أزمة شراء الكتب المزورة في مصر.. ھل تنتھي؟

أزمة شراء الكتب المزورة في مصر.. ھل تنتھي؟

تحقیق: ھبة معوض

خلال العشرة سنوات الأخیرة ،لاحظنا ازدیاد عدد الكتاب في مصر بشكل ملحوظ وھو ما نتج عنه، اتجاه الشباب خاصة والشعب عامة إلى القراءة أكثر مما سبق, وبالتالي كان على الكتاب تلبیة رغبات جماھیرھم العریقة وتوفیر الكتب لھم.

وھو الأمر الذي نتج عنه عدة مشكلات أولھا ظھور الكتب المزورة أو المضروبة كما یطلق علیھا البعض, وھو الأمر الذي رفضه غالبیة الكتاب وأثار غضبھم.

وقد أثار الكاتب الكبیر عمر طاھر، الجدل حول ذلك الموضوع من خلال تدوینه له عبر حسابه على تویتر ،یشبه فیھا قراء الكتب المزورة بنشالین الأتوبیسات وھو ما أغضب منه العدید من جمھوره.

فقد جاءت عدة أراء حول ذلك، أكثر ما لفت انتباھي منھا “أنا من عشاق كتابات عمر طاھر.. وقرأت جمیع أعماله بصیغة ورقیة إصدار دار الكرمة “طبعة أصلیة”.
كل ما في الأمر أنني انتقدت انتقاده للقارئ المغلوب.. فھو ترك غلاء كتب الدور وانتقد توجه القارئ للكتب المزورة.. أغلب القراء لا یحبذ قراءة المزور من الكُتب ولكن الأرقام الفلكیة التي تضربھا دور النشر ،ھي السبب في توجه القارئ المغلوب للمزور.. كلام الكاتب جاء تعمیماً على جمیع الكتب ونقدي جاء رداً على كلامه ولیس شخصه”.

والله ھي بتخرب بیت الكاتب والناشر، لكن كذلك لازم تحط نفسك مكان المشتري الكتاب المزور واحد لا یملك مال فماذا یفعل؟؟

والمشكلة أن القراء المشترین ناس نادرة جدا ،وبالتالي لازم یكون فیه تخفیض ودعم على الكتب الأصلیة عشان تقلل بیع الكتب المضروبة.

وإلا الناس لن یكون أمامھا حل غیر ال pdf , والنسخ ومن خلال برنامج لدي أقوال أخرى والذي یقدمه الإعلامي إبراھیم عیسى, فقد جاء حدیث الكاتب عمر طاھر، حول ذلك الموضوع
“الكتب المزورة خناقة داخلھا من 4 سنوات وتحدثت عنھا كالتالي:

في نفس المكان من قبل ،وتدخل معنا الكاتب ھاتفیا الراحل الدكتور أحمد خالد توفیق، في محاولة لمنع ھذه الظاھرة، ولكن فیه مافیا عظیمة متوحشة تغتال صناعة النشر والكتابة وتقضي على مراجعین ومصممین، أغلفة وكتاب وكل حد له علاقة بھذا المجال.

لو الناشر طابع ألف نسخة ھو یطبع 100 ألف نسخة ویتحرك بھا داخل وخارج مصر، وكنت أتحدث مع رئیس اتحاد الناشرین لدیه 1440 قضیة تزویر، والضبطیة تصل من 300 ألف إلى ملیون نسخة كتاب مزور.

وأغلب مكتبات الجامعات في مصر الكتب اللي فیھا مزورة، ودور النشر العالمیة یروا أن مصر أصبحت بؤرة كتب مزورة ،ویتابعون مع اتحاد الناشرین خطوات التصدي لھذا الأمر، ولدیك احتمالات الفضیحة الدولیة والتي تواجه بغرامات مثلما حدث مع شركة (أبل) الأمریكیة”.

وأوضح: “جزء من المشكلة أن المزور یصل للقارئ قبل الناشر، والناشرین في مصر أكسل من المزورین بكثیر، والمزورین ویتحركون بنشاط وفي كل المدن، والكتاب یصرف على عمال توزیع وتوصیل ومكتبات وبیوت كثر مفتوحة بالكتاب اللي بـ40جنیھًا.

ویحدث المزور یأتي ویأخذه في مطبعة تحت بئر السلم بواسطة 2 عمال ،ویطلع نسخ بورق ردئ باختصارات على مزاجه، وكتب نازلة ناقصة صفحات كثیرة ویتدخلوا بالمونتاج فیما یطبعوه ویأخذ مكسب 40 شخصًا ویستأثر به ھو“.

