هبة معوض تكتب.. دعهم يقرأون

هبة معوض تكتب.. دعهم يقرأون

دعهم يقرأون

كثيرا ما يكون لدى الإنسان مشاعر إيجابية منجرفة نحو شيء معين.

دون أن يعرف سبب لذلك، ففجأة يجد نفسه منجذب لشيء لم يخطر على باله، أو لم يجربه من قبل.

ليظل مرتبط به لفترات طويلة، قد تكون بقية حياته، ومن أقرب الأمثلة على ذلك، شغف الإنسان نحو القراءة.

شغف

وهو الشغف الذي يعيقه الكثيرون، لذلك أردد دعهم يقرأون.

فعندما تفكر في الأمر، ستجده عجيب وراقي في نفس الوقت، فكيف لشخص أن يضع ثقته في أحد لا يعرفه.

ليقرأ له كتاب، ويعطي له وقت من عمره لن يسترده مجددا، وهو لا يعرف هل فعلا سيحب ذلك الكتاب أم لا.

كل ذلك من أجل شغف لا يعرف سببه، ولا ما هي نتائجه، وكل ما في الأمر أنه منجذب فقط تجاه ذلك الكتاب.

يوسف إدريس يؤكد..

أن تؤلف كتاباً، أن يقتنيه غريب، في مدينة غريبة، أن يقرأه ليلاً ، ويختلج قلبه لسطرٍ يشبه حياته، ذلك مجد الكتابة.

                               جلال أمين بين الصقار وموسم الهجرة إلى الشمال
الفكرة لم تنتهي..

لأن عندما تجلس في مكان وتسمع محاورات البعض حول الكتب والقراءة، وتجد أنك قرأت كل ما تحدثوا عنه.

أو حتى بعضه، وأنك تعرف كل هذا الكم من المعلومات والكتاب، سواء أحببت تلك الكتب أم لا، فالوضع سيختلف كثيرا.

لأنك ستعرف كم أن ذلك الشغف عظيم، بأن جعلك أنت أيضا عظيم.

دعهم يقرأون..

لذلك خلال تصفح مواقع التواصل الإجتماعي، وخاصة الفيسبوك، كثيرا ما تشدني منشورات تساؤلية كثيرة، تكون معظمها عن كتاب معين.

كأن يسأل أحدهم، ما أفضل كتاب للكاتب “الفلاني”، بماذا أبدأ للكاتب..، أو ما رأيكم في هذه الكتب وبماذا أقرأ منها.

لتأتي بعض التعليقات التي يرد بها البعض، والتي تتلخص بكل بساطة في كلمتين..”بلاش تقرأه”.

لماذا يريد أن يحرمه من القراءة، ومن متعة أن يكون أمام نفسه قاريء نهم.

لذلك فقد أثار لدي تساؤلين..

الأول، كيف لقاريء مثقف وواعي أن يقول لغيره لا تقرأ.

إضافة إلى أن صاحب “البوست” لم يسألك هل يقرأه أم لا، بالتالي فالإجابة غير منطقية تماما مع السؤال.

الثاني، وهو الأهم..لماذا تريد منع شخص من قراءة كتاب لم يعجبك، لماذا لا تتركه يقرأه ويحكم هو بنفسه.

فكما كونت أنت رأيك بنفسك، اتركه هو أيضا يكون رأيه، ويخوض تجربة القراءة.

لماذا لا تقول رأيك في الكتاب أو الكاتب، أيا كان سلبي أو إيجابي، وتتركه يحدد بنفسه هل يقرأه أم لا؟!