14 أغسطس 2013 .. يوما” أعاد للدولة هيبتها

14 أغسطس 2013 .. يوما” أعاد للدولة هيبتها

 

بقلم/ أمانى محمد فهمى
تحل اليوم الجمعة الرابع عشر من أغسطس 2020 ذكرى مرور 7 سنوات على فض الإعتصام الإرهابى المسلح بميدان رابعهالعدويه (سابقا”) ميدان الشهيد هشام بركات (حاليا”) ، ولا يروق لى إستخدام تعبير فض الإعتصام لوصف ما جرى وقتها لكن التعبير الأنسب من وجهة نظرى لما حدث فى هذا اليوم هو إستعادة الهيبه للدولة المصرية فى إختبار حقيقى لقدرتها على بسط سيطرتها على كل شبر من أرض الوطن .
فإذا كان تاريخ الثلاثين من يونيو 2013 هو بمثابة عودة الروح للوطن السليب فإن يوم 14 أغسطس من نفس العام هو بحق الترجمة الحقيقية لقوة الدولة عندما تقرر التكشير عن أنيابها
وكعادتها كل عام تحاول الجماعة الإرهابية إصطناع كربلاء مصريه لإعادة إنتاج المظلومية والمحنة المزعومة التى دأبت عليها منذ نشأتها
على يد المخابرات البريطانية عام 1928 ، فى محاولة رخيصة وحقيرة لكسب تعاطف الشعب المصرى من جهة ومن جهة أخرى
إحراج مصر أمام العالم الخارجى بإطلاق أوصاف شديدة المبالغه كالمجزرة والمذبحة على ما جرى فى هذا اليوم ، وادعاءاتهم
الكاذبة بأن قوات الأمن قتلت الآلاف منهم بالإضافة إلى ملايين المصابين !!!!!!!!!!!! .
لكنهم وللمفارقه يفضحون أكاذيبهم
وادعاءاتهم بأنفسهم فنجد الإرهابى أحمد المغير المعروف ب”فتى الشاطر المدلل” يعترف بأن هذا الإعتصام كان فيه من
الأسلحة ما يكفى لصد قوات الأمن إذا ما حاولت الإقتراب من المنطقة، إلا أنه قد تم تهريب 90% من هذا السلاح بخيانه
من أحد القيادات التى لم يسمها .

كذلك إعترف الإرهابى الهارب عاصم عبد الماجد أن الهدف الرئيسى لهذا الإعتصام كان تفكيك الجيش المصرى حتى يعود
مرسى للحكم مرة أخرى ، وأقر عبد الماجد بأنهم خططوا لتقسيم الجيش بشرط أن يبدى الشعب تمسكا” بعودة المعزول وهو مالم يحدث الأمر الذى أدى إلى فشل هذا المخطط .

أما ما فعلوه بميدان رابعة العدوية فهذا يحتاج إلى عشرات المقالات لسرد الأهوال التى تعرض لها سكان هذا الحى من قبل هذا التنظيم
الإرهابى ، ولكنى سأكتفى بعرض نموذجين فقط لمعاناة السكان للتدليل على وحشية وهمجية هذه الجماعة ، فقد روى أحد
المواطنين من قاطنى هذه المنطقه ويدعى “فؤاد” أنهم كانوا يحتلون مداخل العمارات ويستخدمونها فى قضاء الحاجه ، والإستحمام ، النوم
بالإضافة إلى ذبح المواشى التى أحضروها لإطعام الأتباع بملىء بطونهم حتى يضمنوا بقائهم فى الميدان ، مما إضطرهإلى ترك منزله لمدة 60 يوما” ولم يعد إليه إلا بعد فض هذا الإعتصام الهمجى على حد تعبيره .

أما النموذج الثانى فهو للنائب السابق عن دائرة الدرب الأحمر محمود غانم والذى يقع مقر عمله بمنطقةرابعه العدويه فيقول أن الإخوان قاموا بإحراق 8 سيارات لصاحب المكان الذى يعمل به وذلك لبث الرعب فى قلوب السكان مشيرا” إلى أنه لاحظ وجود جنسيات كثيره فى هذا الإعتصام فكان فيه السوريون ،اليمنيين والفلسطينيون بالإضافه إلى الأتراك بطبيعة الحال .
وكان هناك أيضا” من تركوا أعمالهم فى المحافظات الأخرى وجاءوا للتضامن مع الإخوان ، فقد كان هدفهم الإستيطان وليس الإعتصام لكى يكون لهم بأى شكل موطىء قدم يريدون من خلاله إثبات الوجود فى مواجهة الدولة . ويمكننا أن نستنتج من هذه النماذج أن هذا المكان كان يشهد إحتلالا” حقيقيا” وليس إعتصاما” بأى حال هكذا فقد تحولت حياة سكان رابعه إلى جحيم حقيقى إستوجب على الدولة أن تتخذ قرارا” بإنهاء هذه المهزلة التى إستمرت
لمدة 48 يوما” ، فلا توجد دولة فى العالم تسمح لجماعه مسلحه مارقه تجهر بالعداء وتتحدى كل مؤسسات الدوله بهذه
الصفاقة أن تستمر فى غيها وترفض كل المحاولات التى دعتها للإستماع لصوت العقل بفض هذا الإعتصام سلميا” ، فكان
حتما” أن تتخذ الدوله قرارها بإستخدام القوة فى مواجهة هذه الجماعه الفاشيه التى لا تفهم أى لغه أخرى

وفى النهايه لا يمكن أبدا” أن ننسى شهداءنا من أبطال الجيش والشرطة الذين جادوا بأرواحهم الطاهرة دفاعا” عن امن
وشرف الوطن ، واستعادته من قبضة تجار الدين خفافيش الظلام الذين اختطفوه لمدة عام كان هو الأسوأ فى تاريخ مصر
لكن سرعان ما إستفاق المصريون عندما أدركوا أنه من المستحيل إستمرار هذا التنظيم فى حكم البلاد فكان الخروج العظيم

فى الثلاثين من يونيو لإسقاطه ومطالبة الجيش بالإستجابه لنداءات الجموع الهادرة بإنهاء حكم الجماعة الإرهابية وعزل
مندوبها فى قصر الإتحاديه .
وكالعهد به دائما” فقد لبى الجيش العظيم النداء وانحاز لمطالب الشعب فكان البيان الأشهر فى
الثالث من يوليو 2013 والذى أسدل الستار على هذه المرحلة السوداء من تاريخ مصر وأعلن بدء تاريخا” جديدا” لهذا الوطن
ليصدق فى المصريين قول الحجاج بن يوسف الثقفى أنهم”إذا قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه ، وإذا قاموا
على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه” .