نسمة أبو النصر في حوار خاص للمحايد: بدايتي جاءت في الصف الرابع على يد معلمتي
نسمة أبو النصر، ها هي أيام قليلة ونحتفل معا بالعرس الثقافي السنوي معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والخمسين في آخر يناير الجاري وفي هذا العام تأتي الكاتبة الشابة نسمة أبو النصر على رأس المواهب الجديدة التي يبرزها المعرض ولذا كان لنا معها هذا الحوار.
بدايات نسمة أبو النصر
أولا من هي نسمة أبو النصر؟
الفقيرة إلى الله نسمة أبو النصر كاتبة يعرفها القليلون حاصلة على ليسانس الألسن قسم اللغة الأسبانية جامعة عين شمس ولكني لا أعمل، لا ترجو سوى رضا المولى عز وجل، وأن تترك أثرًا طيبًا في هذه الحياة العابرة.
متي وكيف اكتشفت موهبة الكتابة لديك؟
انطلقت الشرارة الأولى حينما كنت في الصف الرابع الابتدائي؛ حيث اختارتني معلمة اللغة العربية ضمن فريق إلقاء الشعر من أجل الإعداد لإحدى المسابقات. حفظت قصيدة “هذي حكايتنا معًا” للشاعر فاروق جويدة وأتقنت من خلالها فن الإلقاء آنذاك، ومن هنا بدأ عبير الكلمات يفوح بداخلي حتى استنشقت عطره في المرحلة الإعدادية.
وخاصةً حينما كنت أكتب موضوع التعبير في امتحان آخر العام بالصف الثالث الاعدادي؛ حيث وجدت المراقب الذي لا يعرفني يقف منجذبًا إلى ما أكتب حتى وجدته يقول لي فجأةً بشكل تعجبني “هي الأستاذة صحفية!”.
وجات البداية مع كتابة الخواطر الموزونة التي ظننتها شعرًا، ومن ثَمّ شاركت في العديد من المسابقات في المرحلة الثانوية وفي الجامعة، وكان اسمي دائمًا ضمن أفضل خمسة في مجال كتابة الشعر والقصة القصيرة؛ حتى تمكنت بفضل الله من كتابة أولى رواياتي في المرحلة الجامعية والتي تم نشرها عام ٢٠١٧م.
هل الكتابة كانت بالنسبة لك عمل أساسي أم مجرد هواية؟
الكتابة ليست وظيفة بالنسبة لي، وإن كنت عملت في إحدى الفترات في مجال كتابة المقالات البحثية في بعض المواقع الخليجية، ولكن الكتابة الإبداعية ما هي إلا هواية تمنيت أن أطورها، وأن تكون كلماتي من خلالها ذات صدى رنان يترك أثرًا إيجابيا في النفوس.
صعوبات واجهت نسمة أبو النصر
ما هي الصعوبات التي تواجهك عادة أثناء كتابة أي رواية؟
الصعوبة الكبرى هي نقطة البداية؛ فالبدايات ليست بالسهلة؛ فعليك أن تتماسك وتنتبه وأنت تختار أول الدرج الذي ستضع قدمك فوقه، وعليك أن تستمر، لأن الاستمرار أيضًا يُعتبر صعوبة أخرى، وإن لم نستمر؛ فحتمًا سنقتل الإبداع في مهده، وستذبل زهورنا العطرة بداخلنا حتى تموت عطشًا دون أن تجد من يرويها.
قمت بالنشر ورقيًا وإلكترونيًا أيهما أسهل وما هي مميزات وعيوب كل منهما؟
لم أنشر الكترونيًا بالمعنى المعروف؛ حيث تم ذلك من خلال صفحتي المتواضعة على “الفيس بوك” وبعض المجموعات الأدبية، أما النشر الورقي فكان له النصيب الأكبر من أهم أعمالي؛ حيث نشرت رواياتي الأربعة ورقيًا.
هناك صعوبات كثيرة تواجه الكاتب، أولها الصعوبات المادية التي قد تعوق النشر؛ حيث أن عملية النشر في الوقت الحالي ما هي إلا تجارة تديرها الأغلبية العظمى من دور النشر، والتحدي العظيم هو كيفية الانتشار بعد النشر.
