اليوتيوب بين بدعة اليوتيوبر والبوكتيوبر

اليوتيوب بين بدعة اليوتيوبر والبوكتيوبر

كتبت : هبة معوض

في السنوات القليلة الأخيرة بدأت الغالبية تتجه إلى موقع يوتيوب، وهو ما دفع البعض إلى استغلال ذلك، منهم من استغله بشكل إيجابي، وآخرون سلبي، وهو ما ترتب عليه ظهور وابتكار مصطلحات ومسميات عديدة، ترتب عليها وظائف غريبة، منها الهادف، وهي قليلة، ومنها ما يهدف للربح والشهرة فقط، دون أي محتوى هادف أو مفيد.

يبقى السؤال هنا، ما هي هذه الوظائف؟ وما الفائدة منها؟ ولماذا تقدم؟ وما مضمونها؟ ولماذا انتشرت بهذا الشكل؟ والسؤال الأهم، ما النتائج المترتبة على تلك المهن المبتدعة؟

اليوتيوبر..
المصطلح الذي انتشر بشكل واضح في الأونة الأخيرة، والذي بدأ يتفشى داخل كل منزل، فما معنى ذلك المصطلح؟ وماذا يقدم؟

واليوتيوبر هو مصطلح ومهنة ابتدعها مستخدمي موقع يوتيوب، للتربح من وراءه، من خلال عرض حياتهم الشخصية، وانتهاك الخصوصية، لعرضها للجمهور ومستخدمي الموقع، بهدف الكسب المادي والشهرة.

الفائدة منه..
إلى الآن لم يتم اكتشاف أية فائدة من هذه البدعة، ونظرا لأن كل شيء في العالم منه الإيجابي والسلبي، فهذه البدعة، تمكن المحتوى السلبي الغير هادف فيها من اكتساح السوشيال ميديا، واختفاء أي محتوى إيجابي.

وذلك يدل على غياب العقول، وعدم الوعي، أما إذا ناقشنا الأسباب التي وصلتنا لهذا الدمار الفكري، فيرجع إلى عدم المعرفة الحقة بالدين، وغياب الرقابة، إضافة لأن المشاهد نفسه له دور، وهذا الدور يتمثل في عدم وجود رقابة على الأبناء من قبل ذويهم، وعلى ما يشاهدون.

إذا اللوم الأكبر في يرجع إلى ذوي المشاهدين، لأن حسب التقرير العالمي، لمشاهدة المواقع الالكترونية، فقد جاءت مصر على رأس القائمة، وجاء السبب في ذلك إلى الأطفال.

ويصل عدد زوار «يوتيوب» يوميًا في العالم إلى «30 مليون» زائر، بواقع «500 مليون» مشاهدة عبر الهواتف، وارتفعت أعداد صانعي محتوى «يوتيوب» إلى «50 مليونا» وتصل عدد المشاهدات يوميًا إلى «5 مليارات» مقطع يوميًا، ونظرًا لاختراق للمجتمعات لجأت كثير من الدول كالصين وروسيا لحظر التعامل مع «يوتيوب» للحفاظ على الهوية الثقافية الخاصة بهم.

وعن الجانب الديني..
فقد ذهبت دار الإفتاء المصرية إلى أَنَّ نشر مثل هذه المقاطع المصورة التي لا يصح إِطْلاع الغير عليها يتنافى كليًّا مع حَثِّ الشرع الشريف على الستر والاستتار؛ لأنَّ أمور العباد الخاصة بهم مبنية على الستر، فلا يصح من أحد أن يكشف ستر الله عليه ولا على غيره، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ» (رواه مسلم). وفي رواية لابن ماجه: «منْ سَتَرَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ كَشَفَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كَشَفَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ بِهَا فِي بَيْتِهِ.

