أسرع سلاح للتخلص من الألم والتوتر .. الضحك

أسرع سلاح للتخلص من الألم والتوتر .. الضحك

 

 

تقرير:هالة حنفي ابوالريش

 

الضحك:

 

يُعرَف الضحك بأنّه سلوك يتميز به البشر للتعبير عن مشاعر المرح والتسلية لديهم، ووسيلة تواصل عالمية يمارسها الإنسان على اختلاف أصله وثقافته ولغته للتواصل وتعزيز الروابط وبناء العلاقات مع الآخرين، ويمتاز الضحك بأنّه سلوك فطري؛ إذ يُشاهد لدى الأطفال حديثي الولادة ولدى الأطفال الصّم والمكفوفين دون أي يسبق لهم سماع صوت الضحك أو رؤيته. كما يمتلك العديد من الفوائد لـصحة الإنسان، وقد وصفه أحد الفلاسفة بأنّه الدواء الأقل تكلفة والأكثر فاعلية على مرّ السنين.

 

معلومات عن الضحك

 

يعد الضحك واحد من السلوكيّات الإنسانيّة اليوميّة التي يقوم عقل الإنسان بتنظيمها، هو واحد من العادات المُعدية، التي يُمكن لمجموعة من الأشخاص أن يضحكوا لمجرد رؤيتهم لفرد يضحك من حولهم، يُساهم الضحك وبشكل كبير في بيّان نيّة الفرد تجاه غيره من الناس، بالإضافة إلى دوره الكبير في زيادة انخراط الفرد في المُجتمع المُحيط فيه، ويُعتبر إحدى أهم أساليب التواصل بين أفراد المُجتمع منذ مئات السنين، ومن الظواهر التي تُرافق الفرد أثناء الضحك: الإحساس بألم في العضلات، أو نزول الدموع من العينين، أو زيادة معدل سرعة التنفس، أيضا تحريك عدد كبير من عضلات الجسم.

 

حيث اثبتت الدراسات أن عدد مرات ضحك الطفل الصغير الصحي (400) مرة يومياً. بينما لا تتجاوز عدد مرات ضحك الإنسان البالغ أكثر من (15) مرة يومياً. العمر الذي يبدأ به الطفل الرضيع بالضحك هو بعد سبعة عشر يوماً من يوم مولده، عند الضحك، فإن عدد العضلات التي تتحرك في جسم الإنسان هي: سبعة عشر عضلة في الوجه، وثمانون عضلة من مُختلف أجزاء الجسم.

 

أنواع الضحك

يُصنّف الضحك إلى العديد من الأنواع، وهي تشتمل على ما يأتي:

الضحك الساخر؛ هو أحد الأنواع الموجودة منذ مدة طويلة، وهو سلوك غير مُهذّب يُستخدم للاستهزاء بالآخرين والتقليل من شأنهم.

الضحك المعلّب؛ هو أحد الأنواع الحقيقية، إلّا أنّه يؤخذ من أحد المواقف ويوضع في موقف آخر. ومن أمثلته: إظهار أصوات من الضحك عند عرض المشاهد الفكاهية.

ضحكة الحمامة؛ إذ إنّها الضحكة المراد حبسها وعدم خروج صوتها، وفيها يحاول الشخص إغلاق الفم وإطباق شفتيه؛ مما يؤدي إلى خروج صوت طنين شبيه بصوت الحمام عند تنفيذ هذا النوع.

ضحكة الأنف؛ التي يخرج صوتها من منطقة الأنف، وقد يظهر مشابهًا للشخير في بعض الأحيان. الضحكة المخففة للجهد؛ إذ تظهر في شكل انفجارات من الضحك المستمر، حيث الشخص يُنفذّها بهدف التخلص من الجهد والتوتر الناتجَين من أداء عمل ما.

الضحكة الصامتة؛ تظهر هذه الضحكة في شكل ابتسامة عريضة مع الحفاظ على الشفتين مغلقتين، وتساعد هذه الضحكة في تنظيم إجراء عملية التنفس -خاصة عملية التنفس بعمق-. ضحكة البطن؛ التي تحدث عند حدوث التعرض لموقف مضحك، وهي أكثر الأنواع صدقًا؛ إذ إنّها تدفع بعض الأشخاص لإمساك بطونهم والتقاط أنفاسهم عند حدوثها.

الضحكة العصبية؛ إذ تهدف إلى التقليل من حدة التوتر في موقف ما، فيُخرجها الشخص بشكل لاواعٍ عند شعوره بـالقلق أو التوتر، لكن يزيد الضحك العصبي من إحراج الموقف.

