يعدُّ كهف شاندونغ بفيتنام هو أكبر كهف في العالم؛ إذ يبلغ طوله 5.5 ميلٍ ويضم بداخله غابةً ونهرًا، كما يمكنه استيعاب مدينة مكوَّنة من 40 ناطحة سحاب بين جدرانه حيث يُعتقد أن عمر هذا الكهف يمتد بين 2 إلى 5 ملايين سنة، وقد تَكوَّن بفعل عوامل الطبيعة، فقد أدت مياة النهر إلى تآكل الحجر الجيري أسفل الجبل، مما أدَّى إلى انهيار السقف وتكوين فتحات ضخمة في السقف. كما يُعتبر النظام البيئي داخل الكهف فريدًا حيث يمكننا القول بأن لديه نظام طقس محلي خاص به، لتواجد به مجموعة من الكائنات العضوية المجهرية التي تزدهر وتضيء في الظلام.
غرائب شاندونغ
فمن الغريب أن الكهف قبل ست سنوات من الآن، لم يكن أحد يعلم عنه شيئًا! فقد تم العثور على شاندونغ لأولِ مرة عام 1991 م عن طريق مُزارع فيتنامي يُدعى«هو هان»، وذلك خلال بحثه عن مأوى يحتمي به من عاصفةٍ مارة في الغابة. فلسوء الحظ، فَقَدَ «هو هان» طريقه أثناء العودة، وظل موقع الكهف مفقودًا لمدة 18 عامًا. فقد حصد هذا الكهف لقب “الكهف الأكبر على كوكب الأرض” بعدما تنافس قبله كلٌّ من كهف الماموث بولاية كنتاكي الأمريكية ليحصل على لقب “الكهف الأطول“؛ إذ يحتوي على ممرات تمتد لمسافة 400 ميلٍ، و“كهف كروبيرا” بدولة جورجيا، والذي كان “الكهف الأعمق” في العالم من قبل.
مغامرة المستكشفين
فمستكشفي الكهوف البريطانيين هم من قاموا باكتشافه عام 2009 ، وكان السبب وراء عدم تمكُّن الرجل الذي اكتشف الكهف من دخوله هو أن المدخل كان شديد الانحدار، وبالفعل يضطر السائحون للهبوط 80 مترًا كي يدخلوه فقد قام بعض الأشخاص المحظوظين الذين تمكنوا من دخوله، ومنهم المُصور الفوتوغرافي “جون سبايس″ بالتقاط مجموعة مذهلة من الصور من داخل الكهف.. كما قام الزوار في أول ليلة لهم داخل الكهف بالجلوس في ما يُطلق عليه “يد الكلب” تلك الرواسب كَلسية متجانسة تشبه مخلب الكلب.
مدينة للجميع
فمنذ قرون عديدة، انهار سقف الكهف وهو ما سمح بنمو غابة ضخمة خضراء، ثم أخذت القرود والثعالب الطائرة (وهي نوع من الخفافيش) تعيش فيها في مكان يُعرف (بـجنة إدام)، فكهف شاندونغ يُعد موطنًا للآلئ الكهوف النادرة التي تتكون على مدى مئات السنين من قطرات الماء المتساقطة، وعندما تجف تُخلف وراءها طبقات من البلورات المتكلسة فوق حبات الرمال.
ما يميز شاندونغ
يمتد كهف شاندونغ لمسافة أكثر من خمسة كيلومترات (ثلاثة أميال)، ويبلغ ارتفاعه 200 مترٍ (650 قدم). يفما يميزة إنه يحتوي على تجاويف هائلة الحجم تتسع الواحدة منها إلى 747 طائرة، أو ما يعادل حيًّا كاملًا من المباني ذات الأربعين طابقًا في مدينة نيويورك، مما دفع المُسْتكشفون لإطلاق اسم كهف بلا حدود على هذا الكهف.
ففي عام 2013، تم افتتاح الكهف للجمهور لأول مرة. حيثُ قامت شركة أوكساليس لرحلات المغامرة بتنظيمِ رحلاتٍ استكشافية حصرية لمدة خمسة أيام داخل الكهف. تبلغ تكلفة الرحلة 3000 دولار للفرد، كما تتطلب الرحلة جهدًا بدنيًّا كبيرًا حيثُ إنها لا تصلح لأصحاب القلوب الضعيفة.