حملة فريزر.. يوم أن أحبط أهالي رشيد أحلام الانجليز في احتلال مصر

حملة فريزر.. يوم أن أحبط أهالي رشيد أحلام الانجليز في احتلال مصر

حدثت الكثير من المعارك على أرض مصر بين شعبها والغزاة الطامعين في خيراتها وأراضيها على مدار التاريخ، ومن ضمن هذه المعارك والحملات حملة فريزر التي وقعت في شهر مارس من العام السابع بالقرن التاسع عشر، فهل تعرف أي كيف انتهت هذه الحملة العسكرية؟

معركة رشيد

كان الانجليز قد عاونوا السلطان العثماني للتخلص من الحملة الفرنسية واجلائها عن مصر، ومنذ خروج الفرنسيون عام 1801، والإنجليز ينتظرون الفرصة لاحتلال مصر، فلم تكن مساعدتهم للسلطان العثماني بدافع الدفاع عن الحق والمثل العليا.

ظل الانجليز يدبرون المؤامرات ويصنعون الدسائس ويتحينون الفرصة لمدة 6 سنوات، من خلال عميلهم محمد بك الألفي أحد زعماء المماليك، فكانوا يغدقون عليه الهدايا والأموال ويعدونه بتسليم السلطة للماليك. وكان هو من جانبه يصنع المشاكل ويضع العراقيل.

عانت مصر من الاضطرابات الشديدة، فكان الوالي العثماني لا يحرص على شئون البلاد ويفرض الكثير من الضرائب، ولم يكن يعطي الجنود الألبان رواتبهم في الجيش، فتم عزل هذا الوالي عن الحكم وجاء بعده والي أخر لم يستمر سوى بضعة أيام وعزل هو الأخر، وحكم المماليك بعد ذلك مدة قليلة بمساعدة محمد علي الذي سرعان من انقلب عليهم وعزلهم عن المشهد بعدما رأى عدم رضى الشعب عنهم وتولى هو حكم البلاد، فأخذ المماليك يقاتلون سعيًا للوصول إلى السلطة، ومحمد علي يعمل على الحفاظ على سلطته بكل قوة. ساعدت كل هذه الأجواء الانجليز على التعجيل بمجيء حملة فريزر.

رأى الإنجليز ان الوقت قد حان في مارس 1807، فأرسلت حملة عسكرية بقيادة الجنرال فريزر بعد الاتفاق مع الألفي، وتمكنت الحملة من السيطرة على الإسكندرية، ولكنها لم تتمكن من السيطرة على رشيد، حيث تصدى لها الأهالي، وهنا أرسل فريزر إلى الألفي لطلب المساعدة، ولكن لم تكن هناك استجابة، فقد مات الألفي وتفرقت قواته.

قرر فريزر انهاء القتال والتحصن في الإسكندرية، وأرسل إلى محمد علي باشا يطلب الصلح مقابل الرحيل عن الإسكندرية، وكان محمد علي قد سار بجيشه في هذه الأثناء من معسكره في إمبابه ووصل إلى الرحمانية، ومنها إلى دمنهور في 12 أغسطس 1807، وهناك قابل الجنرال شربروك الذي فوضه فريز لعقد الصلح بين الطرفين المصري والبريطاني.

عقد الطرفان بعد التشاور والمفاوضات معاهدة دمنهور في ١٤ سبتمبر عام ١٨٠٧، والتي نصت على جلاء القوات البريطانية عن الإسكندرية، وبذلك اتجهت السفن البريطانية بما تبقى من جنود الحملة إلى صقلية، وصدر فرمان سلطاني بضم الإسكندرية إلى محمد علي، بعد أن كانت تابعة للسلطان العثماني وحاكمها يعين من قبله.