تعتقد البشر أن الإدمان هو إدمان المخدرات أو الكحوليات، لكن الأمر الخطير هو إدمان السلوك الذي يعد من الأنواع الأسهل في الوقوع فيها والتي تحتاج رحلة علاج للتعافي من السلوك المرضي، وما لا يعرفه الكثير هو أن البعض يفعل سلوك يشعر أنه جزء من شخصيته، أو أن هذا السلوك يجعله سعيدا ولا يعلم أنه مدمن لهذا السلوك ويحتاج إلى علاج، يمكننا توضيح الأمر بالتفصيل في التوضيح الأتي:
هل إدمان السلوك خطير مثل إدمان المخدرات؟
كثير من رواد المواقع الإلكترونية يبحث عن إجابة عن هذا السؤال، وهذا لأن العصر الحالي يسهل كثير من الأمور التي طالما أعتاد الإنسان عليها تحولت إلى إدمان وكانت مؤشر سلبي على الاداء الاجتماعي والتوازن النفسي للإنسان، بجانب المشاكل المستقبلية.
يمكننا إيجاد فرقا واضحا بين إدمان السلوك وإدمان المخدرات والكحوليات، وهو أن مدمن المواد المخدره يفقد عقله بعد تناول المواد المخدره، أما فعل السلوك الإدمان يكون الأنسان في كامل وعيه وحتى بعد الممارسه.
يمكننا توضيح دافع الإقبال على هذا السلوك من خلال الأتي:
- إدمان المواد المخدره والكحوليات في البداية يكون مجرد تجريب، نسيان موقف محزن، قضاء وقت لطيف، مجارات الأصدقاء وغيرها من الدوافع.
- أما إدمان السلوك يكون بالتعلم أو التقليد أو التجريب.
- أما الإدمان يأتي من خلال تكرار الفعل مراتٍ كثيره إلى أن يصبح الشخص لا يستطيع إيقاف هذا الفعل.
أنواع إدمان السلوك الشائعة
هناك سلوكيات بتكرارها يقع الممارس في إدمانها وعدم السيطرة عليها، وهذه السلوكيات هي سلوكيات منبوذه من الدين والمجتمع، بعكس التعود على الممارسات المفيدة للنفس والمجتمع الاعمال التطوعية والعبادات أو ممارسة الرياضة وإدمان القراءه.
إدمان السلوك يكون للسلوكيات المرفوضه مثل الأتي:
- إدمان الألعاب الإلكترونية ونجد أن هذا النوع غير مقيد بعمر، فنجد أطفال تدمن الألعاب الإلكترونية والتي لا يستطيع الأهل إيقاف لعبها، وربما كان لها أثر كالعزلة والعنف.
- إدمان القمار والآن أصبح هناك مواقع إلكترونية مخصصه لهذه اللعبه والتي تهدف إلى جذب أكبر عدد ممكن وجعلهم لا يقدرون الاستغناء عن المقامره، وهناك من وصل بهم الأمر للسرقه حتى يواصل لعب القمار.
- إدمان المواقع الإباحية وهذا النوع للأسف قد يكون في البداية يدخل فضولا ليس أكثر، ومع التكرار تجده أصبح مدمن ويبحث عن هذه النوعيه من المواقع، وللأسف قد يكون له أثر سلوكي مدمر مثل فعل تصرفات خادشه للحياء أو الانحراف الجنسي وغيرها من السلوكيات الشاذه.
- إدمان الإنترنت والذي يجعل الشخص يقضي معظم وقته على النت في تطبيقات مختلفه وهذا يجعله لا ينجز أي شيء، وعند انتهاء باقة النت تجده في حاله من الانزعاج والغضب.
- إدمان الشراء والذي لا يكون محدد بنوع معين، فالنساء والرجال يصابون به، وتجدهم يشترون أشياء ليس لها قيمة لهم ولكن عملية الشراء نفسها تشعرهم بالسعادة.
- إدمان عمليات التجميل والتي قد تخص النساء أكثر نظرا لأن الجمال الظاهري لديهم أمر هام جدا.
- إدمان العاده السريه، وهذا النوع قد يصاب به أو المراهقين أو الشباب حتى الأكبر من ذلك، لأنه غير مقيد بعمر ولا نوع، وهذا يجعل الممارس إعتاد هذا السلوك، وهناك من يتأثر مستقبلهم فيه من حيث بناء أسرة وإدخال شريك حياه، وتكون العلاقة بين الشريكين مضطربه بسبب إدمان أحدهم بهذا السلوك.
