهم كانوا أصدقاؤه يتبادلوا الأفكار والآراء وكانوا يتقابلون أحياناً

ما هو رأيك في الكتاب الجدد الذين يظهرون على الساحة في الوقت الحالي؟

في صريح العبارة أعجبني الجيل الجديد فهناك مجموعة من الكتاب قادمون بقوة مثل الدكتورة ريم بسيوني.

والكاتب الشاب أحمد مراد ومن قبلهم كان هناك الراحل جمال الغيطاني.

فهناك مجموعة كبيرة من الكتاب يكتبون بحرفية شديدة

ما هو سر خلود أعمال يحيي حقي؟

الأستاذ يحيي حقي رحمه الله كان معاصراً وكتاباته كانت عصرية.

لأنه كان مستشرق المستقبل فكان دائما يكتب وتأملاته للعالم القادم وكتاباته كانت سهلة .

يستطيع القارئ أن يقرأها رغم عمقها وكأنها كتبت اليوم من الفكر المتجدد والعقل الشاب فهو يواكب العصر الحديث.

وليس فقط يحيي حقي الذي يمتلك تلك المميزات إنما هناك نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم.

فهم ليسوا مغتربين عنا وكأنهم عاصروا هذا العصر الحديث.

إذن هل كان هناك كاتب مفضل تقرأين له باستمرار؟من هو؟

كل الكتاب الذين عاصروا الكاتب الراحل يحيي حقي هم أحب الكتاب إلى قلبي بدءا من يوسف السباعي.

عندما كنت في مرحلة الشباب مرورا بالكبار إحسان عبد القدوس ثم الرواية المتميزة للأستاذ الكبير نجيب محفوظ والأستاذ توفيق الحكيمظ

والقائمة طويلة وممتدة فهناك الكاتبة الكبيرة سهير القلماوي.

والكاتبة الدكتورة لطيفة الزيات صاحبة رواية”الباب المفتوح”

أما الجيل المعاصر الآن وهم كثيرون ممن يمتلكوا كنوز الفكر والإبداع والأسلوب الجديد الذي يدخل القلب مباشرة.

أمثال الدكتورة ريم بسيوني والأستاذ العشماوي وقبلهم الدكتور محمد المنسي قنديل.

وغيرهم من الأسماء التي تحمل شعلة جديدة من الإنارة والإبداع والفكر المتجدد.

فجميل أن يكون لدينا هذا الزخم من الكتاب المتميزون الذين هم على الساحة الآن.

ككاتبة مسلسلات ما رأيك في المسلسلات التي عرضت مؤخراً؟

تعجبني جداُ لأنها بعدت عن المط والتطويل فهناك مسلسلات العشر حلقات.

كما أنها بعدت عن مشاهد العنف وأصبحت أكثر هدوءا تناقش مشاكل اجتماعية مثل مسلسل”أبو العروسة”

هل أنت مع تحويل الروايات لأعمال درامية أم لا ولماذا؟

بالطبع أؤيد فكرة تحويل الرواية لعمل درامي حيث يعمل على ترسيخ الرواية

والآن كإعلامية، هل اختلفت معايير العمل الإعلامي في البرامج التليفزيونية بمرور الزمن ؟

نعم تغيرت كثيراً الآن عن ذي قبل حيث كان هناك تنوع في المحتوى الإعلامي الذي يقدم.

فكان يقدم برامج في شتى المواضيع أما الآن فأصبحت السمة الأساسية في البرامج هي البرامج الحوارية فقط.

فلابد أن ينجح كل برنامج بسمة شخصية المذيع الذي يقدم البرنامج فلابد أن يكون له كاريزما خاصة وتواصل ما بينه وبين المتلقي بصورة عميقة .

ولكنها لغة وسطية ليست في صورة صداقة قوية بينهما ولا في صورة عدم صداقة بينهما

لابد أن يكون هناك خط رفيع جدا في التواصل حيث يجذب المذيع المتلقي إليه

ولابد أن يكون مستعد نفسياً وفكرياً وله باع طويل في الثقافة والفكر وملم بالحياة ومشاكلها.

ويعرف كل أبعاد العصر الحديث بما يحتويه من أفكار وكتب والمشاكل التي تحيط به.

فهذا هو المذيع الذي يكون النجاح بين يده

ما هي العوامل التي يجب توافرها في الإعلامي الناجح؟

كما قلت لك فالإعلامي الحديث لابد أن يكون له كاريزما ويتحاور مع جمهور المتلقي بلغة وسطية .

بحيث لا يرتقي إلى العربية الفصحى أو حتى إلى العامية الشديدة ويكون بين هذا وذاك وهي لغة الصحافة الآن

نصيحة من أستاذة نهى حقي لمن يريد امتهان الكتابة؟

لابد أن يقرأ كثيراً وتكون لديه خلفية ثقافية عالية وأن يخرج للطبيعة ويتأملها.

وأن يشعر بما حوله ويتحسس المشاعر التي تقف أمامه.

حتى يتسنى أن يصف ما يراه بدقة حتى تكون له الأرضية الكبيرة للوصول للكتابة السليمة.