Bertolt Brecht.. الشيوعي المختلف

Bertolt Brecht.. الشيوعي المختلف

Bertolt Brecht.. شيوعي كشف حقيقة الرأسماليين

بروتولت بريشت Bertolt Brecht هو أحد أعلام الفكر والفن ورائد المسرح الحديث بألمانيا، من مواليد العاشر من فبراير.

ولد بمدينة أجسبورج بباڤاريا عام ١٨٩٨، بعد توحيد بسمارك لألمانيا ب ٢٧ عام.

ومن ثم نشأ في مجتمع ألماني ذو تقدم سياسي واجتماعي واقتصادي لا نظير له، مما أثر على نتاجه الفني بالإيجاب.

ومع تحول الدولة من زراعية ضعيفة إلى أقوى دولة صناعية في غرب أوروبا، ساد الشعب نزعة عمياء للحرب.

تلك النزعة التي قادها المجتمع الرأسمالي، والتي أودت بألمانيا إلى الحرب العالمية الأولى.

مما أثر على توجه بريشت الرأسمالي، وجعله يتمرد على الرأسمالية ويتجه اتجاه شيوعي.

الشيوعي المختلف..

ليكون هو الشيوعي المختلف بينهم، من حيث الانتماء البرجوازي، فوالده مدير مصنع، وأمه تنتمي إلى درجة الفلاحين.

لكنه أيضا درس في مدارس الشعب العامة وفي عام ١٩١٧ درس الطب بجامعة مينيخ، لكن تم استدعائه لحماية وطنه وقت الحرب.

حيث التحق بالجيش وعمل ممرضا، وفيما يبدو أنه بغض الحرب بغضا شديدا، حيث أثرت فيه وفي أشعاره.

كما أن مناظر مستشفيات الحرب أثرت على أفكاره حيث عاد بعدها ليشارك المواطنين والآلام وقد أثر على أعماله كما ظهر في الأم شجاعة وقضية لوكولوس.

لكن ذلك أيضا أثر في توجهه حيث عارض تجديد الجهود الحربية لاستعادة أحلام الوطنية.

لكن الغريب فعلا أن تأييد Bertolt Brecht للشيوعية لم يكن صريحا أو واضحا، كما أنه لم يظهر في أي من مسرحياته.

حتى عام ١٩٣٠ كانت شيوعيته نسبية فوضوية، فقد رفض الخضوع لأي نظام يحد من حريته.

بعد ذلك التاريخ بدأت ألمانيا تستعيد جزء من قوتها التي فقدتها في الحرب وتدخل في استقرار نسبي كشف مساوئ الرأسمالية.

كما برزت قوة الحزب النازي، ومن ثم برزت النزعة الشيوعية الصريحة لبريشت، سواء في أفكاره عامة أو مسرحياته.

مثل مسرحية التدابير المتخذة ومسرحية الذي يقول نعم ومسرحية الأم.

وهذه الأخيرة خاصة كانت سببا في تغيير مسار حياته، حيث من خلالها أراد أن يتخذ موقف عدواني عنيف تجاه النازية من خلال الشيوعية.

مسرحية الأم..

ومسرحية الأم تلك نتج عنها أن تم منعها من العرض على الجمهور ومصادرة مؤلفاته وإجباره على ترك ألمانيا.

فالمسرحية تدور قصتها حول.. أم حادة الشخصية من طبقة العمال تدافع عن قضية الشيوعية.

وقد لعبت دور الأم هيلين ويجل بطلة كل مسرحياته التي تزوجها بريشت وكتب لها هذا الدور خصيصا.

Bertolt Brecht.. خارج حدود ألمانيا

بعد إجبار بريشت (Bertolt Brecht) على ترك ألمانيا كان المتوقع من قبل الجميع أن يتجه إلى روسيا.

لكنه لم يفعل ذلك، بل زارها مرة واحدة فقط، برر حينها رفضه للعيش فيها “لا أستطيع أن أوفر لنفسي السكر الكافي للشاي والقهوة”.

لكن خلال هذه الأثناء ظل يتردد ما بين النمسا وفرنسا وسويسرا، حتى استقر في الدانمارك.

ولم يتركها إلا مرات قليلة بين الفينه والأخرى لزيارة باريس ونيويورك للإشراف على إخراج مسرحياته.

لكن خلال تواجده بالدانمارك لم يقطع علاقته بالشيوعية بل ظل نشاطه الشيوعي ملحوظا.

وفي عام ١٩٤٠ ترك بريشت الدانمارك واتجه نحو فنلندا ليتركها هي الأخرى ويتجه نحو الولايات المتحدة.

وخلال هذه التنقلات كتب العديد من المسرحيات، لكن أيا منها لم تدعم الحرب أو تدعو لها.

وقد جاءت تلك المسرحيات كالتالي: الخوف والبؤس في الرايخ الثالث، الرءوس المدببة، الرءوس المستديرة.

وهذه الأخيرة هاجمت كل من النازية والشيوعية في آن واحد، لكن ظلت مسرحياته في هذه الفترة إنسانية أكثر منها سياسية.

حيث ظهرت فيهم الجوهر الإنساني ذو العدالة الداعية للفهم والإقناع.

وفي عام ١٩٤٨ ترك الولايات المتحدة وتغيرت نظرته للمسرح، حيث عني بالفن والفلسفة الثورية.

وهو ما ظهر في مؤلفه الأورجانون الصغير في فنون المسرح.

الذي نما اتجاه فلسفي تمثل في الاستسلام شبه الصوفي في أشعار ريلكه.

بعد الولايات المتحدة اتجه نحو ألمانيا الشرقية واستقر بها حتى نهايته.

لكنه عانى بها صدام مرير عندما سحبت مسرحيته دعوى لوكولوس من عرضها الأول.

ومن ثم اقتنع في الفترة الأخيرة من حياته أن الشيوعية أوحت له بالملابسات، وأنه لم يقتنع بها في التجربة والواقع.

لكن مع عام ١٩٤٩ أقيم مسرح الأنساميل الذي أخرج به بريشت مسرحياته وما أخذه من المسرح الكلاسيكي.

ذلك المسرح الذي كان سببا في موافقة ألمانيا الشرقية على أن يسمع صوته في العالم.

وفاة Bertolt Brecht

وفي الرابع عشر من أغسطس عام ١٩٥٦ توفي بريشت، بعد أن قامت أفكاره على مقاومة الاستسلام.