هل تعرف ما هو الاكتئاب الهوسي أو اضطراب ثنائي القطب؟ قابلت يوما شخص مصاب قريب، أو زميل هل عرفت كيف تتعامل معه؟ وما هي طبيعة هذا المرض؟ أسئلة كثيرة نبحث عن إجاباتها.
في هذا المقال نستعرض شرحا لكل هذه الأسئلة حتى نستطيع أن نساعد المصاب الاكتئاب الهوسي، الاضطراب ثنائي القطب، وهو ما يسمى بالاكتئاب الهوسي أو الاضطراب ذو الوجهين.
ماهو الاكتئاب الهوسي؟
هو حالة صحية عقلية يسبب تغيرات شديدة في المزاج، قد يقضي الشخص فترة من النشاط، والتفاؤل كأنه في قمة العالم، قد تستمر الفترة لمدة أسابيع، وسرعان ما يدخل في حالة شديدة من الاكتئاب، وعدم الرغبة في أي نشاط، ويصاحب هذه الفترة حالة من القلق، وعدم انتظام النوم، دون معرفة سبب محدد.
قد تظهر التقلبات المزاجية المفرطة ما بين ارتفاع شديد من (الهوس أو الهوس الشديد)، وانخفاض شديد في المزاج(الاكتئاب).
في واقع الحال اضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب الهوسي ليس حالة نادرة. لان 2.8 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة، أو حوالي 5 ملايين شخص حسب إحصائيات المعهد الوطني للصحة العقلية، لديهم تشخيص اكتئاب الهوس، أو اضطراب ثنائي القطب.
أعراض الاكتئاب الهوسي
يوجد عدة أنواع من اضطرابات ثنائية القطب. مرتبط بها تقلبات متعددة، مثل: الإصابة بالهوس أو الهوس الخفيف والاكتئاب.
هذه الأعراض يمكن أن تتسبب في تغيرات غير متوقعة في السلوك والحالة المزاجية للمصاب، يؤدي به للضيق الشديد وصعوبة في التعايش مع الآخرين، وصعوبة في الحياة.
أنواع الاكتئاب الهوسي
النوع الأول:
يتم تعريفه من خلال ظهور نوبة هوس واحدة على الأقل، عبارة عن نوبات الهوس الخفيف، قد تكون النوبة أقل حدة من نوبات الهوس، قبل وبعد نوبة الهوس يحدث نوبات اكتئاب كبرى، اضطراب ثنائي القطب النوع الأول يؤثر على الجنسين على حد سواء. .
النوع الثانى:
الاضطراب ثنائي القطب قد يكون أكثر شيوعًا عند النساء.
الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني يعانون من نوبة اكتئاب كبرى قد تستمر أسبوعين على الأقل، وأيضًا نوبة هوس خفيف واحدة على الأقل قد تستمر حوالي 4 أيام.
النوع الثالث وما يسمى دورية المزاج:
المصابون باضطراب المزاج الدوري قد يعانون من نوبات الهوس الخفيف والاكتئاب، تكون الأعراض أقصر وأقل حدة من الهوس في هذه النوبات،وكذلك الاكتئاب أقل حدة.
في النوع الأول أو النوع الثاني، معظم الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة لا يعانون إلا من أعراض تغيير المزاج لمدة شهر أو شهرين في كل مرة.
اضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب الهوسي لا يوجد له سبب واضح، ويمكن أن يحدث في أي عمر، عادة ما يتم تشخيصه في سنوات المراهقة، أو أوائل العشرينيات، قد تختلف الأعراض من شخص لآخر، وتختلف بمرور الوقت.
بصورة نادرة، أو عدة مرات في العام ربما تحدث مجموعة من التقلبات المزاجية، في حين يعاني معظم المصابين بعض الأعراض الانفعالية بين مجموعة التقلبات، إلا أن بعضهم قد لا يعاني أيًا منها.
اضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب الهوسي يشكل حالة مزمنة قد تستمر مدى الحياة، وبالرغم من ذلك، فإنه يمكن السيطرة على التقلبات المزاجية وغيرها من الأعراض.