- إدمان مواقع التواصل الاجتماعي والذي نلحظه جميعا من أوقات تهدر على هذه المواقع في أخبار تتنوع بين الإشاعات والزيف ولكن يشعر الشخص أنه يقضي وقتًا لطيفًا.
هل هناك علامات توضح إدمان السلوك؟
بالطبع نعم، فهناك مجموعة من العلامات تبرز أن هناك إدمان سلوك وأنه يستوجب العلاج، وهذا ما سيتم عرضه على النحو التالي:
- الانسحاب من الانشطه والمشاركات الاجتماعية.
- إخفاء السلوك عن الأهل خوفا من معرفة ممارساته المنبوذه.
- اللامبالاه تجاه الآثار التي تسببها تلك الممارسات.
- الفشل في التوقف عن السلوك الذي تم إدمانه.
- قضاء معظم الوقت في ممارسة هذا السلوك.
- هناك سلوكيات تظهر من خلال تغير الحالة الصحية والسلوكية للفرد.
- هناك ممارسات مثل القمار تعرف عند تغير المستوى المادي، وإيقاع الشخص في الديون.
أضرار ممارسة السلوك الادماني
هناك عدة أضرار تصيب الشخص الممارس لأي نوع من أنواع إدمان السلوك أو السلوك الذي وصل حد الإدمان كالأتي:
- أضرار نفسية: يصاب الفرد بالخوف والاكتئاب وفي بعض الممارسات تؤدي إلى تأنيب الضمير واحتقار الذات.
- أضرار إجتماعية: من خلال القضاء أغلب الوقت في ممارسة السلوك والبعد تدريجيا عن قضاء أي وقت مع العائلة أو الأصدقاء.
- أضرار صحية: يمكن تحديد الضرر على حسب نوع السلوك، ولكن الشيء المشترك هو التأثير على الحالة الصحية للقلب وضغط الدم.
ويمكننا القول بأن إدمان السلوك يجعل الشخص منعزل عن الأسرة والأصدقاء، ويكون تركيزه منصب على الشيء الذي أدمنه وكرس كل وقته له.
ومع الوقت يبتعد الشخص عن أي ممارسات إيجابية مثل ممارسة الرياضة والأعمال التطوعية، حتى الطقوس الدينية، ويشعر أنه داخل دوامه لا يستطيع التخلص منها لأنها أصبحت جزء من يومه ولها تأثير على حياته بشكل كبير.
العلاج الفعال للتخلص من إدمان السلوك
هناك انواع عديدة من العلاج ولكن تختلف حسب درجة الإدمان والاستعداد الشخصي للتعافي، ويمكننا عرض جميع الأنواع كالأتي:
- العلاج المعرفي السلوكي: عن طريق الالتزام بجلسات العلاج النفسي مع متخصص.
- العلاج بالعقاقير: تكون جيده في حالة كان هناك أثر نفسي سيئ جراء إدمان سلوكا ما.
- علاجات بديله: هذا النوع لمن يكون لديه القدره على التعافي بمفرده، فيطلب منه الأمر ممارسة الرياضه والمغامره، تعلم أشياء جديده، تعلم سلوكيات جديده، الإدماج في الأعمال التشاركية، والبعد عن الأماكن والأشخاص التي تحفز على فعل السلوك المنبوذ.
- فريق الدعم: هذه مجموعه تكون مدمنه لنفس نوع السلوك ولكنها وصلت لمرحلة الشفاء، فيقوم كل شخص بالتحدث عن تجربته ورحلة علاجه وحياته ما قبل العلاج وما بعد العلاج.
- العلاج الأسري: للأسرة دورا مهما في العلاج عن طريق فهم ما يمر به المدمن وعليهم أن يتعاونوا من أجل مساعدة، وكلما كانت الأسرة مستقرة وإيجابية ومتعاونة، كلما ساعد على العلاج.
- العلاج الشخصي: عن طريق المناقشات المتنوعه ما بين السلوك ومرحلة الطفولة، وجعل الحالة جزء من العلاج ليشعر أنه مسؤول تجاه نفسه وعليه الالتزام وبذل الجهد من أجل التخلص من قيد إدمان السلوك.
مما سبق يمكننا تسليط الضوء على كل سلوك قد نحسبه عاديا أو سيأخذ بعضا من الوقت ويختفي، والأمر في حقيقته يكون خطيرا جدا، لذلك علينا بنشر الوعي وكذلك العلاج والتدخل السريع حتى لا يأتلف الفرد هذا النوع من الإدمان بل ويشجع غيره عليه ويكون داعما له فيفسد المجتمع.