يا بحر هدي هدي، خليني اعدي اعدي يا شط الأمان.. يا حضن الحنان أنا إنسان

يا بحر هدي هدي، خليني اعدي اعدي يا شط الأمان.. يا حضن الحنان أنا إنسان

بقلم : د. مى عبده ” ماجستير صحة نفسية

قبل ما نبدأ ليا طلب منك.. خد نفس عميق، غمض عينك واسرح بخيالك. ارجع لكام سنة ورا، فاكر نفسك؟ فاكر تفكيرك؟ فاكر أحلامك؟ فاكر مواقفك.. طيب فاكر لما اتصرف بشكل ما منفعل جدا وفاكر لما قررت تهرب ومتواجهش وفاكر وفاكر…
كام نسخة بنعشها؟ وكام نسخة بنفارقها ويحصل لنا update كتير على مراحل الحياة كل نسخة بيكون لها خبرة ما. وكل لما النسخ الشخصية بتجدد بيزيد من ثقل الخبرة.

وعشان الموضوع ميكونش مربك ليك، خليني أوضح كلمة مهمة هنا جايز تكون خاطرة على بالك (التسامح).

السلام والتصالح مع الأهل.

فاكر النسخ اللي اتكلمنا وشوفت فيها نفسك، تعال نتخيل مع أهلك حصل لهم ايه في حياتهم، مروا بظروف وعوامل من تنشئة لتربية كونت ليك صورتهم السابقة والحالية واللي جاية.

مد عينك معايا لأقصى بعد ليك، كل العوامل والخبرة هي دي اللي وصلت لهم. ودا ميخليش منهم وحشين ولا حلويين. دا بيخليك تشوف أن هي دي خبرتهم اللي اتكونت بعامل الزمن والمكان فكرة أن تشوف اللي قبل تكوين الصورة اللي انت غير متفق أو متفق معها دي بتخليك تعذر لهم كتير من تصرفاتهم وأفعالهم وردود فعل في وقت ما. وكونك تعذر مش بالضرورة أن تقبل الفعل. أو يخليه مسوح أو مقبول أو حتى مرفوض.

يمكن لو نشأت في نفس البيئة والأهل والأشخاص
وتجاربك وسلوكك ومشاعرك

جايز توصل لنفس نتيجتهم
وجايز تعذر كل شخص عرفه التاريخ من قاتل، لمتحرش لنصاب والخ

في مدارس التعديل السلوك والنفسي والاجتماعي في واحدة من طرق العلاج تشمل ٣ محاور رئيسية في حياة الإنسان عن طريق شكل هرمي كالتالي:

(أفكار » مشاعر » سلوك)

خليني اوضح لك اكتر بالمثال شخص بيخاف من الكلاب (جايز يكون حصل له موقف سابق في الطفولة المبكرة تعرض له وادى لخوف من الكلاب).
أفكاره هنا هتكون: (الكلب هياذيني)
مشاعره نتيجة الأفكار : (خوف شديد)
سلوكه: (فرار وتجنب أكيد)

مثال أخرى شخص بيحب الكلاب
أفكاره: (كلب لطيف)
مشاعره: (لطف وحب)
سلوكه: (لعب مع الكلب)

هقولك ع حاجة جايز كمان تكون مريحة أو تنور الطريق لاي حد متخبط مع أهله في (جزء التصالح)..

ساعات انك تفهم ما وراء الأفعال والأحكام بيخلق الفرصة انك تعذر وبالتالي هتفهم وتقدر من وجهة نظرهم هما

فبالتالي يحصل تصالح مع الفكرة ولكن مش شرط تقبلها أو ترضى عنها…
ولو مفهمتش ما وراء التصرفات يعني مش لاقي إجابة منطقية ترد عليك،

هيكون ناتج منهم الردود دي نتيجة حاجات شافوها وحصلت لهم فشكلت لهم الرؤية في الجزء دا بالمنطق دا …
اها جايز جدا الردود متحبهاش ولا تلقى ليها مبرر بس اول ما هتفكر ليه حصل كدة سواء كان له إجابة صريحة ولا لأ..

نظرتك انت وحكمك للأشياء هيختلف فاهعتذر مش هما انما (الأسباب أو الظروف أو الحياة) اللي شكلت لها يكون حاضرين بالرد والأحكام دي…
وهنا اعتقد هيكون التصالح موجود دون الحاجة لسعي له…

وأن كل البشر له مقدار من الغرابة.
كل الناس.. أنا وأنت

أوقات كتير بتلاقي نفسك اتعاملت بأسلوب غريب، خبيت خبر ما، انفعلت لموقف ما، تعاملت بغلاسة مع فلان وغيره وغيره

ومش بالضرورة حتى لو انت شخص واعي كفاية هتفهم أن ممكن الحوار دا لمس في جزء منك.

أوقات كتير كونك غريب مش لازم له سبب.

وقبول فكرة أن الناس في كثير من الأوقات تتسم بالغرابة،
بيخلي منك انت إنسان اكتر رحمة ورؤوف اكتر بالبشر.

مي عبده