اضطراب الشخصية الحدية..الأسباب والأعراض وطريقتين للعلاج

اضطراب الشخصية الحدية..الأسباب والأعراض وطريقتين للعلاج
اضطراب الشخصية الحدية

يُعد اضطراب الشخصية الحدية BPD” نمط تفكير وسلوك معقد يؤثر على كيفية تعاملك مع نفسك والآخرين، مما يسبب صعوبات في حياتك اليومية، خاصةً في العلاقات الشخصية والتحكم بالعواطف.

يبدأ هذا الاضطراب عادةً في مرحلة البلوغ المبكر، وتزيد حدته في مرحلة الشباب، ومع تقدم العمر، تتحسن الأعراض تدريجيًا، ونتناول في مقالنا أعراض الاضطراب، وأسبابه، وطرق التشخيص والعلاج.

ما الفرق بين اضطراب ثنائي القطب والشخصية الحدية؟

كلاهما اضطرابات نفسية، لكنهما يختلفان في:

التصنيف اضطراب الشخصية الحدية اضطراب ثنائي القطب
تقلبات المزاج تقلبات مزاجية سريعة وشديدة استجابةً للضغوط، خاصةً في العلاقات تقلبات مزاجية أكثر استدامة وأقل تفاعلاً مع الضغوط
مدة التقلبات تقلبات مزاجية قصيرة المدى “ساعات أو أيام” تقلبات مزاجية طويلة المدى “أيام أو أسابيع أو أشهر”
أعراض أخرى صعوبة في التحكم بالعواطف، وسلوك اندفاعي، وخوف من الهجر تغيرات في الطاقة والنشاط، والأفكار الهوسية أو الاكتئابية، والسلوكيات غير الطبيعية
العلاج العلاج النفسي، مثل: العلاج السلوكي الجدلي الأدوية والعلاج النفسي

أعراض اضطراب الشخصية الحدية

تظهر أعراض “BPD” في أواخر سنوات المراهقة أو أوائل مرحلة البلوغ، وتزداد سوءًا بسبب الأحداث المُقلقة أو التجارب المُرهقة.

تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

  • القلق الشديد أو الغضب عند الشعور بالهجر أو الإهمال.
  • صعوبة الحفاظ على علاقات صحية بسبب تقلبات المشاعر ونظرة الشخص لنفسه وللآخرين.
  • شعور الشخص بالذنب أو الخجل، وتغيير نظرته لنفسه وأهدافه فجأة.
  • تقلبات مزاجية سريعة: تغيرات مفاجئة وغير عقلانية في المشاعر، مثل الغضب، والخوف، والقلق، والحزن، والحب.

كما يعاني المُضطرب السلوك الاندفاعي، مثل: القيادة المتهورة، والقتال، وتعاطي المخدرات، والسلوكيات الجنسية غير الآمنة، بالإضافة إلى:

  • جرح النفس، أو محاولة الانتحار.
  • الشعور بالفراغ المستمر والحزن، أو الملل، أو عدم الرضا.
  • صعوبة التحكم بالغضب.
  • أفكار جنون العظمة المؤقتة: أفكار غير واقعية ناتجة عن التوتر الشديد.

أسباب اضطراب الشخصية الحدية

يعتقد الأطباء أن “BPD” ينتج عن عدة عوامل، مثل:

التجارب السلبية في مرحلة الطفولة

يتعرض 70% من المصابين للإيذاء الجسدي، أو الجنسي، أو العاطفي في طفولتهم، والبيئة الأسرية غير المستقرة، بسبب:

  • انفصال الوالدين.
  • ضعف الترابط مع الأم.
  • الحدود الأسرية غير الواضحة.
  • تعاطي الوالدين للمواد المخدرة.

العوامل الوراثية

تشير الدراسات إلى أن BPD ينتشر في العائلات، فإذا كان لديك تاريخ عائلي من الإصابة، فهناك احتمال أكبر للإصابة به، لكن ليس مضمونًا.

التغيرات في الدماغ

اضطراب الشخصية الحدية
اضطراب الشخصية الحدية

يعاني المصابون تغيرات في وظائف الدماغ، خاصةً المناطق المسؤولة عن التحكم في المشاعر والسلوك، وذلك يؤثر على طريقة عمل الدماغ وتفاعله مع البيئة.

تشخيص اضطراب الشخصية الحدية

يُشخص BPD بعد 18 عامًا، وذلك لأن الشخصية تتطور خلال مرحلة الطفولة والمراهقة، وفي بعض الحالات النادرة، يُشخص المراهقين دون 18 عامًا إذا كانت الأعراض شديدة ومستمرة لعام على الأقل.

