كيفية التعامل مع الضغط العصبي وطرق علاجه

كيفية التعامل مع الضغط العصبي وطرق علاجه

علاج الضغط العصبي، عند التعرض لمشكلةٍ ما، مثل: الخوف من عدم إجتياز إختبار معين، أو التفكير الزائد فيما سيحدث في المستقبل، أو الخوف من مرض معين، وغير ذلك، فإن كل هذا يسبب ما يسمى بالضغط العصبي أو الضغط النفسي، وعند التعرض له تفرز الغدة ال كظرية هرمون الكورتيزول في الجسم.

فوائد وأضرار هرمون الكورتيزول

تحسين ضغط الدم، تحسين نسبة السكر والإنسولين في الجسم، تقوية المناعة، زيادة درجة التركيز، تقوية الذاكرة، ضبط معدل هرمون الأدرينالين في الجسم عند زيادته، نتيجة التعرض للضغط العصبي.

ولكن يجب الإشارة إلى أن هذه الفوائد تكون فقط في حالة وجود معدل طبيعي للكورتيزول في الجسم، ولكن عند زيادة الضغط العصبي، والتعرض للضغط العصبي المزمن، يزيد إفراز هرمون الكورتيزول، وبالتالي لا يصبح مفيدًا للجسم، ويتسبب فيما يلي:

إرتفاع ضغط الدم، إرتفاع نسبة السكر في الجسم، فقد القدرة والرغبة الجنسية، النوم المتقطع المقلق، التعب الجسدي الشديد فور الإستيقاظ من النوم، ضعف جهاز المناعة، الشعور بالإكتئاب، فقد الرغبة في التواصل مع الآخرين.

طبقًا لإحصائيات الولايات المتحدة عن أسباب الوفاة، وجد أن 6 من ضمن 10 أسباب للوفاة لها علاقة كبيرة بزيادة هرمون الكورتيزول في الجسم مما يؤدي إلى الإصابة بالضغط المزمن.

التأثير الإيجابي للضغط العصبي

والمقصود بالضغط العصبي هنا، هو الضغط العصبي المحدود ليس المبالغ فيه والزائد عن حده الطبيعي، وبالتالي يمكن السيطرة عليه، وتكون له بعض الإيجابيات، مثل:

إفراز هرمون الكورتيزول بقدر معين وقد تم ذكر فوائده فيما سبق، إفراز هرمون الأوكسيتوسين (هرمون الحب) من المخ، والذي يؤدي إلى زيادة التواصل العاطفي ويفرز في الحالات الآتية:

الضغط العصبي، عند الرضاعة، في اللحظات الحميمية، وحدوث تواصل بين شخصين، وهو ما يتسبب بالشعور بالسعادة.

خصائص هرمون الأوكسيتوسين

يؤدي إفراز هرمون الأوكسيتوسين إلى إسترخاء الأوعية الدموية، مما يمنع حدوث الجلطات، لا يمكن لأجسام الحيوانات أن تفرز هرمون الأوكسيتوسين، لكنه يوجد باستمرار في جسم الإنسان، كثيرًا ما يرتبط التعرض للضغط العصبي بوجود المشاعر الإنسانية وإفراز هرمون الأوكسيتوسين، فمن الأمثلة على ارتباط الضغط العصبي بالحب أنه عند تعب الابن مثلا، تجد الأم أو الأب في حالة ضغط شديدة، وذلك ينتج عن الشعور بالحب والخوف تجاه الابن، وهو ما يتسبب في إفراز هرمون الأوكسيتوسين، وعند تعرضك لمشكلة معينة، تلجأ إلى محادثة شخص قريب منك عن هذه المشكلة، فتشعر بالراحة والهدوء، وهذا ما يتسبب فيه أيضا هرمون الأوكسيتوسين، كما ستجد أنّه لديك القدرة على تذكر يوم سعيد قد مر من عشرات السنين، وذلك بسبب إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يسبب الشعور بالسعادة حينها، مع إفراز هرمون الكورتيزول الذي يقوي الذاكرة مما يجعلك تتذكر ذلك اليوم، وبالتالي يرتبط إفراز كل من هرمون الكورتيزولوهرمون الحب معًا في حالات الضغط العصبي.

أجريت دراسة بكلية الطب النفسي في جامعة هارفرد على أشخاص يتعرضون للضغط النفسي المزمن، فو جد أن معدل الوفاة يرتفع بنسبة 30% بين من يعانون من الضغط النفسي المزمن، وذلك بسبب ارتفاع نسبة هرمون الكورتيزول والتعرض للجلطات والذبحة الصدرية والأمراض الخبيثة.

