تيكال..مدينة تروي أساطير البلاد

تيكال..مدينة تروي أساطير البلاد

تتمتع مدينة تيكال الواقعة في قلب محافظة بيتين شمال غواتيمالا بطبيعة برية ساحرة تزخر بالغابات المطيرة، والأدغال التي تضم بين أحضانها أطلال وشواهد حضارة المايا التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ،كما تعتبر مدينة فلوريس، التي تبعد نحو 60 كيلومتراً من المواقع الأثرية، هي نقطة انطلاق العديد من الجولات السياحية التي تجوب الغابات المطيرة وأطلال حضارة المايا.

أهمية مدينة تيكال

ترجع أهمية المدينة وأطلالها الموغلة في عمر التاريخ  نتيجة لعرضها لأهم المراكز الحضارية لحضارة المايا العظيمة حيث تعكس التطور الثقافي والحضاري البشرى لمجتمع المايا  بدءأ من مرحلة الصيد وصولا إلى المجتمع الزراعى المستقر , جنبا الى جنب مع موروث حضارى ودينى وفنى ثرى, تبلور فى حضارة عامرة انهارت فى القرن العاشر بعد الميلاد.

لما تعد تيكال أعظم المدن؟؟

فتيكال أعظم مدن حضارة المايا القديمة وذلك فى الفترة بين 200 الى 900 بعد الميلاد. إلا أن المدينة ومع اقترابها من ذروة زحامها السكانى كمدينة عظيمة لحضارة زاهرة قد تأثرت بموجات مدمرة من التآكل والتصدع نتيجة لضغط الكتلة السكانية بما لا تتحمله طاقة المدينة, فزحف النمو البشرى والعمرانى على رصيدها من الغابات والمساحات الخضراء  فى الفترة من 830 الى 950 بعد الميلاد  جعلها عرضة لخسارة كبيرة فى القوة البشرية عن طريق الهجرة منها بسبب ضعف القوت والمرعى والأرض المتاحة للزراعة وذلك تواكبا مع ضعف وتصدع الحكومة المركزية فى المدينة.

مدينة تيكال

ما يشهر المدينة

فقد  تنتشر مذابح الأضحيات التي تقدم  لآلهة تيكال على الأرض المنبسطة وبين أطلال المعابد الباقية, ومعظم المذابح المخصصة لذبح الاضحيات المنذورة لآلهة تيكال ترجع الى الفترة من القرن الثالث الى التاسع بعد الميلاد , لتحمل دوما نقوشا تحكى عن الكهنة والطقوس النذرية المصاحبة للتضحية , وتضم تيكال خمسة من المعابد الهرمية الكبيرة بالاضافة الى ثلاثة تجمعات سكنية صغيرة كانت مخصصة للطبقات الحاكمة .

ما يميز تيكال

تحيط الغابات والأدغال بهذا الطريق المستقيم من اليمين واليسار، فالطريق إلى أطلال حضارة المايا يشبه نفقاً أخضر، تظهر بيه  بعض اللافتات التحذيرية باللون الأصفر الزاهي على جانبي الطريق من وقت إلى آخر، وتلفت هذه اللوحات الإرشادية انتباه السياح إلى مشاهدة بعض الحيوانات البرية في الغابة المحيطة بالطريق، مثل الثعابين والديوك الرومي والنمور المرقطة. وبالنسبة لسائق الحافلة فإن هذه اللافتات تعني «انتبه؛ الحيوانات البرية قد تعبر الطريق». أما بالنسبة للسياح فإنها تشير إلى أن يكونوا على استعداد لمشاهدة هذه الحيوانات البرية التي قد تظهر أمامهم أثناء السير.

كما يوجد الهرم الضخم الأول بين قمم الأشجار، ويبلغ ارتفاع هذا المعبد نحو 45 متراً، ويُمثل هذا المعبد مع معبد الأقنعة الذي يقع في الجانب المقابل له، القلب النابض لمدينة المايا القديمة، وهو ما يُعرف باسم الميدان الكبير، كما تظهر أحجار هذا الهرم، الذي يُعد بمثابة ناطحة سحاب قديمة، مغطاة بطحالب ذات لون أخضر داكن.

وفي عام 1979 تم إدراج الحديقة الوطنية بمنطقة تيكال على قائمة التراث الثقافي والطبيعي العالمي لمنظمة اليونسكو، حيث تمتد هذه المحمية الطبيعية على مساحة شاسعة تصل إلى 576 كيلومترا مربعا، وتعتبر هذه المدينة الأثرية القديمة من أهم المعالم السياحية في غواتيمالا حالياً، بينما يعتبر هذا المعبد الذي يقف عليه السياح بصحبة المرشد سينتو أعلى نقطة في مدينة المايا القديمة، إذ يبلغ ارتفاعه نحو 65 متراً، ومن هنا يتمكن السياح من الاستمتاع بإطلالة بانورامية رائعة على المكان، وتبرز قمم المعابد الثلاثة من بعيد بين الأشجار العالية، ولا يمكن مشاهدة هذه الأهرامات إلا لفترة قصيرة فقط، قبل أن تختفي وسط الضباب الكثيف.