شخصية الباحث العلمي| وأهم الصفات الموجودة فيه

شخصية الباحث العلمي| وأهم الصفات الموجودة فيه

شخصية الباحث العلمي اقترح فيها علماء النفس والتربية العديد من القدرات العقلية والميول والاتجاهات وسمات الشخصية والصفات الخلقية التي يجب توافرها في الباحث العلمي، ليستطيعوا إنجاز أفضل الدراسات بأكبر قدراً من الكفاءة مع توفير الوقت والجهد والمال.

صفات الباحث العلمي

توجد الكثير من تلك الصفات المختلفة التي يجب أن توجد في شخصية الباحث العلمي وهي:

  • القدرة علي تحمل الغموض.
  • التفكير الناقد.
  • الابتكارية.
  • مستوي الطموح.
  • تحقيق الذات.

وسوف نعرض لكل صفة من حيث تعريفها وأبعادها ومظاهرها وطرق تحقيقها عن طريق توجيهه بعض الإرشادات التي يمكن أن يؤدي الأخذ بها إلى دعم وترسيخ مثل هذه الصفات :-

القدرة علي تحمل الغموض

من أهم الصفات التي يجب أن تتواجد في شخصية الباحث العلمي هي قدرة الباحث العلمي علي الدراسة العلمية المستفيضة المتعمقة المتواصلة دون كلل أو ملل لاستكشاف المتغيرات المرتبطة بظاهرة معينة وفهم عدم الوضوح المقترن بمعضلة ما مع بذل الجهد، وهي قدرة تنطوي علي الاحتفاظ بالاتجاه والمثابرة والاعتماد على الذات في البحث والتقصي، وينطوي هذا التعريف على أن المثير الذي يواجه الفرد يكون غامضاً ويتضمن الخصائص التالية:-

  • أن يكون له معان كثيرة ومتعددة.
  • أن يكون مبهماً غير مكتمل.
  • أن يفتح المجال أمام احتمالات كثيرة ومتعددة.
  • ألا يكون له بنية تنظيمية محددة توضح مضمونة.
  • أن يتركه في حيرة من أمره في حالة لا يقين.
  • ألا يكون المصطلح الدال عليه واضحاً.

لكي ينمي الباحث العلمي القدرة على تحمل الغموض يجب عليه أن يتبع الآتي:-

  • أن يبذل الجهد الكافي في محاولة الفهم والاستكشاف.
  • فكر في المعلوم من الحقائق وحاول أن تشتق منه المجهول.

        التفكير الناقد

هو عملية فحص وتقويم للوقائع والمعلومات المنشورة في الكتب والمقالات والبحوث المنقولة عبر وسائل الإعلام المختلفة والحكم عليها وتتضمن العمليات الفرعية التالية:-

  • معرفة الافتراضات:- يقصد بها قدرة الباحث العلمي علي فحص الوقائع والبيانات التي يتضمنها موضوع ما بحيث يمكن أن يحكم أن افتراضاً معيناً يرتبط بها أم لا، لأن أي وقائع علمية موضوع بحث يتعين أن تصاغ في منظومة فكرية تأخذ في البداية شكل فرض يمكن في حالة التحقق منه أن يستحيل نظرية أو إطاراً نظرياً أو قانونياً.
  • التفسير:- يتمثل في قدرة الباحث على استخلاص نتيجة معينة من حقائق مفترضة بدرجة معينة من اليقين ومثل هذه النتيجة تضفي المعنى أو الدلالة العلمية على تلك الحقيقة، وتمثل إرهاصاً للتفسير العلمي لها .
  • تقويم المناقشات :- تتمثل في قدرة الباحث العلمي علي إدراك الجوانب الهامة التي تتصل اتصالاً مباشراً بقضية ما يدرسها، ويميزها عن الجوانب غير الهامة، مما يسهم في توجيه مسار بحثة دون تشتت ويضع قضية الدراسة في إطارها العلمي الصحيح.
  • الاستنباط:- يتمثل في قدرة الفرد على معرفة العلاقات بين وقائع معينة تعطى له بحيث يمكن أن يحكم في ضوء هذه المعرفة ما إذا كانت نتيجة ما مشتقة تماماً من هذه الوقائع أم لا، بغض النظر عن صحة الوقائع المعطاة أو موقف الفرد منها.
  • الاستنتاج:- يتمثل في قدرة الفرد على التمييز بين درجات احتمال صحة أو خطأ نتيجة ما، تبعاً لدرجة ارتباطها بوقائع معينة تعطى له.

