إن جي سي..سديم الغازات و الغُبار

الفضاء مليئ بالأسرار و كل يوم  يظهر ما بداخلة من جديد لعلماء الفلك ، لذلك يتم اعتماد أسماء الزهور أو الحشرات لتسمية السدم و المجموعات المشعة في سماء كوكب الأرض ليلاً لتكون أكثر وضوحًا لهم فقد تم اكتشاف مايعرف بسديم الفراشة  والذي يُعرف بألوانة الجذابة ومنظرة الخلاب الذي يملأ الفضاء ، لتكون مصدر تساؤل لسنوات طويلة لعلماء الفلك ، حيث تبهرهم بألوانها وأشكالها  فمع درجة حرارة تصل إلي 250,000 سليسيوس تقريباً، يصبح هذا النجم الميت و المركزي في هذا السديم الكوكبي حارًا بشكل استثنائي، و مشعًا جدًا  ليكون مصدرًا للأشعة الفوق البنفسجية ولكن كيف ؟؟

صفات السديم

سديم الفراشة أو كما يُطلق عليه ( إن جي سي ) في الفلك فهو يُعد سديم ثنائي الفرعين يوجد في كوكبة العقرب وهو جزء من مجرتنا درب التبانة ، حيث يتكون من كتل هائلة من الغازات والغبار ، بعضها تكون نتيجة انفجار نجم في نهاية عمره مثل المستعر أو  الطارق الأعظم ، وبعضها الأخر يكون نقطة بداية لتكون نجوم جديدة  يُطلق عليها اسم حاضنات النجوم .

فالسديم يتكون  بشكل أساسي من غازي الهيدروجين والهيليوم  لتنتشر بالفضاء بسرعة كبيرة وبمساحات شاسعة ولكن تُحد الجاذبية من سرعة هذه الغازات فتبدأ بتكوين كتل كبيرة من الغازات والغبار وكلما  ازدادت حجمُا  تصبح جاذبيتها أقوى وينتشر معظم السدم في الفضاء الخارجي وتظهر بأشكال غير منتظمة ولكن ألوانها تكون باهرة  وأشكالها جذابة للغاية .

اكتشافات العلماء

فقد تمكن علماء الفلك من استخدام الصور التفصيلية للغاية لاكتساب فهم أعمق لكيفية تشكيل تلك السديم ولماذا يمتلك هذان السديمان أشكالًا غريبة حيث تبين أن السديم يظهر انبعاثًا في عدد كبير جدًا من الأطوال الموجية المختلفة ، كل منها يُسلط الضوء ليس فقط على عنصر كيميائي معين في السديم، ولكن أيضًا على التغييرات الهامة المستمرة في هيكلة حيث أن كلا السديمين من بين السدم الكوكبية الأكثر غبارًا المعروفة كلاهما يحتوي أيضًا على كتل كبيرة من الغاز بشكل غير معتاد، لأنه تم تشكيلهما حديثًا .

كما تبين أن معظم تلك النجوم تعيش حياة هادئة للملايين إلى مليارات السنين، ولكن في نهاية حياتهم يتحولون إلى دوامات غير طبيعية وتنفث الغاز منها وبالرغم من تلك الاكتشافات مازال علماء الفلك يدرسون تلك السديم ليتوصلوا إلي ماهو جديد لمعرفة كافة أسرارة ومايدور به.