وذلك من خلال اتباع الخطة العلاجية الصحيحة، في معظم الحالات، يتم علاج الاضطراب ثنائي القطب بالأدوية والاستشارات النفسية.
الهوس أو الهوس الخفيف:
نوبات مختلفة، ولكن لهما نفس الأعراض، الهوس أشد من الهوس الخفيف ويسبب مشاكل تكون أكثر وضوحًا في العمل والمدرسة والأنشطة الاجتماعية.
ينتج عنه صعوبة في العلاقات مع الآخرين، الهوس قد يؤدي إلى الانفصال عن الواقع (الذهان)مما يتطلب دخول المستشفى لتلقي العلاج المناسب والملاحظة .
نوبة الهوس أو الهوس الخفيف.
خلال هذه النوبات يكون الشخص:
متفائل، أو مثير بشكل مبالغ فيه
زيادة الطاقة والنشاط المفرط
الشعور بالثقة المبالغ فيه
تسارع الأفكار،كثرة الكلام
انخفاض الحاجة للنوم
التشتت وعدم التركيز في أمور محددة
ثرثرة غير طبيعية
عدم القدرة على اتخاذ قرار، على سبيل المثال، الإسراف في الشراء بشكل مستمر بدون الرغبة فى شىء محدد
نوبة الاكتئاب الحاد
نوبة الاكتئاب الحاد تسبب صعوبة ملحوظة في أداء الأنشطة اليومية، والأنشطة الاجتماعية أو العلاقات.
هذه الأعراض تتضمن بعض مما يلى:
حالة مزاج مكتئب، مثل الشعور بالحزن، أو الفراغ، أو اليأس، أو الرغبة في البكاء بشدة دون سبب .
فقدان للرغبة أو الشغف لأي شيء من عدم الاهتمام والشعور بعدم السعادة بجميع الأنشطة أو معظمها.
-فقدان كبير في الوزن ، أو الزيادة في الوزن، أو انخفاض الشّهية أو ارتفاعها
-كثرة الأرق أو كثرة النوم
-لوم الذات بصفة مستمرة
-الإعياء وفقدان الطاقة
-الشعور بانعدام القيمة واللوم والإحساس بالدونية
-انخفاض القدرة على التركيز أو التردد في جميع الأحوال
-التفكير بالانتحار والإقدام عليه فى بعض الأحيان
الأعراض لدى الأطفال والمراهقين
قد يكون من الصعب التفرقة، و التعرف على أعراض الاضطراب ثنائي القطب في الأطفال والمراهقين. ويكون من الصعب، التحقق ما إذا كانت التقلبات طبيعية، أو نتائج للإجهاد، أو علامات على مشكلة بالصحة العقلية أو اضطراب ثنائي القطب.
قد يصاب الأطفال والمراهقون بنوبات اكتئاب كبرى، أو نوبات هوس أو هوس خفيف واضحة، يمكن أن يتباين النمط عن التي تصيب فيه البالغين الذين يعانون الاضطراب ثنائي القطب، في بعض الأطفال قد يمرون بفترات دون أعراض مزاجية بين النوبات.
الشخص المصاب باضطراب ثنائي القطب في كثير من الأحيان لا يدرك ، مدى الضرر الذي يسببه عدم استقراره العاطفي لحياته وحياة أحبائه، وكذلك العائلة في كثير من الأحيان لا تدرك مدى الضرر الذي يلحق بالطفل المصاب، ولا يتلقون العلاج الذي يحتاجونه.
لذلك لا بد الأب والأم من ملاحظة ما يطرأ على الطفل من أعراض، وطلب استشارة طبيب يحدد الحالة والعلاج أو اتباع خطة علاجية واضحة.
لا يوجد سبب واضح لثنائي القطب أو الاكتئاب الهوسى.
بعض العوامل التى قد تؤثر في الإصابة مثل:
- الاختلافات البيولوجية. يبدو أن للأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب تغيرات عضوية في الدماغ. هذه التغييرات لا تزال غير مؤكدة ولكنها قد تساعد في تحديد الأسباب.