يواجه تشخيص اضطرابات الشخصية صعوبات، بما في ذلك BPD، وذلك لعدة أسباب:

  • عدم وعي المصابين بسلوكهم التخريبي وأنماط تفكيرهم.
  • طلب المساعدة بسبب حالات، مثل: القلق أو الاكتئاب الناجمة عن اضطراب الشخصية، وليس الاضطراب نفسه.

يعتمد تشخيص BPD على:

  • معايير تشخيصية محددة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية.
  • مقابلة شاملة مع أخصائي الصحة العقلية.
  • مناقشة الأعراض، وسلوكيات الشخص، وتاريخه الطبي والعائلي.
  • يطلب الطبيب من عائلة الشخص وأصدقائه معلومات عن سلوكه وتاريخه.

ويُشخّص اضطراب الشخصية الحدية من قِبل:

  • طبيب نفسي.
  • أخصائي نفسي.
  • أخصائي اجتماعي سريري.

علاج اضطراب الشخصية الحدية

كان العلاج صعبًا في الماضي، لكن مع العلاجات الحديثة القائمة على الأدلة، تحسن الكثير من المصابين، إذ قلت الأعراض وحدتها، وتحسن الأداء الوظيفي ونوعية الحياة.

يتطلب العلاج الوقت والصبر والالتزام، ويشمل:

  • العلاج النفسي “العلاج بالكلام”: وهو العلاج المفضل.
  • الأدوية: لعلاج أعراض معينة، أو حالات الصحة العقلية المصاحبة.
  • في بعض الحالات، يُنصح بإقامة قصيرة في المستشفى.

غالبًا يعاني المصابون بـ BPD حالات صحية عقلية أخرى، مثل: اضطرابات المزاج، والقلق، وتعاطي المخدرات، واضطرابات الأكل، والتي تتطلب علاجًا خاصًا.

العلاج النفسي

يشمل العلاج بالكلام ما يلي:

  • العلاج السلوكي الجدلي “DBT”: يساعد الشخص على تقبل واقعه وسلوكه، وتعليمه كيفية تغيير حياته، بما في ذلك السلوكيات غير المفيدة.
  • والعلاج السلوكي المعرفي “CBT”: يساعد الشخص على فهم أفكاره وعواطفه، وكيف تؤثر على أفعاله، ليتخلص من الأفكار والسلوكيات السلبية.
  • يساعد العلاج الجماعي الشخص على التفاعل مع الآخرين إيجابيًا، والتعبير عن نفسه بفعالية.

العلاج بالأدوية

لا تُستخدم الأدوية كعلاج رئيسي لـ BPD، فيصفها الطبيب النفسي لعلاج أعراض معينة أو لحالات العقلية المصاحبة، وتشمل الأدوية:

  • مضادات الاكتئاب.
  • مضادات القلق.
  • مثبتات المزاج.
  • مضادات الذهان.

هل يمكن منع اضطراب الشخصية الحدية؟

لا توجد طريقة مؤكدة لمنع BPD، وعلى الرغم من ذلك، إليك بعض النصائح:

  • طلب المساعدة مبكرًا: إذا لاحظت أعراض BPD.
  • الحصول على العلاج المناسب، مثل: العلاج السلوكي الجدلي “DBT”.
  • تعلم مهارات التكيف، وإدارة الغضب، والتحكم في الانفعالات.
  • بناء علاقات صحية قوية مع العائلة والأصدقاء.

التوقعات لاضطراب الشخصية الحدية

تُظهر الدراسات أن الأعراض تخف تدريجيًا مع تقدم العمر، وتختفي عند بعض الأشخاص في الأربعينيات، ومع العلاج المناسب، يتعلم الأشخاص إدارة أعراضهم، وتحسين حياتهم.

وبدون علاج يتعرض المُصابون للإصابة بما يلي:

  • اضطرابات تعاطي المخدرات والكحول.
  • الاكتئاب.
  • الأذى الذاتي.
  • الانتحار: يزيد خطر الانتحار للشخص المضطرب 40 مرة عن الطبيعي، ويموت 8% إلى 10% من المصابين بسبب الانتحار.

يعاني العديد من الذين يعانون BPD غير المعالج أيضًا من:

  • علاقات شخصية غير مستقرة أو فوضوية.
  • صعوبة في الحفاظ على الوظيفة.
  • خطر متزايد للطلاق.
  • الانفصال عن أفراد الأسرة.
  • صداقات صعبة.
  • مشاكل قانونية ومالية.