وشدد طاھر: ”كلمة مجتمع لا یقرأ بدأت تتغیر بعد 2011 ورأیت ھذا بنفسي، ونرى حفلات توقیع لناس بالآلاف، وفیه بیزنس یستغل نھم القراءة والمعرفة ومساحة لتحدیات قرأة وبرامج نقد للكتب وفیه goodreds، وفیه قراءة متوسعة وإلا مكنش یكون في بیزنس یستغل ھذا.

والمزور لا یترك شيء لا یزوره وأي كتاب احتمال یباع منه 500 نسخة یزوره ومعندوش تفاھم یزور جارسیا، ماركیز والكتب والساخرة بالعامیة الخفیفة ویعمل الاثنین بمنتھى المھارة وكتب دینیة ولا یترك حاجة”.

وأضاف: “منذ سنوات بشتغل على الناشرین المصنفات الفنیة ولجنة الثقافة في مجلس الشعب، ومن أسبوع اشتغلت على القارئ والجھات الأول متقاعسة ومش شایفین شغلھم، ولكن القارئ ھو اللي على اتصال مباشر بالمزور، ویعطیه الفرصة لكي ینجح ویستمر، الفلوس اللي دفعتھا لم یراھا أحد ولكنھا ذھبت لشخص یتاجر في بضاعة مسروقة”.

واستطرد: “جاء الوقت نقول للقارئ أنت بتعمل حاجة غلط وكمان سنة ھتخلص على صناعة وفرص حیاة كریمة للناشر، والكاتب وكل من یعمل في المجال ،وستذھب للمزور ولن تجد عنده كتب أصلا لأن الصناعة انتھت، وكل ما فعلته وھو مدفوع بالحب وھي مشاعر جمیلة ولكن ما حدث كان مؤذیا والخمسین جنیه اللي راحت للمزور یواصل بھا نضاله، حرمت صناعة النشر من 500جنیه والسعر الأصلي لكي یعمل في ظروف أفضل”.

وأوضح: “طبیعي الكاتب لما یكون لدیه قراء یتابعونه یقول ما یرضیھم، ولكن أنا مش بشتغل غفیر على القراء، ولكن أنا غفیر على أفكار یجب قولھا وبعمل ھذا طوال الوقت، ولما كنت بقول أخطاء الناشرین والمثقفین محدش أتكلم ولما جئت نحو القارئ الدنیا ولعت ،وواجھت غضبة من قراء وكتاب تضامنوا مع القراء في وجھي وھذا أمر لا بد نتحدث عنه“.

وأضاف: “قلت للقارئ إن الكتاب بضاعة مسروقة وكتبت ناصحا، إنك لو مضطر تتعامل مع مزورین علیك أن تبحث عن مبرر غیر إن الكتاب سعره غال وھو مبرر مسئ لبرستیجك، والجنبة الرومي والسیارات الغالیة، لا تختزل الكتاب المزور في موضوع السعر فكان البوست ناصحا وھي مبررات نشیالین أتوبیسات والناس زعلت طبعا.

ومن 4 سنوات بتكلم في الموضوع بمنتھى اللطافة، ووزیرة الثقافة المصریة ورئیس اتحاد الناشرین، وكلھم كلموني، ومعركة قامت عشان تحدثت بحدة وھي لیست بعبقریة مني ولم أكمن قاصدھا“.

وشدد عمر طاھر، على أن الأمر لیس شخصیا لكنه یخص الصناعة بالكامل، ورد على من یقول بأن المھم أن یصل المحتوى للقاريء وعلى الكاتب أن یفرح بأن محتوى كتبه مطلوبة وتصل للناس، حیث أوضح أن وصول ما یكتب الكاتب للقاريء أمر یسعده بالطبع لكن أن یصله المحتوى الأصیل بشكل مزور،سیؤدي إلى أنه بعد 5سنوات مثلاً لن تجد المحتوى الأصیل لأن الصناعة ستكون انتھت.

