كتبت :ضحى ناصر
تسعى الصين إلى فرض واقع جديد من خلال عملتها الرقمية الوطنية الجديدة لتحطيم أغلال هيمنة الدولار الممتدة منذ عقود على النظام المالى العالمى وللمزيد من السيطرة على كيفية إنفاق الأموال الخاصة من قبل أصحابها .
وفى تصريح لنائب محافظ البنك المركزى الصينى “بنك الشعب” دعى إلى الإسراع فى عملية طرح العملة الوطنية الرقمية وتوسيع نطاق التجارب الحالية لتشمل كامل أرجاء الدولة .
وكانت الصين من أوائل الدول التى خططت إلى طرح عملة وطنية رقمية منذ عام ٢٠١٤ ولكنها بدأت مؤخراً فى بإستخدام “اليوان الرقمى” كوسيلة دفع إلكترونية فى مناطق عدة فيها حسبما أفادت إندبندنت عربية .
ووصفت بكين “اليوان الرقمى” بالعملة المستقبلية التى من شأنها أن تجعل عملية الشراء أكثر أمناً وملائمة فيما أكد مسئولون إن ذلك يمكن يساعد أولئك اللذين لايستطيعون الوصول إلى الحسابات المصرفية وغيرها من الخدمات المالية .
وتستعد شركة “ JD.com” التى تعد ثانى أكبر شركات التجارة الإلكترونية فى الصين لإطلاق أول مركز تسوق إفتراضى فى الصين يستخدم “اليوان الرقمى ” وهى العملة المُشفرة التى يدعمها البنك المركزى حيث تعتزم الشركة إطلاق برنامجها التجريبى الشهرى الجارى
وسيقوم العملاء بالدفع لشراء سلع معينة باليوان الرقمى حسبما أفادت الشركة عبر حسابها الرسمى على موقع “وى شات ” فيما سيجرى إصدار ١٠٠ ألف قسيمة رقمية ،بقيمة إجمالية تبلغ ٢٠مليون يوان ،لسكان مدينة سوتشو فى إقليم جيانجسو شرق الصين فى يوم ١١من الشهر الجارى .
جدير بالذكر أن حكومة الصين تسعى إلى استبدال كثير من معاملاتها النقدية، اليوان المطبوع، بـ “اليوان الرقمي” بشبكات دفع وتعامل مالي إلكترونيين (وهو ما أطلقت عليه “التداول المزدوج”)، ما يساعد في زيادة تدوير النقد ونمو الإنفاق الاستهلاكي المحلي ليعوض احتمال تراجع الصادر نتيجة تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي بسبب أزمة كورونا.
وفي وقت سابق من العام طرحت الصين نسخة رقمية من اليوان، حيث يوجد حالياً برامج تجريبية في 4 مدن صينية، وبلغت حجم التعاملات المسجلة بها نحو 300 مليون دولار، وفقاً لما ذكرته شبكة “CNN”
ووفقاً لتقرير شبكة سي إن إن، يعطي اليوان الرقمي بكين كمية غير مسبوقة من المعلومات حول كيف وأين ينفق الناس أموالهم، وهو نهج يتعارض مع القصد الأصلي من العملات الرقمية، حيث تعتمد بيتكوين والعملات الرقمية الأخرى على نظام بلوكشين لامركزي يمنع أي شخص أو منظمة واحدة من السيطرة.
رغم ضغوط ترامب.. الصين تهجر النفط الأمريكي
ومن شأن اليوان الذي يمكن تتبعه بسهولة أكبر أن يسمح للحكومة بإدارة المعروض النقدي في البلاد بشكل أفضل. كما أنه يرضي رغبة بكين في الحد من النفوذ المتزايد لشركات التكنولوجيا الخاصة وخدمات الدفع الرقمية الخاصة بها على النظام المالي في البلاد.
ويمثل اليوان ما يزيد قليلاً عن 4% من المعاملات الدولية، وفقاً لبنك التسويات الدولية، وهو مؤسسة مالية دولية، فيما يمثل الدولار الأميركي 88%، من النظام المالي العالمي.