الفنان عبدالله السعداوي..خليجي عشق المسرح

الفنان عبدالله السعداوي..خليجي عشق المسرح
الفنان عبدالله السعداوي

وفاة الفنان عبدالله السعداوي يوم أمس كان خبر صادم للأوساط الفنية العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص، “بونجم” كما كان يُطلق عليه وكان هو يحب هذا الأسم، أحد رواد المسرح الخليجي وفنان شامل كممثل، وكاتب، ومخرج مسرحي ترك إرثًا عظيمًا من الأعمال والإبداعات.

“بونجم” كان أيضًا ناقدًا في مجال السينما، والمسرح، والفن، والأدب، وكان فنانا بسيطًا حتى في أعماله، ولذلك أطلق عليه المتابعون لقب «مؤسس المسرح الفقير في الخليج».

الفنان عبدالله السعداوي في سطور

ولد الفنان عبدالله السعداوي في دولة البحرين في العام 1948.

الفنان عبد الله السعداوي هو ممثل ومخرج بحريني شهير حصل على جائزة الإخراج في مهرجان القاهرة التجريبي عن مسرحيته “الكمامة”.

وكان عضوًا مؤسسًا في مسرح الصواري، بالإضافة إلى مشاركته في تأسيس فرقة مسرح السد في دولة قطر ومسرح الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

عاشق للمسرح إلى حد الجنون

ارتبط الفنان عبدالله السعداوي بالمسرح وتعلق به بقوة منذ شبّ صغيراً، وأحبه وتعلق به كخشبة خلاص ومركبة صعود للهواء الفسيح.

وكان عاشقًا للفن والمسرح حد الجنون، متيمًا بخشبة المسرح والكواليس، كاتبًا يهيم في خيال الفن، مبدعًا لم يقدر أحد أن يصف حبه للفن سوى نفسه حين تحدث من قلبه عن عشقه للمسرح والفن قائلًا:«أذكر في سنين طويلة مرت ما زالت في ذاكرتي، في يوم ما وجدت أنه لا معنى للحياة، لا معنى لهذا الوجود.

وفجأة شعرت أن كل شيء صار مظلمًا، حيث لا مسرح، بحثت، وبحثت، وبحثت، لعلي أجد مسرحًا، فلم أجد، فكرت أين أذهب؟ فلم يكن أمامي إلا جسر المحرق.

وقفت عند هذا الجسر، ونظرت إلى البحر، فوجدته المكان الوحيد الذي يمكنه أن يضمني، لم أكن أعرف السباحة، وكانت مغامرة بالطبع.

لم أكن أحب الموت، لكن في لحظة ما قرّرت أن أنتحر، فقذفت بنفسي في البحر.

فجأة فتحت بصري، رأيت نفسي على الشاطئ، وإذا بوجوه تحلّق حولي، وبعضها أراه في صالة المسرح، انتشلتني من هذا الغرق، فصرت أجمل غريق في هذا العالم، وصار هؤلاء أجمل منقذين في هذا العالم.

كيف يمكن للغريق أن يقدم هؤلاء المنقذين؟ كل ما أقوله لهم: حين وضعتم شفاهكم على فمي لتمنحوني قبلة الحياة ونفختم الهواء في رئتيّ، شعرت أن لهذه الحياة معنى، وأعتقد أن الحياة من دون مسرح، ليس لها معنى.

أنتهى حديث الفنان عن عشقه للفن وللمسرح وياله من عشق، ويالها من كلمات تذوب معها الفلوب والعقول، حقًا إنه فنان كبير، إنه الفنان البحريني عبدالله السعداوي.

مسيرته الفنية

وبدأ الفنان البحريني الكبير عبدالله السعداوي مسيرته الفنية في عام 1964، وكانت تجربته الأولى مسرحية «الحمار ومقصلة الإعدام» من تأليفه، وإخراج الفنان جمال الصقر تحت عنوان: «مؤلف ضاع في نفسه» بعد إجراء بعض التعديلات عليها لتناسب المواطن والمشاهد العربي.

وشارك السعداوي في عام 1970 بتمثيل أول مسرحية على نطاق المسارح الأهلية البحرينية، وهي المسرحية الشهيرة «أنتيجونا».

وبعد ذلك انضم في عام 1970 إلى فرقة مسرح الاتحاد الشعبي في المحرق بالبحرين، حيث شارك في أول عمل مسرحي للفرقة بعنوان «انتيجونا» للكاتب سوفكليس مع مسرح الاتحاد الشعبي.

وشارك أيضًا الفنان الراحل في تأسيس مسرح «السد» في قطر بالتعاون مع الفنان القطري غانم السليطي وعدد من الفنانين الآخرين، وشارك السعداوي في تأسيس مسرح «الشارقة» في دولة الإمارات عام 1975.

وفي خطوة رائدة، بدأ الفنان عبد الله السعداوي في تأسيس مختبر نادي مدينة عيسى في دولة البحرين، واستقطب فيه الشباب الراغب في دخول مجال المسرح، اللذين قدم معهم أول عمل مسرحي في عام 1986 بعنوان «الرجال والبحر».

أسس الفنان الراحل عبدالله السعداوي في عام 1991بالتعاون مع عدد من الفنانين المحليين مسرح الصواري الذي يعد ثالث فرقة مسرحية أهلية في دولة البحرين.

تكريمات وجوائز عديدة

وأسهم بقوة في تأسيس مهرجان الهواة، الذي يقيمه مسرح الصواري في شهر أغسطس من كل عام، وحصل الفنان الخليجي الراحل عبدالله السعداوي، على جائزة الإخراج في مهرجان القاهرة التجريبي عن مسرحيته الرائعة «الكمامة».

كما نال الكثير من الجوائز العربية والدولية، وتم تكريمه في كثير من المناسبات على مدار أعوام مختلفة طوال مشواره الفني.

وفاة الفنان عبدالله السعداوي بعد صراع مع المرض

وقد أعلنت وسائل إعلام بحرينية رسمية أمس السبت 3 فبراير 2024، وفاة الفنان البحريني عبدالله السعداوي عن عمر 76 عامًا، وكان الفنان الكبير الراحل منذ فترة وهو ملازم الفراش بعد مروره بأزمة صحية أثرت عليه خاصة في أيامه الأخيرة.

أبرز أعمال المخرج والكاتب الخليجي عبدالله السعداوي

وللفنان الكبير الراحل عبدالله السعداوي تاريخ ورصيد كبير من الأعمال المسرحية كمخرج ومن أبرزها الأعمال التالية:

  • الرجال والبحر.
  • الصديقان.
  • الجاثوم.
  • الرهائن.
  • اسكوريال.
  • الكمامة.
  • القربان.
  • الطفل البريء.
  • الكارثة.
  • الستارة المغلقة.
  • ابني المتعصب.
  • الحياة ليست جادة.
  • الساعة 12 ليلا.

وفاة عبدالله السعداوي خسارة كبيرة

وفاة الفنان عبدالله السعداوي، خسارة كبيرة للفن العربي، ولكنها ليست خساره له فقد رحل وترك إرثًا كبيرًا وسيره عطرة تجعلنا دومًا ندعو له بالرحمة والمغفرة.

الفنان عبدالله السعداواي رمز كبير من رموز المسرح العربي
الفنان عبدالله السعداوي