وقد تبين للعلماء أن التفكير الناقد يلعب دوراً هاماً في صور التفكير الأخرى مثل التفكير لحل المشكلة، و التفكير الابتكاري، وأن التفكير الناقد يرتبط أيضاً بالذكاء كقدرة عامة و بالتحصيل الدراسي .

الابتكارية

هي سمة سلوكية تعكس قدرات عقلية لدى الأفراد وتلك السمة تبرز في شخصية الباحث العلمي، و من أهم شروطها:

  • الأصالة: أي الإتيان بشيء جديد نظري أو عملي.
  • المرونة:عدم الاقتصار على حل واحد لمشكلة أو رأي واحد في قضية علمية.
  • الطلاقة: تنوع الإنتاج العلمي أو الفني أو الأدبي أو التقني حتى يكون الفرد إزاء موضوع معين وغير ذلك، وتفصح مثل هذه القدرات عن نفسها في العملية الابتكارية بمراحلها المختلفة، التي تبدأ بالتفكير وتتعمق بالاختمار وتفصح عن نفسها في الإنتاج الجديد.

الإبتكارية كسمه سلوكية لها مظاهر متعددة تحدث عنها العلماء مثل :-

  1. المثابرة.
  2. بذل الجهد مع الآخرين.
  3. الاستقلالية في الفكر والعمل.
  4. طلاقة التفكير.
  5. الاستفادة من الخبرة.
  6. تحمل المسؤولية.
  7. المرونة في التفكير.

مستوى الطموح

هو المستوى الذي يرغب الفرد في بلوغه أو يشعر أنه قادر على بلوغه،وهو أحد السمات المهمة في شخصية الباحث العملي، حيث يسعى لتحقيق أهداف في الحياة، وهو يتطلب بذل الجهد والوقت والمال لتحقيق ذلك، الطموح سمه ثابتة نسبياً تفرق بين الأفراد في الوصول إلى مستوى معين يتفق مع التكوين النفسي للفرد وإطاره المرجعي، فيقصد به نسق القيم والمعتقدات والمثل التي توجه سلوكه في مجالات الدراسة والعمل والحياة.

ويرتكز مستوي الطموح على عدة مكونات وهي :-

  • النظرة للحياة.
  • الاتجاه نحو التفوق.
  • تحديد الأهداف المنشودة.
  • الميل للكفاح.
  • تحمل المسؤولية والاعتماد على الذات.
  • المثابرة.
  • الرضا بالوضع الحاضر والإيمان بالحظ.

تحقيق الذات

هو سمه سلوكية يتعين أن توجد في شخصية الباحث العلمي، وهو نزعه تدفعه إلى العمل، ونتيجة معنوية له تثري شخصيته وتعمق أبعادها وتوطد صلاتها بالمجمع، هذا وقد أسفر التحليل العاملي لتحقيق الذات عن صفات مثل :-

  • الجدة والنزعة الإنسانية.
  • الابتكارية.
  • التفرد.
  • الاتزان للانفعالي.
  • التركيز.
  • المثابرة.

وفي النهاية.. يمكن تصور أن شخصية الباحث العلمي لخا القدرة علي تحمل الغموض تدفع الباحث الي تقويم الوضع المشكل وما كتب عنه من دراسات (تفكير ناقد)، وهذا يؤدي به الي البحث عن حل جديد له (ابتكار) مدفوعاً بصفته في قدراته الذاتية وفي الظروف البيئية المواتية ( مستوي طموح) الذي غالباً ما تشكل دافعية علي الإنجاز الذي يساعد الفرد علي تحمل الغموض والنقد والابتكارية والإتيان بشيء جديد يضيف للبناء المتراكم للمعرفة ويسهم في حل مشكلات المجتمع وهو إضافه تنسب إلى الباحث في (تحقيق الذات).