هل نحن أحرار؟

هل نحن أحرار؟

هل نحن أحرار؟

في الفترة الأخيرة وبعد انتشار “الفكر الحر”، بين جميع الفئات العمرية من البشر، أصبح يراودني عدة أسئلة حول الحرية.

هل نحن أحرار بالفعل؟ وهل حريتنا هذه مطلقة أم مقيدة؟ وهل الافضل أن تكون مطلقة أم مقيدة؟

هل نحن أحرار؟

يرى البعض أن الإجابة على تلك السؤال ليست واحدة، وأن الكل يرى الحرية أو القيود من منظور مختلف عن الآخر.

لكن هذا ليس صحيح..

لأنه نظرا لأن كل شخص هو المسؤول الأول عن شكل حياته وعما تؤول إليه، من خلال قراراته واختياراته، فذلك بحد ذاته حرية.

فعندما يتحكم بحياتك شخص آخر، وأنت تتذمر من ذلك، هذه ليست قيود، لأنك اخترت أن تصمت بدلا من أن تواجه.

وعندما يظلمك أحد وتتركه دون أن تتخذ موقف، هذه حرية، لأنه ليس من شأن أحد أنك تخليت عن حقك.

قد ترى أنك ضعيف ومن أمامك أقوى ولن تقدر على المواجهة، لكن كل ذلك مبررات تضعها، لكي تبرر اختيارك.

أنت حر ما لم تضر..

هناك أيضا من يرون أننا أحرار، مؤمنين بالمقولة الشهيرة، “أنت حر ما لم تضر”، هؤلاء أناس لا يتركون حقهم.

ولا يظهرون ضعفهم لأحد، وسواء كانوا على صواب أو على خطأ، يرون أنهم أحرار، طالما لم يضرون أحد.

وسواء كان أصحاب الرأي الأول أم الثاني هم الصواب في أفعالهم ونظرتهم للحياة، سنظل نبحث عن إجابة عن السؤال التالي.

هل حريتنا مطلقة أم مقيدة؟

في الغالب ستكون الإجابة على تلك السؤال أن حريتنا مقيدة، قليل جدا من يمكن أن يجيب بأنها مطلقة.

لأنه إذا ما كان العكس هو الصحيح، وأن الغالبية ترى أن الحرية مطلقة، لما ظهرت لدينا الجماعات الليبرالية.

يبقى لدينا السؤال الأخير حول ذلك الموضوع، والذي اختلف على إجابته الكثير جدا، وهو..

هل الأفضل أن تكون حريتنا مطلقة أم مقيدة؟

للأسف ليس لدى علم حول الرأي الغالب لإجابة ذلك السؤال، أو بشكل أدق، لا أستطيع الجزم أيهما أكثر شيوعا.

رسالة إليهم..

لكن بالنسبة لي، فمن الأفضل أن تكون مقيدة، وليس القصد من القيد هو الإجبار، بل على العكس تماما.

فأنت لست مجبرا على عيش حياة غير حياتك، ولست مجبرا على عادات تتنافى مع دينك
لست مجبرا على مباديء مغايرة لمبادئك.

كذلك لست مجبرا على التضحية لإرضاء غيرك، ولست مجبرا على رغبات ضد رغباتك، لست مجبرا على النفاق وأنت تريد الحقيقة.

ولست مجبرا على الحديث وأنت تريد الصمت، ولست مجبرا على التحدث مع أشخاص لا تريدهم

لكن، مجبر على حفظ لسانك، ومجبر على احترام غيرك، ومجبر على معرفة حدودك.

كما أنك، وهذا هو الأهم، مجبر على الأخلاق والقيم حتى وإن رفضتها.

خلاصة الحديث..

كل شخص منا له حرية اختيار قراراته، سواء الصحيح أم الخاطيء لكن الفكرة تكمن في الآتي..

أنه ليس من حق أحد أن يحكم على أفعالك، سواء رآها صحيحة أم خاطئة، لأنه ليس من حقك أنت أيضا أن تنشر قيم غير أخلاقية.

وليس من حق أحد أن يلومك على تفكيرك تجاه أي قضية دينية أو سياسية أو غيرها، لأن ليس من حقك أن تنشر أفكار مغلوطة بين الناس وتعرضها كمسلمات.

فأنت حر فيما تفعل وفيما تفكر، لكن لست حر فيما سيعود على من حولك من ضرر، مباشر أو غير مباشر، بسبب تفكيرك.

ختاما..يقول إحسان عبد القدوس..

ليس هناك شيء يسمى الحرية، وأكثرنا حرية هو عبد للمباديء التي يؤمن بها، والغرض الذي يسعى إليه.

قد يرى البعض أن ذلك تعسف، لكن لو تأملنا ذلك سنجد أنه بالفعل على حق، وأن ذلك قمة الحرية.

لأن لو كانت مبادئنا تسمو إلى ما هو أكثر خلقا وقيمة ودينا، سنجد أننا بالفعل عبيد.

لكن عبيد إلى ما أوصانا به الله سبحانه وتعالى، والعبودية لله عز وجل هي بذاتها الحرية.

هاني جنيدي: سعيد لكوني أول رسام بالملح في الوطن العربي