كيف رأى دكتور يوسف زيدان العلاقة بين التدين والعنف؟

كيف رأى دكتور يوسف زيدان العلاقة بين التدين والعنف؟

اللاهوت العربي وأصول العنف الديني، هو التجربة الأولى لي مع دكتور يوسف زيدان، وإن لم تكن الأخيرة.

فقد استطاع بالفعل أن يأسرني بأسلوبه الفلسفي البسيط، الذي نستدل عليه منذ البدء في المقدمة والفصول الأولى، والتي تعمد فيها أن يشرح معنى كلمة اللاهوت ودلالتها.

ولم يترك القاريء في يبحث عن المعاني أو المصطلحات، مثل غيره من الكتاب.

لذلك فقد يتخطى البعض المقدمة، أو يهملها، لكن لا أعتقد أنه سيتمكن من استيعاب ما ورد بالسبعة فصول دون قراءة المقدمة.

وذلك لأنها توضح معاني كثيرة قد يساء فهمها حول ما قصده يوسف زيدان

تعليقا على ما قاله دكتور يوسف زيدان..

جذب انتباهي كلمة، “هذا الكتاب لم يوضع للكاتب الكسول”، الذي وضعها في بداية الكتاب، وهو ما أخذته عليه في البداية.

لكن بعد قراءة المقدمة، والفصل الأول استوعبت قصده من تلك العبارة، فالكتاب بالفعل يختلف كثيرا عن غيره من كتب الأديان.

حول اللاهوت العربي وأصول العنف الديني..

فهو كتاب فكر ديني، يتكون من ٧ فصول، ناقش من خلالهم، عدد من الأفكار التي تدور في عقول العديد من اليهود والمسيحيين والمسلمين.

والعلاقة الجدلية بين الأديان وبعضها البعض من ناحية، وبين السياسة والعنف والحياة من ناحية أخرى.

من خلال عرض مراحل تطور الأفكار اللاهوتية في كل من العقيدة المسيحية والإسلامية، بهدف فهم المراحل التاريخية التقليدية، لكل من التاريخ الإسلامي والمسيحي واليهودي.

باعتبار أن وحدة وترابط جغرافيتهم جعلتهم تاريخا واحدا، وتقديم فهم أشمل لارتباط الدين بالسياسة.

وذلك من خلال الإجابة على سؤالين..
الأول، كيف ساعد التراث الديني الشامي في توجيه تطور اللاهوت؟
والثاني، كيف أدت الخلافات الدينية إلى ظهور العنف بين الجماهير الدينية؟

أي وضح ماهية العلاقة بين التدين والعنف، كذلك يعرض طرق تفكير العقل العربي وكيفية تعامله مع واقعه، وكيفية تعامله مع السياسة والفتاوى.

ورغم ما وضعه من حجج وأدلة، فقد انتقد أيضا البعض أسلوبه في الفصل الأخير، واعتباره فصل إنشائي، لا يقدم أو يؤخر.

إلا أنني لم أرى ذلك أبدا، بل بالعكس فذلك ما أعجبني، حيث رأيته فلسفي ومنطقي في سياقه أكثر منه إنشائي.

فأرى أنه قدم كل فصل باعتباره قضية أو مقدمة، لينتهي منهم في الفصل الأخير إلى نتيجة حتمية.

ما يؤخذ عليه هو

تركه بعض النقاط دون توضيح أو دون وضع إجابة لها، وكأنه تعمد أن يوضح لنا معنى كلمته..

“هو في نهاية الأمر كتاب، قد لا يقدم ولا يؤخر”.

والتي قد يراها البعض تعمدا منه لكي يحثهم على البحث والتطلع نحو ما حيرهم.

يوسف زيدان

هل حرف أنيس منصور كتابات مايكل هارت؟!