هل يشعر الميت بقرب أجله؟

هل يشعر الميت بقرب أجله؟

هل يشعر الميت بقرب أجله؟ سؤال يتردد دائماً، وكثير ما يتحدث الناس إلى بعضهم البعض عن موتاهم، ويبيحون بتفاصيل عن الميت وأمور كثيرة

ربما عن معاناة مرضه إن كان مريضاً أو عن صفاته الطيبة من البشاشة والحلم والكرم…إلخ
ومن ثم يتطرق الحديث في جلسات السمر عن أشياء عجيبة
يمكن أن تكون من باب المبشرات أو الإرهاصات التي تدل على قرب أجله
وذلك بتحليل ما يصدر منه من أفعال وما يتلفظ به من أقوال

هل يشعر الميت بدنو أجله؟

وبعد الموت يدرك أهل الميت حقيقة هذه الأفعال والأقوال، وأنها كانت علامة على شعوره بدون أجله.

ومن النماذج التي عاصرتها عن تجربة شخصية يشعر الميت فيها بدون أجله اثنين من أقرب الناس لي كدليل على احتمالية شعور الميت بقرب انتهاء أجله

الأول صهري الذي اتصل بي ليلة موته بيوم واحد، وفي يوم وتوقيت لم يتعود أن يتصل فيه

وقال لي” أنا انهاردا بحتفل بيوم الإخله” فتبسمت وقلت:” إخلة أيه بالظبط”

وكان رحمه الله في مثل هذا اليوم من العام الماضي

قد حصل على إخلاء طرف من عمله السابق بعد طلوعه على المعاش المبكر

تفسير لظاهرة مهمة حدثت للميت

وحدث التفسير العجيب للمكالمة، فق توفي رحمه الله بعد المكالمة بساعات، والذي توافق مع اليوم نفسه الذي أخلى فيه من عمله السابق منذ عام مضى!

ساعتها أدركت قوله:”أنا انهاردا بحتفل بيوم الإخله”.

أما الموقف الثاني كان لجدي رحمه الله، وكان من حفظة القرآن الكريم، وقبل وفاته بيوم طلب من والدتي البقاء إلى جواره

وبدأ يسأل عن جميع أولاده، مستذكراً الأموات من أهله، ورغبته أن يذهب للقائهم

وبالفعل ساعات وخرجت روحه بعد أن لقنته أمي الشهادة

وكأنه يبصر أجله وهو ينتهي أمام عينيه!

ورغم أن هذه المواقف تحدث كثيراً من بعض الناس قبل وفاتهم بأيام أو حتى شهور

لكن الأمر بحاجة إلى معرفة الرأي الديني في كون الميت يحس بقرب انتهاء أجله أم لا؟

وهنا يجيب الشيخ طه المغازي أحد علماء الأزهر الشريف قائلاً: “إن الأجل غيب لا يعلمه إلا الله، وما يحدث عن الميت من تصرفات تدل على دنو أجله إنما هو شعور نفسي داخلي

ربما يكون صادقاً فيه أو غير صادق، كالمريض مرضاً مزمناً قاتلاً ويتوقع موته”.

ويبقى الموت وما يتعلق بها من خروج الروح وعالم البرزخ غيب لا يعلمه إلا الله

ولا يستطيع أحد أن يطلع على الغيب إلا من ارتضاه من رسول أو ملك

أو من اختاره من عباده، ورحم الله موتانا وموتى المسلمين جميعاً.