سمر محمد تكتب …. الواقع وانا

سمر محمد تكتب …. الواقع وانا

 

 

بقلم/ سمر محمد

 

من أخبرك ستعيش السعادة حينما تكبر، من أخبرك ستذوب عشقاً عندما تحب، من قال لك نهاية التعب في الثانوية فقط، من أوحي لك بأن الله سيستجيب لك من الدعوة الأولى.

 

” الواقع وانا”

الواقع كلمة أكبر من حروفه فهو يحمل التجارب ومغامرات كل موقف وكل يوم وجه.

 

“الواقع وأنا”

حينما كبرت ظننت أنني سأحيا في عالم صنعه خيالي فقط، خالي من الأحزان والأوجاع وحتى ظلم النفس للنفس، لقد أطلقت لخيالي العنان، وحينما إستيقظت لبرهة، لم أكن أعلم أن بالحياة فواتير يجب دفعها للحياة ذاتها، لم أؤمن بفواتير دفعتها حقاً، تساءلت كثيراً ما كل هذا الضجيج الذي يملئ حواسنا، ويتسرب إلى أعماقنا، الحب والثقة والأمان أصبحت مجرد رموز لا أفعال، شطارة الخداع، والظلم وأخذ الحقوق سلع متداولة.

 

“الواقع وأنا”

 

تكلمت كثيراً مع واقعي بالأفعال فتارة كنت أقترب من خالقي بشدة، وتاره أخرى كنت أتوكأ على حب يشعرني بأنه بجانبي سنداً حينما تقسو علي الحياة، وتارة أخرى أجتهد في العمل والقسوة على ذاتي، وفي جميعهم كان يحدث كثيراً ما كنت أكره، وأخاف منه، حينما أوقظت عقلي مؤخراً بلا هي “فواتير الحياة القاسية”

 

“الواقع وأنا”

 

ماذا يمكننا أن نفعل ونحن غارقون في هذه الدائرة المغلقة من الحيره، نقطع مراحل عدة من مراحل العمر، نلتقي بأجيال ونودع أجيال، إنها حيرة صعبة خانقة تعجز كل حروف الدنيا عن وصفها وشرح معانيها.

 

“الواقع وأنا”

 

أخبرت كلاهما واقعي وأنا أن الحياة علي عكس ماأخبرني به الناس وعلى عكس ما تقوله مجموعه الكتابات عن التفكير الإيجابي مجرد تصور مستقبل أكثر إشراقاً لن يجعل حدوثه ولن يتحقق، أما أنا فاخبرت ذاتي بالرضا، فالتحسر على المفقود لا يأتي به، وأخبرت ذاتي كثيراً أن البــــلاء سُنَّة الله الجارية في خلقه؛ فهناك من يُبتلى بنقمة أو مرض أو ضيق في الرزق أو حتى بنعمة .. فقد قضى الله عزَّ وجلَّ على كل إنسان نصيبه من كل شئ منها فواتير الحياة لقد اثنعتها أن الأخذ قبل العطاء، معرفة طبيعة الدنيـــا وأنها دار عنــاء .. فالدنيـــا بمثابة القنطرة التي تعبر بها إلى الدار الآخرة، فلا تحزن على ما فاتك فيها،

أما واقعي فاأفعل مابدا لك فإني آمنت لا توجد حياة بلا فواتير.

 

“الواقع وأنا”