الأحفورية..غابة من عصر الأسماك

الأحفورية..غابة من عصر الأسماك

يمتلئ العالم بالغابات فإذا مشيت في غابة قديمة ، فمن المحتمل تشعر بسحر الطبيعة قبل بصمات الإنسان فالأشجار القديمة تكون دائمًا مميزة ، فهناك تقع أقدم شجرة مسجلة في العالم من عصر الأسماك حيث يبلغ  عمرها 9550 عامًا في مقاطعة دالارنا في السويد. فقد أثبتت شجرة التنوب أنها ناجية عنيدة تحملت من خلال النمو بين الأشجار المنتصبة والشجيرات الصغيرة في مواكبة التغيرات المناخية الدراماتيكية بمرور الوقت.

اكتشاف الغابة

اكتشف علماء في جامعة كارديف الأشجار الأحفورية والتي تعد أقدم غابة في العالم يرجع تاريخها إلى 386 مليون عام بالقرب من ولاية نيويورك الأمريكية، والتي بلغ من العمر389 مليون سنة فهي تعتبر أقدم الحفريات من الغابة حيث يرجع وجودها إلي  ما قبل التاريخ، حيث عُثر على جذور الأشجار المتحجرة، التي اعتُقد أن طولها يصل إلى 65 قدما (نحو 20 مترا)، في قاع المحجر بمنطقة “كاتسكيل” بالقرب من بلدة القاهرة الصغيرة.

ما يميز الغابة

فقد أظهر الاكتشاف أشجارًا يبلغ عمرها 375 و 5660 و 9000 و 9550 عامًا وأظهر كل شيء علامات واضحة على أن لها نفس التركيب الجيني مثل الأشجار الموجودة فوقها. نظرًا لأن أشجار التنوب يمكن أن تتكاثر باستخدام الأقواس التي تخترق الجذر ، فيمكنها إنتاج نسخ طبق الأصل أو استنساخ.

كنا يبلغ قطر بعض الجذور المتحجرة 6 بوصات، لتشكل أنماطا شعاعية أفقية بعرض 35 قدما، تنتشر من حيث نشأت جذوع الأشجار العمودية ذات يومكما تبين أنه من الممكن أن تنتشر شبكة الأشجار الواسعة، إلى ولاية بنسلفانيا المجاورة وما وراءها. فهي تنمو بطول 65 قدما، ليبلغ قطر الجذع 5 أقدام (1.5 متر).

كما تنمو الشجرة الآن فوق مكان الاكتشاف والقطع الخشبية التي يرجع تاريخها إلى 9550 عامًا حيث تحتوي على نفس المادة الوراثية. فقد تم اختبار الواقع الفعلي من خلال تأريخ الكربون 14 في مختبر في ميامي ، فلوريدا ، الولايات المتحدة الأمريكية.

أقدم الأشجاراكتشافات العلماء

فقد اعتقد العلماء أن نظام الجذر متعدد المستويات للأركيوبتوريات (الأنواع المنقرضة) لعب دورًا مهمًا في تطور الغلاف الجوي. كانت هذه واحدة من النباتات الأولى التي بدأت في التقاط وتجميع ثاني أكسيد الكربون من الجو، والتي أدت إلى تكاثر ت هذه الأشجار ليس البذور ولكن بأنواع أخرى مثل الفطر وخلص المتخصصون إلى أن أقدم الغابات على هذا الكوكب دمرتها الفيضانات.

كما وجد العلماء أنها موطن لنوعين مختلفين على الأقل من الأشجار. النوع الأول:  نباتات شبيهة بالسرخس البدائية تسمى cladoxylopsids، التي تفتقر إلى الأوراق الخضراء المسطحة الكلاسيكية. أما النوع الثاني Archaeopteris، الذي تميز بجذع خشبي يشبه الصنوبرية، كما تم الكشف عن مثال واحد لنوع ثالث من الأشجار، والذي ظل مجهولا .

جذور من عصر الأسماك

كما قام فريق دولي بقيادة علماء في جامعة بينغامتون ومتحف ولاية نيويورك وجامعة كارديف، برسم خرائط لأكثر من 32000 قدم مربعة من الغابات. ويقول علماء من جامعة بينتغامتون، إن هذا الاكتشاف يمنحهم “نظرة أعمق بكثير على انتقال الأرض إلى كوكب غني بالغابات”، فمن المفاجئ أيضًا وجود بعض النباتات  تضم موائل حصرية متبادلة تنمو في المكان نفسه.

فمن أجل فهم حقيقة كيف بدأت الأشجار في خفض ثاني أكسيد الكربون من الجو، نحتاج يجب فهم البيئة والموائل في الغابات المبكرة للغاية.