ومن ھنا كان لابد من التساؤل حول ھل كان عمر طاھر على حق؟ وما رأي الكتاب والمؤلفین ودور النشر في ذلك؟ ،ما الدافع وراء اقتناء تلك الكتب؟ وما الاقتراحات لحل تلك المشكلة؟وھل یعرف القراء أثناء اقتناءھم للكتب بانیة النسخ مزورا أم لا یستطیعون التمییز؟

قد یكمن الدافع خلف اقتناء البعض للكتب المزورة في غلاء أسعار الكتب، أو عدم توافر النسخ الأصلیة في منافذ البیع المتوافرة لدیھم, وفي ھذا الصدد فقد جاءت أراء الجمھور مختلفة.

حیث یقول د.محمد جابر:”مشكلة الكتب الأصلیة أنھا أحیانا قد لا تتواجد في بعض منافذ البیع، المتاحة أمام الجمھور ولا یوجد أمامنا سوى المزور, ولذلك فمع الرغبة الشدیدة حول قراءة الكتاب فان القارئ یخضع لشرائه”.

ویقاطعه یونس محفوظ قائلا:” إضافة إلى ھذا
السبب إلا انه قد تكون المشكلة كذلك في غلاء أسعار الكتب, فالقارئ متوسط الدخل إذا أراد شراء أربعة كتب على سبیل المثال, إذا اشترى النسخ الأصلیة للأربعة كتب ،بالتالي سیؤثر على میزانیة بیته، لذلك یبقى أمامه حل من اثنین، إما قراءة الكتاب pdf ,أو شراء دور النشر ولیس القارئ.

النسخة المزورة من الكتاب, لذلك أوضح إن حل تلك المشكلة في ید كذلك تدخل محمود حمدي، قائلا:”رغم وجود العدید من الموانع التي قد تعوق القارئ عن شراء النسخ الأصلیة من الكتب, إلا أنھا لیست مبرر كاف لفعلتھم, فلو أنھم نظروا حولھم لوجدوا العدید من الأماكن التي یستطیعون من خلالھا شراء الكتب الأصلیة وبسعر أقل من السعر العادي.

واكبر دلیل على كلامي سور الأزبكیة، إذا ذھبوا إلیه سیجدون فیه الأصلي والمزور وكل شيء وبأقل الأسعار, تبقى المشكلة لدى البعض الذین لا یقتنون القاھرة في تكلفة المواصلات, لكنھا لیست مشكلة عویصة فلو حددت لنفسك یوم كل شھرین أو ثلاثة تخصصه للنزول لشراء الكتب لأصبح الأمر أسھل بكثیر”.

– وعند سؤال عدد من الكتاب والمؤلفین حول رأیھم فیما یدور ،تقول الكاتبة علا سمیر الشربیني: “ظاھرة انتشار الكتب المزورة بمجتمعنا شيء مؤسف بالتأكید، وقد یجد بعض القراء ممن یلجئون إلیھا عذرا لأنفسھم نظرا لارتفاع أسعار.

بعض الكتب من جھة، ولتردي الظروف الإقتصادیة
بمجتمعنا من جھة أخرى، لكن أعتقد أن القارئ الباحث عن الكتاب المزور أو المجاني عبر الإنترنت، لو فكر بشكل، مختلف في كون ذلك تصرف غیر أخلاقي ونوع من السرقة، وإھدار لحقوق المؤلف والناشر وإلحاق الضرر بأشخاص أبریاء، ربما یغیر رؤیته لھذا الأمر ولا یستحلھ.

وبالنسبة لي، أحرص دوما على وصول كتبي بنسخھا الأصلیة بأقل أسعار ممكنة، للقراء مھما تجشمت من مشاقة في سبیل ذلك، لأتجنب تعرضھا للتزویر، وضمان وصولھا في الوقت نفسه بشكل سلیم لكل من یھتم بھا، وأتمنى ألا تتعرض كتبي للتزویر یوما إن شاء الله”.

وأضافت إن التغلب على تلك المشكلة قد یتم من خلال:”التغلب على مشكلة الكتب المزورة یجب أن یتم من خلال محورین: الأول ھو توعیة القراء بأن اقتناء مثل ھذه الكتب ھوعمل لا أخلاقي یھدم صناعة الكتب ویھدد ،استمرارھا.

وبالتالي یعرف مثل ھذا القارئ أنه لا یقدم خدمة
لمؤلفه المفضل عندما یقرأ نسخة ورقیة مزورة أو مجانیة ،عبر الإنترنت لكتابه، بل إنه یضره ویھدر حقوقه ویسھم في اختفائه من الساحة الأدبیة للأبد.

