Charles Dickens.. روائي العصر الڤيكتوري والحديث

Charles Dickens.. روائي العصر الڤيكتوري والحديث

Charles Dickens هو روائي إنجليزي، من أعظم روائيين العصر الفيكتوري وأشهرهم على الإطلاق.

وإلى الآن لا يزال Charles Dickens أحد عمالقة الأدب البريطاني، حيث أن كتبه تعتبر كلاسيكيات الأدب، فهو مؤسس المذهب الواقعي النقدي.

وقد تميز أسلوبه النقدي بالقدرة الهائلة على سرد ووصف وتصوير الأحداث والوقائع والشخصيات.

وقد كان ماهرًا في خلق الشخصيات الهزلية، وشخصيات الأطفال التي عانت صعوبات شديدة، فضلًا عن تصوير شخصيات العصر الفيكتوري وحياتهم.

ميلاد..

وتمر اليوم الذكرى ال ٢١٠ على وفاة ذلك الأب الروحي والملهم لكل أدباء انجلترا والعالم.

ففي العصر الفيكتوري وبالتحديد في السابع من فبراير لعام ١٨١٢ ولد الأديب والروائي الڤيكتوري تشارلز ديكنز في بروتسي.

لم تكن حياة ديكنز وردية فقد ولد لأب مسرف، وكثير الإنفاق، مما جعله ينشأ في بيت غير ميسور ماليًا.

وهو ما دفع ديكنز للبحث عن عمل منذ صغره، ليشغل العديد من الوظائف كعاملًا أجيرًا في مصنع الأسود وموظفًا ومخبرًا صحفيًا ومراسلًا سياسيًا.

لكن من الواضح أن فترة عمل Charles Dickens في مصنع الأسود كانت هي الأسوأ له خلال حياته بأكملها، فكثيرا ما جسدها في رواياته.

التي عبرت عن فترة سوداء كئيبة من الممكن أن يعيشها أي طفل في مثل سنه، كما أنها أثرت تأثيرًا عميقًا عليه.

درجة أنه لم يخبر أحدًا أبدًا عن تلك الفترة من حياته، حتى زوجته أو أي من أصدقائه.

طفولة ورواد..

وفي العموم تأثر ديكنز بعدد من رواد الرواية الإنجليزية، وكتاباتهم، ورسم شخصياتهم الروائية، مثل دانيال ديڤو وهنري فيلدينغ وريتشاردسون.

بالإضافة إلى الكتابات الكلاسيكية الأدبية الأخرى مثل ألف ليلة وليلة وكتابات شكسبير.

لكن ما ساعده على الإبداع حقًا هو عمله الصحفي.

الذي جعل له أسلوبا خاصا مميزا، وساعده في إخراج نوعا سرديا أدبيا جديدا هو المذهب الواقعي النقدي.

لكن فيما بعد بدأ Charles Dickens في الابتعاد عن الحياة الصحفية ليصبح كاتبا حرا مستقلا.

ويبدأ في كتابة رسومات الحياة في لندن عام ١٨٣٣.

ليظهر ذلك الرسم الذي كتبه بعنوان عشاء في بوبلار ووك، لكنه نشر دون خط جانبي، لكن فيما بعد بدأ النشر باسم Boz.

وتوالت تلك المقالات في الظهور وحظيت على شعبية كبيرة، مما نتج عنها أن جمعها في كتاب واحد.

ميلاد العمل الأول..

وعندما بلغ الرابعة والعشرين من عمره ظهرت أولى أعماله والتي جاءت تحت عنوان مذكرات بكوك وقد حققت نجاحا ساحقا.

بعد ذلك تزوج Charles Dickens من كاثرين هوغارث ابنة محرري إحدى الصحف التي عمل بها، ليبتعد عن الصحافة تماما ويبدأ حياته كمؤلف رب أسرة.

ومع تلك النجاحات البسيطة المتوالية استطاع تشارلز ديكنز أخيرا أن يصنع شهرته المرجوة، لتتوالى أعماله واحدة تلو الأخرى في نجاح لا نظير له.

هذه الأعمال تجسد أبرزها في رواية أوليڤر تويست والتي جسدت حياة الأطفال والمشردين في أوروبا قبل الثورة الصناعية.

كذلك عمله الروائي العبقري “ديفيد كوبرفيلد”..

الذي من خلاله وصفه كارل ماركس على أنه أكثر كاتب انجليزي قادرا على كشف التفاوت الطبقي.

بعد ذلك وبحلول خمسينيات القرن التاسع عشر بدأ تشارلز ديكنز في التفرغ للقراءة أكثر، ومن فترة لأخرى يعاود الكتابة خوفا من الفقر.

مشاكل ووفاه..

رغم أنه أصبح من أشهر واغنى الكتاب فقد سافر العديد من الأماكن واشترى أشهر القصور، لكن قصته لم تكتمل وردية تماما.

فرغم كل ذلك عانى العديد من المشاكل مع زوجته وأطفاله العشرة، وفي عام ١٨٥٨ ترك زوجته وابتعد عن أبنائه.

ليظل ذلك الحال حتى عام ١٨٧٠، حيث أصيب بسكتة دماغية أودت بحياته، وأفقدتنا أديب روحي عظيم.

ليتم دفنه إلى جانب الشخصيات العظمى بانجلترا.