هبة معوض تكتب.. وداعًا حزيران

هبة معوض تكتب.. وداعًا حزيران

هبة معوض تكتب.. وداعًا حزيران

اليوم هو الأخير في شهر يونيو، أو حزيران كما يطلق عليه في الأسماء السريانية في المشرق العربي.

فعلى مدار أكثر من قرن لم يخل أي شهر من شهور كل عام من الأحداث منها الجيد ومنها أيضا السيئ.

لكن المتأمل لهذا الشهر سيجد أنه يختلف كثيرا عن بقية الشهور.

لأسباب اجتماعية وأدبية، فهو شهر الثورة العظيمة، ثورة 30 يونيو، هذا في المقام الأول.

ثانيا، هو شهر الأدب والأدباء، بالنسبة لجمهور القراء والمثقفين على الأقل.

وداعًا حزيران

والمتأمل لأحداث هذا الشهر بالتحديد الأدبية، سيجد عدة أحداث حسنة وسيئة قد تطورت فيه تدريجيا.

أبرزها ذكرى ميلاد ووفاة عدد من نخبة الأدب العظماء، الراحلون منهم والباقون.

أولاً.. رائد الأمن الثقافي

يوسف السباعي من مواليد 17 يونيو 1917.

أديبٌ ومفكرٌ مصري، وأحد الأعلام البارزين في الحياة الأدبية والفكرية.

أطلق عليه توفيق الحكيم لقب “رائد الأمن الثقافي.

له العديد من الأعمال الأدبية التي تحولت لأعمال درامية مثل أرض النفاق ونائب عزازيل وغيرهم.

ثانيًا.. شهيد الكلمة

من الأحداث الحزينة التي حدثت في يونيو بالفعل، هي اغتيال شهيد الكلمة الدكتور فرج فودة.

في القاهرة في 8 يونيو 1992، تم اغتياله.

وهو كاتب ومفكر مصري لعب دوراً هاماً في الحياة الإبداعية والفكر العربي المعاصر.

وقد كرّس كتاباته للدفاع عن حرية الفكر والتعبير، وحرية الإبداع الثقافي والفني.

كان له مناظرتان شهيرتان الأولى كانت في معرض القاهرة الدولي للكتاب

وجاءت في 7 يناير 1992 تحت عنوان: مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية.

أما الثانية كانت في نادي نقابة المهندسين بالإسكندرية يوم 27 يناير 1992.

ثالثًا.. العراب

في العاشر من يونيو عام 2018، ولد العراب د. أحمد خالد توفيق.

يعد أول كاتب عربي في مجال أدب الرعب، بدأت رحلته الأدبية مع كتابة سلسلة ما وراء الطبيعة.

يعتبر العراب د. أحمد خالد توفيق هو أديب الشباب الأول في الوطن العربي.

بفضله وبفضل شخصيات رواياته أقبل عدد كبير جدا من الشباب على القراءة.

ومنذ ثلاث أعوام قرر العديد من قراء العراب أن يطلق على ذلك الشهر، اسم يونيو العراب.

وذلك لأن ذكرى ميلاد العراب، يوافق يوم العاشر من يونيو.

رابعًا.. أحمد مدحت

أحمد مدحت هو كاتب ومدون مصري شاب توفى متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا.

ورغم أنه لم يكن له علاقات وطيدة بالوسط الثقافي، لكنه وصل إلى شريحة كبيرة من القراء عبر حسابه على موقع فيسبوك.

وذلك بسبب لغتة البسيطة السلسة، التي مكنته من وصول متابعيه إلى ما يزيد على ٨٠٠ ألف متابع خلال فترة قصيرة.

ولكن بعد وفاة الكاتب الشاب أحمد مدحت في التاسع من يونيو لهذا العام 2020، لم يعد يونيو العراب فقط.

ومن ثم فقد أصبح ذلك الشهر هو الشهر الحزين لعدد كبير جدا من القراء.

وداعًا يونيو الحزين..

لكن مهلا، ليس هذا كل ما في الأمر، وليست كل الأحداث حول الميلاد والوفاة.

ففي اليوم الأخير من هذا الشهر يمكن فقط أن نودع كل ما فيه من حزن.

فنحن في هذا اليوم نحتفل بحدث جليل لأول مرة، بعد طول انتظار من التأجيل.

ذلك لأن لأول مرة سيتم الاحتفال بمعرض الكتاب في منتصف العام والموافق 30 يونيو.

لذلك رغم ما يمر علينا فيه من ذكريات حزينة لأدباء وكتاب رحلوا فيه عنّا.

أو لمفكرين تأتي ذكراهم الخالدة فيه، ونحزن لفراقهم.

إلا أننا يجب أن نعترف أنه رغم تفضيل البعض ببقاء المعرض في ميعاده.

لكن أيضا أضاف بهجة كبيرة على ذلك الشهر والعام ايضا.

حدث بالفعل

لذلك يجب الاعتراف أن ذلك اليوم استطاع تغيير زمام الأمور للمرة الثانية.

المرة الأولى وقت ثورة 30 يونيو، أما الثانية فحدثت اليوم بقدوم معرض الكتاب.

هبة معوض تكتب.. لمن سنذهب؟!