د. عبدالعزيز: نحتاج لنشر ثقافة الصحة النفسية في مجتمعنا لمنح جيل واعي بنفسه

د. عبدالعزيز: نحتاج لنشر ثقافة الصحة النفسية في مجتمعنا لمنح جيل واعي بنفسه

 

 

حوار: سمر محمد

 

حاورت “المحايد الإخباري” دكتور عبدالعزيز آدم أخصائي علم النفس السلوكي وعضو الإتحاد العالمي للصحة النفسية، حول مدي وعي الأفراد بالصحة النفسية، وكيفية التخلص من أمراض العصر.

 

وإلي نص الحوار:

 

س١: حدثنا أكثر عن نفسك؟

دكتور عبدالعزيز آدم أخصائي علم النفس السلوكي وعضو الإتحاد العالمي للصحة النفسية، ولي برامج في الإذاعة والتليفزيون ونشرت لي مؤخراً رواية نيكتوفيليا (الحب والمجهول) تتناول بعض المشاكل النفسية وكيفية علاجها من منطلق الرواية والقص

كما تتناول تصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة المتعلقة بالأمراض النفسية والعلاج النفسي على حد سواء.

 

 

س٢: إلي أي مدي نحتاج إلي الطب النفسي في مؤسساتنا مثل التعليم ؟

سؤال هام، نحن في حاجة ماسة لوجود أخصائيين نفسيين في مؤسسات التعليم تحديدًا للوقف على أسباب أي إنحراف سلوكي أو خلل نفسي يطرأ على الأطفال في المدارس وتناول ذلك بالعلاج المطلوب بالتنسيق مع الأسرة

وهذا لابد أن لا يقتصر علي مؤسسات التعليم فحسب وإنما يجب أن يشمل كل مؤسسات الدولة والمصالح والوزارات والهيئات بشكل عام.

 

س٣: ماالأسباب الرئيسية في زيادة الأمراض النفسيه في ذلك العصر؟

يرجع زيادة الأمراض النفسية في العصر الحديث لأسباب عديدة يمكن تلخيصها في:

– أولها التنشئة السلبية للأطفال بعدم التواصل معهم نتيجة إنشغال الوالدين بأولويات أخرى.

– التسارع المذهل في التكنولوجيا مع الإستهلاك السلبي لها والتي تصل بمطالبة الطفل لإيذاء نفسه أو الوصول للانتحار

– وأيضًا هناك بعض الأسباب التي تتعلق بالمرأة حيث يتم في كثير من المجتمعات تحميل المرأة فوق طاقتها بتحملها عبء جلب الرزق وتربية الأطفال مع أنهاك حقوقها واستمرار الضغط النفسي عليها

– الفراغ وعدم وجود هدف

– الصدمات النفسية التي نمر بها دون وجود دعم أو عون نفسي

– هناك عوامل وراثية تؤدي للامراض النفسية وخصوصا عند زواج الاقراب.

 

س٤: زادت الفترة الحالية جرائم غريبه مثل طرد الأم والأب من منزلهم، ماالأسباب النفسية التي ادت الي تلك الامور؟

 

يرجع بالأساس للتنشئة غير السوية للأبناء، ورسالتي في ذلك: (ربوا أولادكم صغارًا يخبرونكم كبارًا) والمقصود بالتربية هنا هي القدوة والتنشئة على أسس من الفضيلة والأخلاق القويمة.

 

س٥: ماالفرق بين الإكتئاب والحزن الشديد؟

 

كثيرًا ما يحدث خلط بين الاكتئاب والحزن ولكن الفرق بينها كبير جدًا، الحزن هو مشاعر إنسانية طبيعية، في حين أن الإكتئاب هو أحد الأمراض النفسية العضال

الحزن هو حالة نمر بها وشعور طبيعي ناتج عن أي فراق أو صدمة أو مشكلة نمر بها، أما الاكتئاب هو الإنعزال عن الحياة بأكملها وعدم القدرة على المواجهة والإنطواء وعدم التعامل مع الأشخاص من حولنا وهو ما يصل إلى التفكير في الانتحار.

 

س٦: هل يمكن للإنسان بذاته، أن يساعد نفسه إذا كان مصاباً بمرض نفسي أو إكتئاب؟

 

نعم يمكن ذلك، بداية من تخريج الطاقة السلبية التي بداخلة عن طريق الحوار مع شخص مقرب منه أو حتى عن طريق الكتابة، مع الانشغال الدائم بهدف وعدم الإستسلام للفراغ والاحباط.

 

س٧: يعارض الكثير من الناس التوجه للأطباء النفسيين مانصيحتك لهؤلاء الأشخاص؟

 

هذه أحد الأفكار الخطيرة المغلوطة في مجتمعنا، إن الصحة النفسية من الأهمية بمكان كالصحة الجسدية بل ربما تتقدم عنها في المكانة، لأن الإنسان يستحيل أن يكون معافي جسديًا إلا إذا كانت صحته النفسية في أحسن حالتها، وبذلك يجب علنا اللجوء للطبيب النفسي لتقديم الدعم والعلاج المطلوب في حال شعورنا باي عارض من أعراض المرض النفسي.

 

س٨: ماهو الشئ الذي يتثني علينا عمله كإعلام للحل النفسي؟

عن طريق التوعية بشكل مستمر من خلال كوادر الاخصائيين النفسيين والتربويين، لا يتوقف هذا الدور عند قنوات أو برامج بعينها وإنما يجب أن تمتد هذه الرسالة لتشمل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، كل يعي واجبه ويؤدي دوره نحو مجتمع أفضل وأكثر استقرارًا.

 

س٩: من وجهة نظرك ماالذي يجب تغييره في تفكير مجتمعنا؟

– يجب تحديد أولويتنا بشكل منطقي فلا يصح مثلًا أن يكون الإنشغال في تحديات الحياة هو الأولوية التي تطغي على تربية الأبناء والتواصل معهم بشكل ودي مستمر، لأن هذا هو الأساس لإخراج نشأ سوي بعيدًا عن كل المشاكل النفسية والسلوكية من إدمان وجريمة أو إحباط وفشل واكتئاب

– يجب تعزيز الإحتواء والدعم لأقرب لنا الناس عن حاجتهم لذلك أو مرورهم بأي صدامات، لأن هذا هو أهم وأول خطوات العلاج النفسي قبل حتى طلب الدعم باللجوء للأخصائيين النفسيين.