الضحكة المعدية؛ التي تحدث عند تذكّر موقف مضحك سابق. ضحكة المجاملة؛ إذ يلجأ الشخص إلى هذا النوع للتواصل مع الآخرين والتقرب منهم حتى لو لم يكن الموقف يستدعي الضحك.

 

طرق تطوير حسّ الفكاهة

يتعلّم الشخص أساليب الفكاهة ويرفع من حسّها من خلال اتباع العديد من النصائح البسيطة التي تساهم كذلك في إكسابه قدرة على التفاعل مع الأشخاص الآخرين من خلال حصوله على مهارة تجعله ينشر البهجة والابتسامة بين الناس، ولعلّ من أهم هذه الطرق ما يلي ذكره:

إحاطة النفس بالعناصر الفكاهية؛ كوضع الصور والرسوم المضحكة في المنزل أو المكتب، أو جعل المجلات والفيديوهات الكوميدية في متناول اليد، أو البحث عن مواقع خاصة بالنكات على شبكة الإنترنت، أو الذهاب إلى نادٍ للكوميديا وغيرها،ايضا الضحك على المواقف الخاصة بالشخص؛ فهي تقلّل الضغط العصبي، وتحافظ على صحة الجسم، وممارسة الضحك في مجموعة؛ فقد يصبح في هذه الحالة مدفوعًا في البداية، لكنه يُصبح عفويًا في ما بعد، وقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء الفكاهيين؛ الذين يدفعون الشخص للضحك ويَعُدّونه من ضمن عاداتهم، ثم مشاركة النكات أو القصص المضحكة الخاصة مع الأشخاص المحيطين، الإطلاع على كتب النكات في متاجر الكتب أو في المكتبات؛ لإضافة العديد من النكات والقصص الفكاهية إلى قائمة الشخص الذاتية لمشاركتها مع الأصدقاء،كما يجب تجنب الضحك على حساب الآخرين، والابتعاد عن الضحك استهزاءً بالآخرين؛ إذ يُعدّ هذا الشكل من الفكاهة سيئًا وغير ملائم لمشاركته مع أشخاص آخرين .

فوائد الضحك

الاسترخاء الجسدي والعاطفي: من فوائد الضحك للإنسان والتأثيرات الإيجابية الواضحة على الجسم بعد الضحك الشعور بالاسترخاء الجسدي والعاطفي معاً، علما بأنه بعد الضحك تبقى العضلات مسترخية لمدة 45 دقيقة تقريباً.

 

التخلص من المشاعر السلبية: يساعد الضحك في التخلص من بعض المشاعر السلبية، كالغضب، والشعور بالذنب، والتوتر. كما يجعلنا أكثر قدرة على التعامل مع المشكلات.

 

يمد الجسم بالطاقة: أيضاً أنه أسرع سلاح للتخلص من الألم والتوتر، فهو يعزز الأمل ويجعلنا نتواصل مع الآخرين بمنتهى السهولة ويزيد التركيز.

 

السعرات الحرارية: أكدت دراسات أن الضحك يساعد في زيادة حرق السعرات الحرارية، فالضحك بعمق خمس مرات يومياً يؤدي إلى حرق عدد من السعرات تحاكي التي يخسرها الجسم عند استخدام جهاز شد العضلات لمدة عشر دقائق.

 

تمرينات داخلية لا تشعر بها: الضحك يستدعي بعض التمرينات الداخلية التي تحدث تلقائيا في الجسم دون أن نشعر بها، فالضحك العميق يعمل على شد الحجاب الحاجز، كما يعمل على انقباض عضلات البطن. كما يساعد على تمرين عضلات الكتف، ثم استرخائها على نحو أكثر من العادي بعد الانتهاء من الضحك.

 

أيضا للضحك فوائد اجتماعية لا تحصى

فهو يقوي أواصر الصداقة بين الناس ، ويخفف من التأثير السلبي الذي تسببه الخلافات والانتقادات وخيبات الأمل ، ويعين على تحمل المصائب المشتركة ، ويسمح للإنسان ان ينسى احقاده ، ويتحرر من الخجل والخوف في التعبير عن آرائه امام الغير، ويحسن من أداء العاملين في المؤسسات، ولعل عدوى الضحك بين البشر أقوى من عدوى العطاس والسعال.

 

ويقول الدكتور “بروفين” :إن الاستعداد للضحك يتزايد بقدر ما يكون المرء اجتماعيا، ولعل صفات خفة الظل وحضور النكتة وصفاء السريرة من بين أهم الصفات التي تبحث عنها المرأة في شريك حياتها.