وصول هتلر إلى السلطة أو هتلر سبب اندلاع الحرب العالمية الثانية

وصول هتلر إلى السلطة أو هتلر سبب اندلاع الحرب العالمية الثانية

 

كتبت: نورهان القاضي

أدولف هتلر واحد من أبرز السياسين على مر التاريخ، ولد هتلر في النمسا في 20 أبريل 1889 ، وكان سياسي ألماني نازي، وانضم هتلر إلى الحزب النازي في عام 1920 وأصبح زعيمًا له في عام 1921،باعتباره واحدًا من المحاربين القدامى الذين تقلدوا الأوسمة تقديرًا لجهودهم في الحرب العالمية الأولى بجانب ألمانيا، وبعد سجنه إثر محاولة انقلاب فاشلة قام بها في عام 1923، استطاع هتلر أن يحصل على تأييد الجماهير بتشجيعه لأفكار تأييد القومية ومعاداة الشيوعية والكاريزما (أو الجاذبية) التي يتمتع بها في إلقاء الخطب وفي الدعاية.

وكان هتلر شاهدًا رئيسيًا للدفاع في المحاكمة التي أجريت في لايبزيغ لاثنين من صغار الضباط في قوات الدفاع الوطنية الألمانية، في الفترة من سبتمبر إلى أكتوبر في عام 1930 ؛لإتهامهم بالانتساب إلى عضوية الحزب النازي، واعترف الضابطان بانتسابهم إلى عضوية الحزب النازي، واستندوا في دفاعهم إلى أن عضوية الحزب النازي لا ينبغي أن تكون محظورة على الأفراد الذين يخدمون في قوات الدفاع الوطنية الألمانية ،وقد قام أحد المحامين في هيئة الدفاع باستدعاء هتلر إلى منصة الشهود لكي يثبت أن الحزب النازي يحترم سيادة القانون، وأصر هتلر على أن حزبه النازي عقد العزم على تقلد زمام الحكم بشكل قانوني وأن عبارة “ثورة وطنية” لا يمكن تفسيرها إلا “من منظور سياسي” وأن حزبه صديق وليس عدوًا لقوات الدفاع الوطنية الألمانية، وقد حاز بشهادته على إعجاب العديد من الضباط في سلك العسكرية من ذوي الرتب المختلفة .

وعقد هتلر العزم في عام 1932 على ترشيح نفسه أمام الرئيس الطاعن في السن باول فون هيندنبرج في الانتخابات الرئاسية المقررة، وبالفعل رشح نفسه ضد هيندنبرج ، ونال دعم قطاع عريض من المنادين بالقومية الرجعيين وأنصار الحكم الملكي والكاثوليكيين وأنصار الحكم الجمهوري وحتى الأحزاب الاجتماعية الديمقراطية، وجاء هتلر في المركز الثاني في جولتي الانتخابات حاصلاً على أكثر من خمسة وثلاثين بالمائة من نسبة الأصوات خلال الجولة الانتخابية الثانية التي أجريت في أبريل، وعلى الرغم من حسم نتائج الانتخابات لصالح هيندنبرج، إلا أنها قد وضعت هتلر كمنافس حقيقي لا يمكن إغفال وجوده على الساحة السياسية في ألمانيا.

وبعد أيام قليلة من انتخابات شهر نوفمبر تشرين الثاني 1932 رفض البرلمان الألماني – الرايخستاغ – خطة المستشار فون بابن لإنشاء “حكومة حشد قومي”، فرد فون بابن بالاستقالة، ليطلب هتلر من الرئيس باول فون هيندنبورغ تعيينه في منصب المستشار، ولكن الرئيس رفض، لاعتقاده بأن هتلر سيستغل المنصب في اكتساب القوة الديكتاتورية ،وعين هيندنبورغ وزير الدفاع في أوائل ديسمبر كانون الأول ،وكورت فون شلايشر رئيساً للوزراء، ولكن الأخير استقال هو أيضًا بعد أقل من شهرين ، وعندها اختار هيندنبورغ أدولف هتلر عملا بنصيحة المحافظين الذين كانوا يعتقدون بأنهم سيتمكنون من توجيه هتلر نحو تحقيق أهدافهم.

 

وتم تعيينه مستشارًا للبلاد في عام 1933، ، وقد أدى اليمين في صباح الثلاثين من يناير في نفس العام ، وبدأ العصر الجديد بتواضع، حيث لم يحسب على النازيين سوى ثلاثة من أعضاء حكومة هتلر، هم هتلر نفسه ووزير الداخلية، وفيلهلم فريك ، ورئيس وزراء ولاية بروسيا غورينغ، ورغم ذلك سيطر هتلر بسرعة على جميع أجهزة النظام ومناصب الخدمة العامة، فجعل من ألمانيا ديكتاتورية شمولية.

وعمل هتلر على إرساء دعائم نظام حكمه نزعة شمولية وديكتاتورية وفاشية، وانتهج هتلر سياسة خارجية لها هدف معلن ،وهو الاستيلاء على ما أسماه بالمجال الحيوي ،ويقصد به السيطرة على مناطق معينة لتأمين الوجود لألمانيا النازية وضمان رخائها الاقتصادي، وتوجيه موارد الدولة نحو تحقيق هذا الهدف.

وكشف هتلر عن أهدافه السياسية في خطاب ألقاه أمام كبار قادة القوات البرية والبحرية، حيث تحدث عن ضرورة إنشاء دولة استبدادية خالية من الماركسية وعقيدة السلام واللاعنف، وعن الحصول على مجال حيوي للشعب الألماني في الشرق وإعادة تسليح ألمانيا ومقاومة معاهدة فرساي، وأكد على أهمية الجيش، واعداً بعدم إقحامه في المنازعات السياسية الداخلية، وكان هتلر يستهدف من خطابه هذا نيل تأييد الجنرالات لنظام حكمه.

وقد قام الجيش الألماني (فيرماخت) الذي قام هتلر بإعادة بنائه بغزو بولندا في عام 1939 مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، وخلال ثلاث سنوات، احتلت ألمانيا ودول المحور معظم قارة أوروبا، (عدا بريطانيا)، وأجزاء كبيرة من أفريقيا ودول شرق وجنوب شرق آسيا والدول المطلة على المحيط الهادي، وثلث مساحة الاتحاد السوفياتي (من الغرب حتى مدينة ستالينغراد)، ومع ذلك، نجحت دول الحلفاء في أن تكون لها الغلبة في النهاية؛حيث نجحت جيوش الحلفاء في عام 1945، في اجتياح ألمانيا من جميع جوانبها وحتى سقوط برلين.

وأثناء الأيام الأخيرة من الحرب في أبريل عام 1945، تزوج هتلر من عشيقته إيفا براون بعد قصة حب طويلة، وبعد أقل من يومين انتحر العشيقان؛بسبب تقهقر القوات الألمانية في الحرب العالمية الثانية أمام زحف قوات الحلفاء التي اجتاحت ألمانيا وأنهت الحرب، وتم حرق جثتيهما على بعد أمتار من تقدم الجيش السوفيتي في برلين.