الكمامة من الطريقة السيناوية الى العالمية

الكمامة من الطريقة السيناوية الى العالمية

تقرير : بسنت تاج الدين

على مدار سنوات تقوم “الفيروز” بواجب تنموي، تقدم ملابس تراثية سيناوية بأسعار مخفضة، وتوفر فرص العمل وفق ما تكفله مقدرتها، لكن كان فبراير 2020 نقطة تحول في طريق تلك الجمعية، وجهت مجهوداتها لمجابهة كورونا، أنتجت الكمامات، وشغلت أعداد أكبر من النساء، ووصلت بمنتجاتها للعالمية، كما تضيف غريب.
بعدما تفشت الجائحة، فكرت الجمعية في الكيفية التي تقدم بها أفضل مساعدة، فقررت توفير الكمامات والمعدات الطبية لأهل العريش، وكانت أكثر ما يهم أهل المدينة في تلك المرحلة “عملنا دراسات مع كلية الاقتصاد المنزلي جامعة العريش، تخص المواصفات القياسية للكمامة متعددة الاستخدام، ودراسات تخص المستلزمات الطبية وملابس الأطباء” تقول غريب، ليبدأوا في إنتاج كمامات قماشية من ثلاث طبقات مطرزة بأشكال وألوان على الطريقة السيناوية، لترتدي غريب أول كمامة من إنتاج الجمعية، وتلتقط بها صورة، وتضعها على فيسبوك، مع كلمات: “اللي عايز يشتري كمامة.. كمامتك عندنا”، في وقت زاد الطلب على الكمامات وقل عرضها.. باعت الجمعية الواحدة بـ5 جنيهات فقط.

وهو خط لإنتاج الملابس التراثية السيناوية تملكه جمعية “الفيروز”، وهي جمعية أهلية تنموية بمدينة العريش في محافظة شمال سيناء، اعتادت على تقديم الخدمات الاقتصادية والاجتماعية لأهالي المدينة السيناوية، لكن مع حلول جائحة كورونا، توقف إنتاجها المعتاد وخدماتها التي بدأت قبل سنوات، لتوجه مجهوداتها في مجابهة المرض صحيًا واقتصاديًا، اتجهت إلى إنتاج الكمامات المطرزة على الطريقة السيناوية، وباعتها بأسعار مخفضة، منها تحمي أهل المدينة السيناوية من مرض كوفيد-19، وتوفر فرصًا للعمل إلى السيدات في ظروف عالمية استثنائية، كما تقول أماني غريب، المدير التنفيذي لجمعية الفيروز الأهلية.

في أغسطس 2020 وقعت “الفيروز” بروتوكول مع مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، والذي منحهم تشغيل 190 سيدة سيناوية، ليصل عدد السيدات في المشروع لحوالي 550 سيدة، ينتجون المستلزمات الطبية بشكل عام، على أن تتقاضى الواحدة ما يتراوح بين 300 و400 جنيهًا أسبوعيًا، ولا يزال العمل قائم.
و توسع عمل “الفيروز” في إنتاج الكمامات المطرزة، والتي تقوم عليها سيدات محترفات في التطريز، ليصل ما أنتجته الجمعية منذ فبراير 2020 إلى الآن حوالي 25 ألف كمامة، لم يكتفوا بتصريفهم في السوق المحلي، بل وصل نجاحهم إلى الخارج، “في وكالة فرنسية كتبت عننا مقال.. خلت أجانب يكلمونا” تقول غريب، فلأول مرة تُصدر الجمعية أي من منتجاتها إلى الخارج: “صدرنا حوالي 7 آلاف كمامة”.