هبة معوض تكتب.. لمن سنذهب؟!

هبة معوض تكتب.. لمن سنذهب؟!

لمن سنذهب؟!

لم يعد يفصلنا سوى القليل عن معرض القاهرة الدولي للكتاب (معرض الكتاب)، والذي سيطل علينا هذا العام في موعد وثوب جديدين.

فبعد تأجيل إقامته في يناير الماضي بسبب أزمة الوباء الذي اجتاح العالم تم إقرار إتمامه نهاية هذا الشهر ( 30 يونيو).

ومن ثم فقد تم التصريح بإقامة الفعاليات الثقافية للمعرض افتراضيا، وبالتالي تأجيل شخصيتا المعرض وضيف الشرف ومحور “هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل” إلى الدورة التالية للمعرض (دورة 2022).

وكذلك جعل حجز تذاكر المعرض بشكل إلكتروني، وهو ما جعل الكثير من القراء ورواد المعرض في حيرة من تلك القرارات والإجراءات.

ومن هنا فقد انقسم رواد المعرض حول مؤيد ومعارض لتلك القرارات، وحول فكرة الذهاب للمعرض نفسها.

وخلال مطالعة تعليقات وردود فعل الجمهور حول المعرض، لم يجذب انتباهي سوى تعليق واحد فقط، تساءل فيه أحد رواد المعرض يستنكر قائلا:” لمن سنذهب؟!”.

مجرد سؤال..

في البداية اعتقده الكثيرون سؤال استفهامي حول المعرض والكتاب، لكنه لم يكن كذلك أبدا، فقد قاله صاحبه يستنكر ويتعجب فيه ما سيؤول عليه المعرض في هذه الدورة.

وذلك بعد أن فقدنا كُتاب عظماء سواء بسبب تلك الجائحة أو من قبلها، ومن ثم لم يعد لدينا أسماء رائدة وبارزة.

وذلك منذ وفاة قادة أدب هذا الزمن كالعراب دكتور أحمد خالد توفيق وصاحب رجل المستحيل دكتور نبيل فاروق.

ومن هنا أيضا فقد تعددت الآراء ما بين القبول والرفض للفكرة.

الرأي الأول.. مؤيدي السؤال

يرى أصحاب ذلك الرأي أن المعرض وكما سبق القول فقدَ أبرز كُتابه، وهم د. نبيل فاروق ود. أحمد خالد توفيق، وأنه لن يكون ذو قيمة مثل السابق.

ليس هذا فقط، بل أيضا منذ بدأنا نفقد كُتابنا الشباب البارزين كالكاتب الشاب أحمد مدحت، الذي ودعناه قبل المعرض بأيام.

حيث أن غالبية القراء أو حتى رواد المعرض من دون القراء كانوا يذهبون في الأول والأخير لهم.

وأن من سيتواجدوا من الكُتاب في المعرض هذا العام، هم مجموعة من الشباب أو مبتدئي الكتابة، وبالتالي فلماذا الذهاب وقد ودعوا كُتابهم.

الرأي الثاني.. معارضي السؤال

يرى أصحاب ذلك الرأي أنه رغم افتقادهم للعراب وصاحب رجل المستحيل ورغم تأجيل شخصيتا المعرض وضيف الشرف ومحور “هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل”، إلا أن المعرض لم ولن يفقد قيمته أبدا.

لأن لايزال لدينا عدد عظيم من الكُتاب سواء من هم في عظمة د. أحمد خالد توفيق ود. نبيل فاروق أو من الشباب.

فمن الأسماء المؤثرة والبارزة لا يزال عندنا د. يوسف زيدان ود. محمد المنسي قنديل والروائي أشرف العشماوي والكاتب إبراهيم عبد المجيد وغيرهم الكثير.

أما الكتاب الشباب البارزين فلدينا الكثير أمثال..

محمد عصمت وحسن الجندي وشيرين هنائي وأحمد الزيني وعمرو المنوفي وعلا سمير الشربيني، ويحيى الجبالي وعمرو البدالي، وآخرون.

الرأي الوسط..

إذا فكرنا في الآراء السابقة فمن الممكن أن نقف في الوسط بينهم كرأي محايد كالآتي..

نحن بالفعل نعيش فترة أصبح فيها الكل يطلق على نفسه لفظة كاتب أو روائي أو مؤلف أو غيرهم من تلك الأسماء.

وإذا تأملنا من حولنا سنجد أنه من بين كل عشرة أشخاص هناك شخص يطلق على نفسه لقب كاتب.

وذلك بالطبع بسبب تعاقد غالبيتهم مع دور نشر غير معروفة، والأسوأ من ذلك أنهم من يدفعون مقابل نشر كتبهم.

وبالتالي فقد وُجد عندنا جيل من الكتاب لا يعرف شيئا عن الكتابة.

لكن أيضا رغم ذلك هذا لا يمنع من أننا لا يزال لدينا جيل من عظماء الأدباء والروائيين، سواء كبار أو شباب، كالسابق ذكرهم وغيرهم الكثير.

ختاما..

لذلك في النهاية يمكننا القول أننا لن نصل أبدا إلى نقطة نهاية في الأدب الروائي المصري.

لأننا إذا تأملنا جيدا تاريخ هؤلاء الكتاب والروائيين الذين أثروا فينا وشجعونا على القراءة، سنجد أنهم في وقت ما كانوا هم الكتاب الشباب المبتدئين.

في وقت ما كان الأدباء المعاصرين للقراء هم نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وإحسان عبد القدوس، وكل هؤلاء النخبة العظيمة، التي لا تزال بيننا بكتاباتهم وأفكارهم.

وكان الأدباء الكبار المعاصرين لنا الآن والراحلين عنا هم جمهور القراء والكتاب المبتدئين.

لذلك ليس عدلا أن نحكم على الكتاب والروائيين الشباب والمبتدئين لأنهم فقط شباب، أو لأن ليس لديهم أعمال كثيرة.

ومن ثم يجب أن ندرك أن متخذي اللقب لحصولهم على الشهرة أو للتربح من وراءها، لن يستمروا كثيرا.

ففي النهاية ستنتهي الأفكار دون أن يعرفهم أحد سوى من حولهم، وسيدركون أن دفعهم المال لدور النشر مقابل نشر كتبهم ليس بلا فائدة على الإطلاق.

أما عن لمن سنذهب فلا يزال لدينا كتاب كثيرين جدا لنذهب إليهم.

لماذا الشعر يا مطر؟