أنت بحاجة لهذا الشيء لتعيش سعيدًا

أنت بحاجة لهذا الشيء لتعيش سعيدًا

كتبت: أميرة توفيق

انتشرت نوبة غريبة من الاكتئاب والإرهاق النفسي تراها بوضوح عبر شاشات مواقع التواصل، وحتى في حياتك العامة، الوجوه مكفهرة والنفوس متعبة، الكل يشكو وكأنما أحدهم ألقى بقنبلة غازية من الاكتئاب لتتناثر ذراته في الجو، ولا يضيع أثره بالهواء.

سِر عدة دقائق في أي شارع لتفهم ما أعنيه، رائحة التوتر تفوح في الأفق، والعشرات يشكون من عدم انتظام النوم والأرق بلا سبب واضح، الشجار والصياح وكأننا في حلبة سباق لصاحب الصوت الأعلى.

جعلت ضغوط الحياة منا بخلاء ليس بالمال فحسب، فمن اعتاد أن يحسب كل شيء فهو يفعل ذلك في حياته كلها حرفيًا، الشتائم والانتقاد غطى على أية مشاعر إيجابية، والكلمة الطيبة صارت ثقيلة جداً على اللسان، الرجل حين تعد له امرأته طعامًا شهياً بحق يبتلع كلمة” سلمت يداكِ” أو ” الطعام لذيذ حقًا”، يبتلعها مع كل ملعقة ولا يقولها، المرأة حين يقوم زوجها بشراء شيء بسيط لإسعادها فإنها أيضًا- تبتلع كلمات الثناء وتطلق بدلاً منها عبارات الانتقاد” أهذا ما أحضرته” باستخفاف، من الواضح أننا جائعون ونلتهم الكلمات الطيبة بدلاً من لفظها.

أشارت الدراسات الكثيرة عن أثر الكلمة الطيبة ولو بسيطة، ولكنها للعجب ثقيلة على الألسن مع أن مفعولها كاف لإسعاد أي أحد وتغييره حرفياً من شخص محطم ومكتئب إلى آخر مليء بالحيوية.

يثير إعجابي أن الكلمات الطيبة تزهر وتتكاثر، فمن يحظى بها ويسمعها يسعى إلى نشرها لسواه، لكنه البخل، حتى صارت مشاعرنا جافة ولا يوجد لدينا ما نعطيه سوى الخراب.