مسلسل ليه لأ الجزء الثاني بين القبول والرفض

مسلسل ليه لأ الجزء الثاني بين القبول والرفض

انتهى منذ أيام عرض مسلسل ليه لأ الجزء الثاني على قناة شاهد وهو بطولة منة شلبي – أحمد حاتم – مراد مكرم- مها أبو عوف- سارة عبد الرحمن ،

تأليف مريم ناعوم وإخراج مريم أبو عوف . عدد حلقات المسلسل خمسة عشر حلقة  وهذا غير المعتاد عليه في المسلسلات المصرية ،حيث يكون متوسط عدد الحلقات ثلاثين حلقة.

 

أحداث المسلسل:

يناقش المسلسل عدد من القضايا الاجتماعية وأهمها قضية التبني ، وقبول المجتمع لأطفال الملاجئ ، يناقش أيضا قضية الطلاق وتأثيره على الأطفال وكيفيةالتعامل معه، ويثير قضية  تأثر الأبناء بتغير المناخ المجتمعي وعلى الهامش نجد توتر العلاقة الزوجية بعد التعرض لأزمة نفسية شديدة وهل يتم تجاوزها أم لا؟

تدور أحداث المسلسل حول طبيبة العيون (ندى) والتي تأخرت في الزواج لعدم إيجاد شريك حياة مناسب ، تعرضت لواقعة ما جعلتها تقابل الطفل “يونس” في احدى الملاجئ وتشعر معه بالأمومة وتعلن عن رغبتها في تبني هذا الطفل . بالطبع رفضت أسرتها هذا في البداية وتعرضت للسخرية من الأهل والأصدقاء أيضا.

ولكنها لم تسمع لكلام أحد وبالفعل تبنت الطفل يونس لتواجه معه مشاكل عدم تقبل المجتمع له ومشاكله النفسية كطفل عاش في بيئة مختلفة . قابلت (ندى) المهندس(صلاح) عندما جاء للكشف في العيادة التي تعمل بها ،وقام بمساعدتها في إيجاد مدرسة مناسبة ليونس وهي مدرسة ابنته (سلمى) التي تعيش برفقته بعد انفصاله عن والدتها (رانيا)، خاف (صلاح) على ابنته  أن تتأزم نفسيا من هذا الانفصال كما حدث معه وهو طفل ولهذا كانت (رانيا) تشاركهم كل تفاصيل الحياة الطبيعية كأسرة.

نشأت قصة حب بين ندى وصلاح ولكن رفضت رانيا ذلك وخاصة بعد معرفتها بتبني ندى ل يونس، رفضت أن تعيش ابنتها مع طفل مكفول !

رانيا  تعاني من اكتئاب منذ أن حملت ب سلمي لعدم تقبلها فكرة الأمومة ولذلك تركت مسئولية ابنتها بالكامل لوالدها (صلاح) .

بعد صراعات كثيرة تقبلت أسرة ندى (يونس) واعتباره فرد من العائلة وتكللت قصة حب ندى وصلاح بالزواج.

أما عن صديقتها (سالي ) وزوجها (راجي) فقدوا طفلهم الوحيد بعد عام من ولادته ، أصبح كل منهم في حالة نفسية سيئة أدت إلي رغبة سالي في الانفصال بعدها اكتشفت أنها حامل وتغيرت الأحداث وفقا لذلك.

 

تعقيب على المسلسل:

تعاطفت كثيرا بعد مشاهدتي لهذا المسلسل مع أطفال الملاجئ ودور الأيتام وشعرت بمدى رغبهم في العيش حياة طبيعية

ورغبتهم في الحصول على أسرة ومنزل خاص بهم ، ولكن هل ما حدث في المسلسل طبيعي ؟

هل من الطبيعي أن يخرج الطفل من دار الأيام ليعيش من فتاة لم تتزوج فقط لرغبتها في الأمومة؟ وهل ستستطيع تحمل

مسئولية الطفل بمفردها دون أب لهذ الطفل. أرى أن وجود الطفل بين أب وأم لديهم تحمل للمسئولية أهم بكثير من أن يعيش مع أم تحبه فقط، مسئولية تربية الطفل مشاركة بين الرجل والمرأة ولا أحد يعفى منها ، ولن يكون الطفل متزن نفسيا بدون ذلك.

وهذا ما شاهدته في المسلسل عندما تعرفت ندى على صلاح ،أحب يونس صلاح وشعر بالأمان مع سلمى ، وواجهت

ندى صعوبات كثيرة لم تستطع حلها بمفردها ولكنها كانت تلجأ إلي صلاح، لأن هذل هو الطبيعي المشاركة،ولذلك

أرفض تبني الأطفال دون وجود أسرة مترابطة تقبل بهم وتعطي لهم ما فقدوه وهو المناخ الأسرة السليم .

 

رأي الدين في قضية التبني :

حرم الإسلام التبني قولا واحد وذلك لقوله تعالى  فى سورة الأحزاب :  وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بأَفْوِاهِكُم وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهوَ يَهْدِي السَّبِيل * ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهَ فإنَّ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فإخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِه وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمً.

والمقصود بالتبني هنا هو نسب الانسان الطفل  لنفسه نسبا صحيحا وهو يعلم أن له أب غيره.

ودعا الإسلام إلي كفالة اليتيم وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم«وَأَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا» وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى، وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا، رواه البخاري، وفي رواية مسلم: «كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ».

«مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ»، رواه أحمد.

إذن فإن كفالة اليتيم والاهتمام لأمره وتربيته هو ما يحث عليه الإسلام، أما نسب الطفل إلي غير أبويه هذا هو المحرم ، ويجب

اخبار الطفل بذلك ولا حرج فيه. ذلك لمنع اختلاط الأنساب و ضياع حقوق الميراث .