هبة معوض تكتب.. المواطن صحفي

هبة معوض تكتب.. المواطن صحفي

هبة معوض تكتب.. المواطن صحفي

يحتفل صحفيين العالم في كل عام، في يوم الثالث من شهر مايو، باليوم العالمي للصحافة، معبرين عن سعادتهم بحريتها.

هذه الحرية التي سعت لتوفيرها دول العالم كله، كل على حسب قوانينه ومبادئه، والتي جعلتها مهنة سامية.

تاريخ..

كلنا نعرف أن كل دولة بالعالم لها تاريخها الصحفي الخاص بها، لكن هناك أيضا تاريخ مشترك بين الجميع.

حرية الصحافة..

إذا نظرنا حولنا، سنجد أن كل صحفي حر، يكون كل ما يشغله هو كيفية الحصول على حرية الرأي والتعبير لكل صحفي، وذلك للحصول على حرية الصحافة.

وكل من ينتسب أيضا لتلك المهنة، تكون قضيته الأولى والأخيرة جعلها فوق السلطة والسيادة.

ونحن في مصر بالتحديد، كان ولا يزال لنا تاريخنا المليء بالصراعات، للحصول على حرية الرأي، وحقنا في التعبير، وتاريخ مشرف في النهوض بها.

وبعد الكثير من الصراع مع السلطة، يجدر بنا الإشارة إلى ما يلي من أسئلة..
إلام وصل حال الصحافة المصرية؟
هل نعيش نوع من حرية الرأي والتعبير المطلقة؟

صاحبة الجلالة في مصر..

بالنسبة لحال الصحافة المصرية، أو آخر تطورات الصحافة المصرية، للأسف فهي صحافة مشوهة.

رغم كون الصحافة مهنة سامية، إلا أنها أصبحت للأسف، مهنة من لا مهنة له، الكل عين نفسه خبير في الصحافة.

فإذا تابعنا ما يحدث حولنا، من تغطيات إخبارية وحية للأحداث، سنجد أن المهنة تحولت لمهنة الحصول على الشهرة.

أما بالنسبة لحرية الرأي والتعبير، فهم بالفعل موجودين، وبالنسبة لي، يجب اعتبار حرية الصحافة في مصر، حرية مطلقة.

توم ستوبارد..

قرأت كلمة على فيسبوك، من قبل توم ستوبارد، يقول فيها.. يجب أن تكون الصحافة الحرة صحافة محترمة.

بالفعل كلمته هذه أجازت كلمات كثيرة حول عدم الأمانة الصحفية، وعدم المصداقية، فيما يصلنا، وفيما نرى.

فهناك البعض الذين يرون أن حريتهم تكمن في نقد الناس بالسب والقذف، ومن خلال فضحهم.

المواطن صحفي..

هناك قضية أخرى يجب التطرق إليها، ألا وهي صحافة المواطن..

للتعريف.. المواطن الصحفي هو شخص لا ينتسب للصحافة، بأي صلة، عين نفسه حاكم على أفعال الناس ونشرها دون مباديء.

فيما أرى، هذه الفكرة هي السبب الأول والأخير في تشويه صورة الصحافة.

فصحافة المواطن عندما ظهرت كانت للمساعدة في مواقف معينة، وليس كل من ليس له مهنة يمتهنها.

والآن أصبحنا نجد بين كل خمسة مواطنين، ضمنهم مواطن صحفي.

المشكلة هنا ليست في عددهم، بل فيما يقدمونه من محتوى احتيالي.

لا يوجد قانون بالعالم، يسمح لشخص أن يعطي لنفسه الحرية في فضح شخص آخر، وتصويره دون علمه ونشر صورته على مواقع التواصل.

على العكس تماما، فالصحافة أخلاقيات وقيم، وليست فضح الغير، بهدف الشهرة على حسابهم.

لكن للأسف الصحافة الصفراء، والمواقع الإلكترونية، الغير مرخصة، هي السبب فيما نراه الآن.

الصحافة برئية..

هذه ليست صحافة، وليست حرية رأي أو تعبير، فمن قال أن الصحافيين يجب أن يتجردوا من الأخلاق والقيم؟!

بالفعل القانون في مصر وضع للصحافة قوانين خاصة، وميزها عن غيرها من السلطات، لكن للأسف تم استغلال ذلك بشكل خاطيء.

ومن ثم كان لا بد من السؤال عن.. هل القوانين التي منحت الصحافة حريتها كانت تعلم بخطورة الصحف..
وبالتالي لماذا لا يتخذ القانون إجراء ضد الصحافة الصفراء؟
فهل للصحافة الصفراء مميزات؟

نجيب..

بالطبع القانون توقع كل ما ستؤول إليه الصحف، وكل ما ستعرضه وتثيره من قضايا، لكن كما سبق القول نحن نعيش حرية الصحافة.

لا أحد فوق القانون..

بالنسبة لما يخص الصحافة الصفراء، فينطبق عليها قول، لا أحد فوق القانون، فأي صحيفة لها حق النشر، في أي موضوع، لكن ليس لها حق الإساءة.

لذلك فالقانون يطبق على من يرتكبون جرائم تحت اسم حرية الرأي والتعبير.

كذلك بدأ اتخاذ إجراءات حول من يحمل كارنيه هوية كصحفي، وهو غير مقيد كعضو بنقابة الصحفيين.

حقيقة هذه أفضل خطوة تم اتخاذها في هذا الشأن، لأن عدد المواقع الالكترونية، التي سمحت لنفسها بتعيين أي شخص كصحفي ازدادت بشكل لا يطاق.

أما بالنسبة لمميزات الصحافة الصفراء، ليس لها أية ميزة سوى أنها أحيانا تكون منبع لإثارة الرأي العام حول قضية مهمة.

وأحيانا فضح الأشخاص السيئين من قبل الصحافة الصفراء، أو صحافة المواطن، يساعد في اتخاذ اجراءات سريعة ضده.

ختاما..

في النهاية يبقى لنا التأكيد على ما قاله توماس جيفرسون..
عندما تكون الصحافة حرة وكل شخص قادر على القراءة إذا كل شيء آمن.

ويبقى أيضا ما قاله أحمد شوقي عن الصحافة هو دليلنا الواضح.. “لكل زمان مضى آية، و آية هذا الزمان الصحف”.

جلال أمين بين الصقار وموسم الهجرة إلى الشمال