لا تخلو الحياة من كدر

بقلم / أميمة حافظ

 

نعم لا تخلو الحياة من كدر ، و لم تبتسم الدنيا دائما لأحد و ليس هناك قلب خالى من الوجع ، دوما هناك غصة فى القلب لا تزول ،  فكل منا يحمل داخله ندبة لجرح عميق عجزت السنين بما حملت عن مداواتها ، و مازالت تؤلم كلما تذكرنا .

تمضى الأيام و تمر السنوات و تتبدل الأحوال فليس هناك دوام لشئ و لكن أتدركون كيف مرت أو  ماذا أخذت و ماذا تركت خلفها .

تركت الكثير و أخذت الأكثر ، إستهلكتنا حتى أهلكتنا و غيرت داخلنا كل شئ و خلفت جرح عميق ندباته لا تلتأم و تنزف كلما أعدنا ذكراها.

فيكفيك أن تقف أمام مرآتك لتعد نفسك للخروج أو لكى تتزين وإذ تلمح عينك اللامعه بالحزن الدفين فتتذكر وجعك و تشعر بآلم ذاك الجرح ، مع كل مرة تبتسم و مع كل حوار تسمعه أو تقراءه دائما تجد شئ يحيى ذاكرة هذا الآلم داخلك من جديد.

فهناك من يكون ألمه خسارة شخص كان له حياة فوق الحياة ، وهناك من فقد عزيز لا تستطيع الدنيا أن تعوضه و لا يأخذ مكانه أحد و كانت لا تحلو الحياه بدونه ، و هناك من خذل و جر خيبات مريرة، وهناك من خدع مرات كثيرة ، وهناك من اختبر فى كل ما يملك و لم يعد يملك ، وهناك من تذوق كل أنواع الخسارة حتى صار كما الحجارة صنم لا يرى و لا يسمع و لا يشعر، وهناك من كسره مرضه ،وآخر كسره ابنه ، وهناك من كسر قلبه و كسرت نفسه ، وهناك من صفعته الحياة صفعات عديدة ، انطفأ و شحوب  ، و ثورانك فى كل موقف الذى تحول إلى صمت تام و عدم قدرتك على الجدال .

فخلف كل  ماتروه من سعادة أو نجاح يقبع جرح ترك ألم مبرح الله سبحانه وحده من يعلمه و من يعوضه .

فهناك خلف الوجوه العابسة أو الضاحكة قصص لها العجب مؤلمة لو  رويت لأنطقت الحجر.

فرجاء كفو عن قسوتكم و عن حقدكم وعن سوء ظنكم  و التمسو الأعذار ، فيكفى القلوب ما فيها ، أصبحت جدرانها متهالكة، فهى محملة بالجمر الذى يكوى كلما إتكأتم عليه.