لذلك يجب استغلال حدوث الضغط العصبي في التفكير الفعال وحل المشكلات بشكل سليم، والإقبال على التحديات، وذلك لما تم ذكره من فوائد الضغط العصبي الطبيعي وفوائد إفراز هرمون الكورتيزول بنسب معقولة لصحة القلب والتركيز وتقوية الذاكرة وتحسين معدلات الإنسولين.

علاج الضغط العصبي

علاج مشكلة الضغط العصبي المزمن، والاستفادة منه

يجب التنويه أولًا إلى طبيعة وجود الضغط العصبي نظرًا لظروف الحياة متقلبة الأحوال وما نتعرض له دائمًا من مشاكل وأمراض، لكن سيتم الإشارة فيما يلي بقدر الإمكان إلى بناء أسس لتحدي الحياة والضغط العصبي، وكيفية العمل على خفض مستوى الكورتيزول في الجسم حتى لا يسبب المشاكل التي تم ذكرها فيما سبق.

العلاج من الناحية النفسية

ترك الرغبة في الشيء، فقد أقسم الله -عز وجل- في القرآن الكريم كثيرًا على أن الرزق آت لا محالة، وأرشدنا إلى العمل فقط وترك الأمور الحياتية كالمال والرزق والصحة لله عز وجل، وقد قال الله -جل وتعالى-في كتابه العزيز “ِإّنَ مََع الْعُسْر يُسْرا” ،كما قال تعالى:”فَوَرَُب السماوات والأرض إنّه لَحٌق”، وهذا من ناحية الدين والإسلام.

بالإضافة إلى المقولة الشهيرة: “كُل ما فوق التراب، تراب”، فالأطفال والزوجة والمعيشة والسيارة والمال والمكانة الإجتماعية وكل ما يملك الإنسان، سيصبح ترابًا يومًا ما، فلا داع للحزن والقلق والضغط النفسي.

تولي القيادة، أي الشعور بأنك دائما ما تسيطر على حياتك، وأنك تتحكم بزمام الأمور (وهذا بفضل الله أولا)، لذا أهل نفسك دائما على تولي القيادة وأعلم أنك لديك القدرة دائما على إصلاح ما قد تتعرض له من مشكلات وتحديات، فكر دائما في أن الله كما خلق الداء قد خلق له الدواء، وأنه ما من مشكلة إلا ولها حلول، فعليك التفكير فقط في كيفية حل هذه المشكلات بهدوء وصبر.

طلب المساعدة، وذلك عن طريق استشارة أصحاب الخبرة، والحديث مع من ترتاح إليه روحك، حيث يساعد ذلك على تقليل الضغط العصبي وارتفاع هرمون الأوكسيتوسين.

فقد تم إجراء بحث قديما بمتابعة فئة معينة من الأشخاص منذ ولادتهم وحتى سن 75 عاما، وتبين أن أقلهم عرضة للأمراض وأكثرهم سعادة في الحياة هم الأكثر نجاحا في العلاقات الاجتماعيّة والتواصل.

تطبيق فكرة “دفتر النعم”. قم بتجهيز مفكرة، واكتب فيها نعم اللّه عليك، واقرأها يوميا، ستجد الكثير من النعم التي قد أنعم الله بها عليك ولا تحصى، وبالتالي ستجد أنه لا داع للقلق أو الكابة مقارنة بما ستجده لديك من نعم.

العلاج من الناحية العضوية

عدم تناول الكثير من الكافيين، فعند وجود الكافيين في الدم، فإن ذلك يؤدي إلى زيادة نسبة الكورتيزول، مما يسبب الأمراض التي تم ذكرها من قبل.

ومع ذلك، يمكنك تناول فنجانًا من القهوة يوميًا في الحالات الطبيعية البسيطة من الضغط العصبي.

ممارسة الرياضة الخفيفة التي تعمل على تحسين كفاءة الدورة الدموية، والحصول على قدرٍ كاٍف من الأكسجين، وتقوية العضلات وصفاء الذهن، والابتعاد عن المؤثرات المقلقة، وبالتالي تقليل نسبة الكورتيزول، ويتمثل ذلك في رياضة المشي واليوجا، والصلاة أيضا.

عدم تناول السكريات، حتى لا ترتفع نسبة الإنسولين، وبالتالي لا ترتفع نسبة الكورتيزول، ولذلك يجب الابتعاد عن السكريات والنشويات والفاكهة.