المحور الثاني یخص الدولة من جھة، فعلى وزارة الثقافة العودة مجددا لدعم صناعة الكتب، والإھتمام بالأقلام الموھوبة ومساعدتھا على نشر كتبھا
وتوصیلھا للقراء بأسعار مدعومة.

ومن جھة أخرى: على دور النشر الخاصة عدم المبالغة في رفع أسعار الكتب لزیادة أرباحھا، لأنھا بذلك تفتح الباب أمام مزوري الكتب، وتمنح
القراء الدافع للسعي خلف نسخة رخیصة من كتبھم المفضلة ،لعجزھم عن شراء النسخة الأصلیة، وأتمنى بشدة أن یعود، الناشرون لإصدار طبعات شعبیة بأسعار مخفضة من الكتب ،كما كان یحدث في الماضي.

وفي ھذا الشأن، أتوجه بتحیة خاصة لدار (روایات مصریة للجیب) ،لحرصھا طوال عشرات السنین وحتى الآن على توفیر الكتب لقرائھا، بأسعار تكاد تكون أرخص من كتب الھیئة العامة للكتاب ذات نفسھا، وتناسب كل القدرات الشرائیة.

فعلى سبیل المثال ضم جناح (روایات مصریة) بمعرض القاھرة الدولي 2020 ،كتبا تبدأ أسعارھا من 3 جنیھات، وبالنسبة للروایات ذات الحجم الكبیر، تمكن القراء من الحصول على 6 روایات عالیة الجودة بسعر روایة واحدة ،مما یعرضھ الناشرون الآخرون”.

وكان للصحفي اللامع إسلام وھبان مدیر المجموعة الثقافیة “نادي القراء المحترفین”، عبر الفیسبوك رأیه في ھذا الموضوع, والذي عبر عنه قائلا:” كتیر مننا یعتقد إن الكتب المضروبة بنضر بس بمصلحة دور النشر ویقول ھم اللي جشعین وانتھازیین ،ویرفعوا الأسعار بطریقة مبالغ فیھا ویستأھلوا.

وینسى إن شراء الكتب المضروبة ھیأثر على الكُتاب اللي بیقرأوا لیھم بالأساس، واللي أصبحت الكتابة مصدر دخله الأھم وقد یكون الوحید، لأن ببساطة
اسمه وكتابته بالنسبة لدار النشر “مبقاش بیبیع”.

وبالتالي حقوقه المادیة وسعره في السوق ھیقل مھما كانت كتاباته عظیمة، وھیضر وقتھا كتب اللي یأكله عیش ویوفر لبیته عیشة كریمة، أو بحثه عن مصادر بدیلة للدخل یأثر بالسلب على كتاباته.

وبالتالي انت مش بتعاقب دار نشر بل بتدمر صناعة وبتحط الجنیھات، اللي شایفھا بسیطة وقلیلة في جیب مزور كتب، وحتى الكتب اللي اشتاریتھا ھیصعب إعادة طباعتھا لناس تانیة.

أكید بعض دور النشر مش بتعمل اللي علیھا من حیث الدعایا بشكل جید للأعمال الصادرة، أو توزیعھا بشكل جید في مكتبات مختلفة خاصة في الاقالیم المتعطشة جدا للكتب وللقراءة، وكمان بعضھم بیغالوا جدا في أسعار الكتب الجدیدة، ولازم یدوروا على حلول، بس في نفس الوقت تزویر الكتب بیجبر البعض إنه ما یعرفش یدور على حلول وھو كل یوم بیتسرق.

عوامل كتیر ومتشابكة سبب في تزویر الكتب، وللأسف مصر أصبحت أكبر مكان عالمیا لتزویر الكتب ودي مصیبة، وللأسف بردو في تقصیر كبیر من الجھات الرسمیة اللي المفروض منوط بیھا حمایة الملكیة الفكریة وحقوق الناشر والكاتب والقارئ نفسه.

بس بردو ده ما یدیناش الحق إننا ندمر صناعة بأكملھا ونقتل مبدعین لمجرد إن سعر الكتاب غالي، تخیل كده إنت وانا وغیرنا اشترینا مزور وتسببنا إن كاتبنا اللي بنحبه، ودار النشر اللي بتقدم الأعمال اللي محتاجین لیھا قرروا أو اضطروا یوقفوا كتابة ونشر، ھل وقتھا المزور ھیقدملنا العلم والمعرفة؟! وھل وقتھا مش ھنضطر ندفع أكتر عشان نوصل للكتاب بأي شكل؟!”.