- العوامل الوراثية. يعتبر الاضطراب ثنائي القطب شائعا لدى الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابون بمرض الاضطراب ثنائي القطب مثل الأشقاء أو الوالدين.
- العوامل التي تزيد الخطر.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالاضطراب الثنائي القطب أو العوامل التي تحفز حدوث النوبة الأولى:
- إذا كان يوجد قريب من الدرجة الأولى، مثل الوالدين أو الأشقاء، يعاني اضطراب ثنائي القطب.
- فترات الضغط النفسي الشديد، مثل موت شخص عزيز، أو صدمات أخرى.
- تناول المخدرات أو الكحول بإفراط شديد.
تشخيص الاكتئاب الهوسي
- الفحص البدني: يجري الطبيب فحصًا بدنيًا، اختبارات معملية لتحديد أي مشكلات طبية قد تكون سببًا في ظهور الأعراض.
- التقييم النفسي. قد يحتاج إلى طبيب نفسي، والذي سيتحدث عن أفكار ومشاعر وأنماط سلوك المريض،يمكن أن يتم تقييم ذاتي نفسي ، وقد يطلب من أفراد العائلة أو الأصدقاء المقربين بعد حصول على إذن من المريض تقديم معلومات عن الأعراض التي يعانيها والتي تلاحظ عليه .
- مخطط المزاج. يطلب الطبيب من المريض تسجيل حالاته المزاجية أو أنماط نومه، أو غيرها من العوامل التي يمكنها المساعدة في التشخيص وإيجاد العلاج المناسب.
طرق علاج الاكتئاب الهوسي
يعتبر الاكتئاب الهوسى أو الاضطراب ثنائي القطب من الحالات التي تبقى مدى الحياة. لذلك يتم التركيز فى العلاج على إدارة الأعراض، وبناءً على احتياجات المريض، قد يتضمن العلاج ما يلي:
الأدوية. سنحتاج إلى بدء تناول الأدوية من أجل موازنة الحالة المزاجية على الفور، الأدوية فى الغالب للتحكم في الأعراض حتى يتأقلم المصاب ويحيا حياة طبيعية،من هذه الأدوية على سبيل المثال:
مثبتات المزاج: يحتاج المصاب عادةً إلى دواء مثبت للمزاج من أجل السيطرة على نوبات الهوس أو الهوس الخفيف مثل: ديباكين- تيجريتول .
مضادات الذهان:إذا استمرت أعراض الاكتئاب أو الهوس بالرغم من العلاج بأدوية أخرى، فقد تساعد إضافة عقار مضاد الذهان مثل (سيروكيل) الطبيب قد يوصي ببعض الأدوية بمفردها أو مع مثبت المزاج.
مضادات الاكتئاب: الطبيب قد يقوم بإضافة مضاد الاكتئاب للسيطرة على الاكتئاب،ونظرًا لأنه فى بعض الأحيان مضاد الاكتئاب قد يتسبب في حدوث نوبة هوس، ففى الغالب ما يتم وصفه مع مثبت المزاج أو مضاد الذهان.
الأدوية المضادة للقلق
العلاج المتواصل
الاضطراب ثنائي القطب يتطلب علاجًا مدى الحياة باستخدام الأدوية، وخلال الفترات التي يشعر فيها المريض بالتحسن، حيث يكون الأشخاص الذين يتعاطون علاج لفترات طويلة معرضين بشكل كبير لخطر الانتكاس للاعراض، أو لحدوث تغيرات مزاجية بسيطة تتحول إلى هوس كامل أو اكتئاب.
برامج علاج يومية:
قد يُوصي الطبيب ببرنامج علاج يومي، من الدعم والمشورة التي يحتاج إليها المريض أثناء تحكمه في الأعراض من اللجوء إلى أخصائي سلوك لمساعدة المصاب للتكييف والتعامل مع الضغوط المختلفة .
المصادر
https://www.healthline.com/health/untreated-bipolar-disorder#effects-of-untreated-bipolar-disorder
–https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/bipolar-disorder/symptoms-causes/syc-20355955