أعراض السعار وطرق الوقاية منه

أعراض السعار الناتجة عن لدغات الخفافيش وعضات الكلاب تتضمن النوبات والهلوسة، حيث يسبب داء الكلب التهاب الدماغ لدى البشر والثدييات الأخرى، ويمكن الوقاية من مضاعفات ذلك المرض الفتاك عن طريق تلقي اللقاح بعد التعرض للعض مباشرة.

كيف تحدث الإصابة بالسعار؟

ينتقل الفيروس المسبب لداء الكلب عن طريق الاتصال المباشر للجلد المجروح أو الأغشية المخاطية في العينين، أو الفم، أو الأنف مع اللعاب أو أنسجة المخ من حيوان مصاب.

بعد دخول الفيروس يتحرك ببطء على طول الأعصاب في الجهاز العصبي المركزي “الدماغ والحبل الشوكي”، وعندما يصل الضرر إلى عقلك تظهر الأعراض العصبية، ثم يؤدي السعار إلى الغيبوبة والموت.

أعراض السعار

تتطور أعراض السعار خلال خمس مراحل مميزة.

أعراض السعار خلال فترة الحضانة

فترة الحضانة هي الفترة قبل ظهور الأعراض، وعادة ما تستمر من شهرين إلى ثلاثة أشهر، وتتراوح من أسبوع إلى عام واحد، اعتماداً على مكان دخول الفيروس وعدد الجزيئات الفيروسية، فكلما كانت اللدغة أقرب للدماغ، كلما ظهرت أعراض السعار بشكل أسرع، وعندما يحين الوقت الذي تظهر فيه الأعراض، يكون داء الكلب قاتلاً.

أعراض السعار المبكرة

أعراض السعار المبكرة تشبه أعراض الإنفلونزا، بما في ذلك:

_ حمى تصل إلى 38 درجة مئوية أو أعلى.

_ صداع وقلق.

_ الشعور بالتعب والضعف العام.

_ التهاب الحلق والسعال.

_ الغثيان والقيء.

_ عدم الإحساس بالراحة مكان اللدغة.

أعراض السعار خلال الفترة العصبية الحادة

_ الارتباك والعدوان.

_ شلل جزئي.

_ ارتعاش لا إرادي للعضلات.

_ التشنجات.

_ التنفس السريع وصعوبة التنفس.

_ تصلب عضلات الرقبة.

_ إفراز الكثير من اللعاب.

_ الخوف أو الإرهاب من الماء.

_ هلوسة، وكوابيس، وأرق.

_ الخوف من الضوء.

_ الانتصاب الدائم عند الذكور.

_ في نهاية تلك المرحلة يصبح التنفس سريع وغير منتظم.

مرحلة الغيبوبة والموت

قد يدخل الشخص في غيبوبة، ويموت معظم المصابين في غضون ثلاثة أيام، حتى مع العلاج الدائم لا ينجو اي شخص تقريباً من داء الكلب.

لماذا يسبب داء الكلب الخوف أو الرهاب من الماء؟

يتم تسمية داء الكلب برهاب الماء لأنه يبدو أنه يسبب الخوف من الماء، والسبب في ذلك هو أن العدوى تسبب تقلصات شديدة في الحلق عند البلع، حتى التفكير في ابتلاع الماء قد يسبب تشنجات، مما يجعل الشخص المصاب يبدو خائفاً من الماء.

تشخيص داء الكلب

قد ينبغي استبعاد الحالات الأخرى إذا لم يكن الأطباء متأكدين من تلقي المصاب لدغة من حيوان يحمل الفيروس، لذا قد يتم إجراء بعض الاختبارات المتعددة التي تظهر أجساماً مضادة، حيث يمكن عزل الفيروس من لعاب الشخص المصاب أو من خلال خزعة جلدية من مؤخرة الرقبة. كما يمكن اختبار السائل الدماغي النخاعي “البزل القطني” عن طريق أخذ عينة من أسفل الظهر، كما يمكن التشخيص عن طريق تحاليل الدم والتصوير بالرنين المغناطيسي الذي يلتقط صوراً للدماغ توضح أسباب الأعراض.

 ولكن بحلول الوقت لتأكيد التشخيص يكون قد فات الأوان غالباً، لذا ينبغي البدء في العلاج بأقصى سرعة دون انتظار التشخيص المؤكد، وفي حالة ظهور أعراض التهاب الدماغ على الشخص الذي تعرض للدغة حيوان، ينبغي التعامل معه كما لو كان مصاباً بداء الكلب.

علاج داء الكلب

في حالة تعرض شخص للدغة أو خدش من حيوان قد يكون مصاباً بداء الكلب، أو إذا قام الحيوان بعلق جرحاً مفتوحاً، ينبغي غسل مكان اللدغة أو الخدش لمدة 15 دقيقة بالماء والصابون، أو بوفيدون اليود، أو المنظفات، فهذا يقلل من عدد الحزيئات الفيروسية.