ففي حالة الضغط العصبي، يتجه الجسم للحصول على الدم من الجلد والجهاز الهضمي ليمد به القلب والكبد والكليتين والمخ، مما ينتج عنه ظهور تجاعيد البشرة وجفافها وأمراض البشرة كالصدفية والأمراض المناعية، بالإضافة إلى مشاكل الجهاز الهضمي من الانتفاخات والإمساك والقولون العصبي، ومشاكل الهضم وارتجاع المريء وحموضة المعدة.

لذا يجب خفض نسبة الإنسولين عن طريق عدم تناول السكريات والنشويات، حتى تقل نسبة الكورتيزول وبالتالي يتوزع الدم بنسب متساوية على جميع الأعضاء حسب الحاجة.

النوم الجيد المنتظم، وذلك للمساعدة على الاسترخاء و َخفض نسبة الكورتيزول، في نصح بالنوم قبل الساعة 11 مساء والاستيقاظ قبل الساعة 5 صباحا، على أن يكون النوم في غرفة مظلمة، مع الانتباه إلى عدم تناول القهوة قبل النوم بحوالي 5 ساعات، وضرورة الابتعاد عن الإضاءة الصناعية في فترة النهار قدر الإمكان، والاستفادة من ضوء الشمس للحصول على فيتامين د الذي يساعد على خفض مستوى الكورتيزول.

تناول الأعشاب، كعشبة العبعب المنوم أو الأشواغندا، فهي تعتبر من الأعشاب الساحرة التي تعمل على إرتخاء الجهاز العصبي، وزيادة الرغبة الجنسية والتخلص من الإكتئاب، وزيادة التركيز، وزيادة العضلات وتقويتها، وإنخفاض مستوى الكورتيزول، توجد العشبة في صورة كبسولات أو يمكن تناولها في صورة شاي.

تناول الشكولاتة الداكنة، التي تساعد على استرخاء الجسم والشعور بالسعادة، لكن لا يجب تناولها في حالة اتباع النظام الكيتوني الغذائي.

تناول 400 مليجرام من الماغنسيوم قبل النوم، لمساعدته على إسترخاء العضلات والأعصاب والأوعية الدموية والنوم الجيد السليم العميق وإنخفاض نسبة الكورتيزول والتخلص من الإكتئاب، فعند انخفاض مستوى الماغنسيوم في الجسم، يؤدي ذلك إلى الضغط العصبي والإمساك والاكتئاب والتشنجات وعدم انتظام النوم.

التنفس السليم، يعتبر الأكسجين أهم غذاء لكل خلية من خلايا الجسم، فهو شفاء لكثير من الأمراض، ويعمل على تقوية المناعة الداخلية وعضلة القلب، ونشاط العضلات وزيادة التركيز والتمتع بالشباب الدائم.

يوجد طريقتان للحصول على الأكسجين، إحداهما في حالة الضغط العصبي عند عمل الجهاز العصبي السمبثاوي: وهو المسؤول عن الضغط العصبي والقلق والنوم المتقطع غير الصحي، وحدوث الأمراض وزيادة معدل الكورتيزول في الجسم.

والأخرى في حالة الاسترخاء عند عمل الجهاز العصبي الباراسمبثاوي: وهو المسؤول عن الاسترخاء والهدوء.

في حالة زيادة نشاط الجهاز السمبثاوي و زيادة معدل الكورتيزول، فإنه يلزم تنشيط الجهاز الباراسمبثاوي لحدوث الاسترخاء مرة أخرى، ويتم ذلك عن طريق: تناول البوتاسيوم والماغنسيوم، والتنفس السليم، فعند ماتتنّفس بهدوء وعمق 6 مرات في الدقيقة، فإن ذلك يؤدي إلى تنشيط الجهاز العصبي الباراسمبثاوي وزيادة نسبة الأكسجين في الجسم وتقوية المناعة وتخفيف الآلام.

وللتنفس بشكل سليم، قم بالجلوس في وضع مريح، مع غلق الفتحة اليسرى من الأنف باليد اليمنى، ثم خذ نفسا عميقا ولا تخرجه لمدة 6- 10 عدات، بعد ذلك قم بإغلاق الجهة الأخرى من الأنف باليد الأخرى وأخرج النفس بهدوء، وتكّرر هذه العملية 5-6 مرات، فتكرار هذه العملية 5-6 مرات يمكنك من الاستحمام في الماء البارد الذي لا تقوى عليه بدون التنفس العميق، وذلك لارتفاع درجة حرارة الجسم بعد امتلائه بالأكسجين.

من الممكن أن تشعر بالدوار أثناء القيام بهذه العملية، ولكنه أمر طبيعي، وذلك لحصول الجسم على كمية كبيرة من الأكسجين وتنظيف الجسم والأعضاء والخلايا من ثاني أكسيد الكربون، الذي يسبب الدوران أثناء خروجه.