هل ستنجح ككاتب؟ وهل ستجد من يقرأ كلماتك؟ وهل ستستطيع الوقوف على أرض صلبة أم ستزل قدماك حتى تختفي من هذا العالم؟.
وإلى الآن أعتبر نفسي في مرحلة المحاولة؛ فأثبت مرةً وأتمايل مرات ومرات حتى أوشك على السقوط؛ فأجد حينها بعض الأيادي التي تمتد لتُسعفني قبل الانهيار.
أي أنواع الأدب تفضلين في القراءة ومن هم الكتاب المفضلين؟
دخلت الأدب من باب الشعر أولًا؛ فكان هو النافذة الأولى التي أشرق منها نور الكلمات، وفي هذا المجال أحببت أسلوب الشاعر فاروق جويدة بشدة، وتعمقت فيما بعد في مجال الرواية وقرأت العديد منها لمختلف الكتاب المبدعين أمثال نجيب محفوظ والكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي.
ولكن ما أسرني بحق هو ذلك الكاتب الذي كتب عن الإنسان وللإنسان؛ فأبدع في إخراج صورة حية لحياتنا الإنسانية بأبسط وأبدع الكلمات من خلال مقالاته الذاتية والفكرية والأدبية، وهو الكاتب الكبير عبدالوهاب مطاوع رحمه الله.
ماهي الصعوبات التي واجهتك في نشر رواياتك؟
في البداية يكون الأمر في غاية الصعوبة؛ فأنت تقف وسط أحلامك فقط، ولا تعرف كيف ستبدأ، ولكن الله يفتح لك أبوابًا من حيث لا تدري، وقد كان ذلك من خلال عالم “الفيس بوك”؛ حيث بدأت في الاشتراك ببعض المسابقات، ومن ثَمّ الفوز بمراكز متقدمة حتى تيسير التعرف على دار لوتس للنشر الحر التي وضعها الله في طريقي؛ لتنثر كلماتي فوق أوراق مطبوعة، وهو ما كنت أحلم به.
حدثينا عن رواياتك وخصوصًا المشاركة في معرض الكتاب القادم؟
وفقني الله تعالى لكتابة أربع روايات، كانت الأولى بعنوان “دماء على ثوب أبيض”، والثانية بعنوان “ضجيج البحر”، والثالثة “دموع الشتاء”، أما الرابعة فهي رواية تاريخية عن حرب أكتوبر بعنوان “لهيب العاصفة” والتي صدرت عام ٢٠٢١م وهي آخر أعمالي، وكل رواياتي مع بعض الكتب المشتركة ستكون موجودة في معرض الكتاب القادم بإذن الله تعالى.
لحظات الفشل في حياة نسمة أبو النصر
حدثينا عن لحظات الفشل في حياتك وكيفية تخطيها
لحظات الفشل الحقيقية هي تلك التي يتوقف فيها الحلم عن النبض، وربما هذا ما أواجهه في هذه المرحلة، أما في البدايات؛ فقد حلمت وصدَّقت حلمي حتى أثمرت بذوره بفضل الله، أما الآن أجدني واقفة في المنتصف كلما انجذبت إلى الخلف؛ رأيت طيف نورٍ يدفعني إلى الاستمرار، وهكذا نتأرجح ما بين الاستمرار والتوقف.
كيف من خلال خبرتك للكاتب أن يطور من كتاباته؟
من الضروري أن يعلم الكاتب أن التطوير يبدأ من الاستمرار وكثرة المحاولات، وعليه أن يعلم أن القراءة هي أول طريق الكتابة، ومن الضروري أن يتطور لغويًا من خلال التعلم الذاتي لقواعد اللغة بقدر الإمكان حتى لا يقع في فخ الركاكة والأخطاء الكثيرة.
نصيحة منك لمن يريد الدخول في هذا المجال؟
أهم ما يمكن أن أقوله إلى كل من يجد في نفسه ثمرة جيدة للكتابة هو “عليك بالسعي والاستمرار وعدم اليأس، والأهم من ذلك هو ابتغاء مرضاة الله؛ فالكلمة إما أن تشرق أو تحرق”.