قبل بداية أعراض السعار قد تساعد بعض الحقن في علاج عدوى داء الكلب المحتملة وعدم انتقال العدوى إلى الدماغ، ونظراً لعدم التأكد من إمكانية الإصابة في وقت قصير، ينبغي التعامل مع الحالة على أنها مصابة بداء الكلب.

من الصعب نجاة الأشخاص من الموت بسبب داء الكلب بعد ظهور الأعراض، ولا يوجد علاج فعال في تلك المرحلة، ولكن قد يحاول الطبيب تخفيف الأعراض.

لقاح داء الكلب

 لا يتم تقديم لقاح داء الكلب بشكل روتيني، حيث يتم الاحتفاظ به للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بداء الكلب، مثل العاملين في المختبرات الذين يتعاملون مع الفيروس المسبب للمرض، والأطباء البيطريين، والأشخاص الذين قد يتلقوا لدغات من حيوانات مصابة، وهذا ما يُسمى بالوقاية قبل التعرض.

بينما يتلقى الأشخاص الآخرون اللقاح بعد التعرض للعض من حيوان يحمل الفيروس، وهذا ما يسمى الوقاية بعد التعرض.

يحتوي لقاح داء الكلب على نسخة معطلة أو غير ضارة من الفيروس المسبب لداء الكلب، لذا لا يمكن أن يسبب المرض، لكنه يحفز الجهاز المناعي لإنتاح الأجسام المضادة التي تساعد في الحماية من عدوى داء الكلب في المستقبل.

يقوم الطبيب بإعطاء اللقاح في أعلى الذراع، وللحماية بعد التعرض ينبغي إعطاء الأشخاص غير المحصنين سابقًا  أربع جرعات من اللقاح، بالإضافة إلى الجلوبيولين المناعي لداء الكلب الذي يمنحك أجساماً مضادة تقضي على الفيروس بالقرب من الجرح.

الآثار الجانبية لعلاج السعار

قد يكون هناك بعض الآثار الجانبية لعلاج السعار، وتتضمن الحكة أو التورم مكان الحقن، والصداع، والغثيان، وألم عضلي، والدوخة، في حالة الآثار الخطيرة ينبغي الاتصال بالطبيب.

لماذا لا يوجد علاج للسعار بعد انتقاله للدماغ؟

لا يوجد علاج لداء الكلب بمجرد وصوله إلى الدماغ لأنه محمي بحاجز الدم في الدماغ، وهو طبقة بين الدماغ والأوعية الدموية في الرأس، تتمثل مهمة هذا الحاجز في حماية الدماغ عن طريق الحفاظ على السموم والمواد الضارة الأخرى من دخول الدم إلى الدماغ.

وجدت بعض الدراسات أن داء الكلب يغلق هذا الحاجز بشكل أكبر، وبالتالي لا يمكن للأدوية التي قد تدمره أن تمر.

الوقاية من السعار

هناك بعض الإجراءات التي ينبغي على الأفراد والحكومات اتخاذها للوقاية من السعار، تشمل الاستراتيجيات ما يلي:

_ لقاحات داء الكلب المنتظمة.

_ حظر استيراد الحيوانات من بعض البلدان.

_ تطعيمات واسعة الانتشار للبشر في بعض المناطق.

_ التوعية والمعلومات التربوية.

_ تعزيز وصول الرعاية الطبية للأشخاص الذين يتلقون اللدغات.

بينما تشمل الاحتياطات الفردية ما يلي:

_ تطعيم الحيوانات الأليفة.

_ حماية الحيوانات الأليفة الصغيرة، حيث أن بعض الحيوانات الأليفة الصغيرة لا تستطيع الحصول على اللقاح، لذا ينبغي منعها من الاتصال مع الحيوانات البرية.

_ إبقاء الحيوانات الأليفة بالداخل والإشراف عليها.

_ إبلاغ السلطات المحلية عن الحيوانات الشاردة.

_ عدم الاقتراب من الحيوانات البرية حيث أنها قد تكون مصابة.

_ إبعاد الخفافيش عن المنزل.

الحيوانات التي قد تسبب الإصابة بداء الكلب

ينتقل داء الكلب عن طريق الحيوانات ذوات الدم الحار “الثدييات”، حيث يتجمع في لعابها، ويوجد داء الكلب بشكل شائع في الخفافيش، والظربان، والراكون، والثعالب.

 وقد تكون علامات العض من الخفافيش صغيرة جداً بحجم طرف قلم رصاص تقريباً، لدرجة أنه قد لا تتم ملاحظة التعرض للعض، لذا إذا كان لديك أي اتصال مع الخفافيش ولست متأكداً من التعرض للعض ينبغي التحدث مع مقدم الرعاية.

 ولكن الحيوانات الأخرى بما في ذلك الكلاب والقطط قد تُصاب بالعدوى، ثم تنتقل العدوى للأشخاص عند ملامسة لعاب الحيوانات المصابة أو التعرض للعض أو الخدش منها.