الجانب الاجتماعي الثقافي..
يعتبر اليوتيوبر من أولى العوامل في بداية الإنحلال الفكري، والمجتمعي، لان كعادة الشعب المصري فهو دائما يحب التقليد، ويسير وراء ما يقدمه الغرب، ونظرا لأن ما يقدمه الغرب يتنافى في أغلبه مع عاداتنا وتقاليدنا، واليوتيوبر في مصر مقلدين فقط، فقد وصلنا لمستوى اجتماعي منحدر، انتشرت فيه جرائم مخلة بالآداب، ممارسة لعادات تتنافى مع الواقع والمجتمع، خلق جيل مذبذب نفسيا.

الجانب القانوني..
هو الجانب الأكثر كارثية، لأن إذا وجد قانون رادع يتخذ إجراء جدي نحو كل من يقدم محتوى غير لائق، لن نجد أي من تلك المشاهد، وللمناصفة يتم إتخاذ بين الفينه والأخرى تجاه أحد من هؤلاء.

وعلى صعيد آخر فالبدعة ليست سيئة بشكل جذري، حيث يوجد لها جوانب إيجابية أيضا، مثل إستخدامه في إرشاد الناس بالقوانين والإجراءات الخاصة بأي منظمة، وغيره، كما يتخذه البعض في الترويج لسلعة أو مكان وما شبه ذلك.

البوكتيوبر..
هو مصطلح بدأ ينتشر في عام 2009، رغم ظهوره من قبل ذلك التاريخ، لكن يمكن القول أن منذ ذلك الحين ومنذ انتشاره في أمريكا والغرب، فقد بات في الظهور بشكل تدريجي في جميع بلدان العالم.

من هم البوكتيوبرز
البوكتيوبرز هم صُناع المحتوى الذين يشاركون شغفهم بالقراءة وآخر قراءاتهم من خلال فيديوهات، تكون ما بين «ريفيوهات» للكتب والروايات، ويمكن ترجمته بأنه القنوات الأدبية، أو اليوتيوب الثقافى.

من الصعب أن نطلق عليها بدعة، لأنها بالفعل تقدم محتوى هادف ومفيد، لكن الأمر كذلك ليس دائما إيجابي، لأن لكل شيء إيجابياته وسلبياته.

كيف يمكن أن يكون البوكتيوبرز سلبي؟وما الغرض من ذلك؟ السؤال الأول إجابته تتمثل في أن البعض جعلوا أنفسهم بوكتيوبر، لهدف الكسب، وبالتالي حولوه إلى سلعة، لكن يتم افتضاح أمر أي مدعي الثقافة منذ الوهلة الأولى، لأن الشيء الوحيد الذي لا يمكن إدعاءه ويتم بشكل حقيقي للنهاية هو الثقافة، أما عن السؤال الثاني فالسبب هو نفس سبب اليوتيوبرز، ألا وهو الشهرة والكسب المادي.

لماذا نفضل البوكتيوبر..
إذا تأملنا ما يقدمه لنا أي بوكتيوبر حتى إذا كان غير متمكن أو هدفه الربح، سنجد أنه يعود علينا بفائدة، أي كان شكلها، أولا فهو أداة فعاله بشكل كبير في ترويج الوعي الثقافي، عامل مساعد في الترويج للقراءة نفسها، إضافة لذلك فهو أداة مهمة لذوي القدرات الخاصة، من المكفوفين وغير القادرين على الحركة.

وقد جاء استطلاع الرأي حول ذلك الموضوع إيجابي جدا، ولذلك من المفيد أن نقدم أفضل بوكتيوبرز من وجهة نظر القراء، وهم (دودة الكتب، ظل كتاب،
كوكب الكتب، الزتونة، الروائي، نضال ريدز..وغيرهم الكثير).

خلاصة الحديث، يمكن القول أن اليوتيوب أو السوشيال ميديا ليست دليل على التحضر والرقي، فالصين من أوائل الدول المتحضرة، وغيرها من الدول، ورغم ذلك إلا انها بدأت في إغلاق «فيس بوك» واليوتيوب وأنتجوا بديلا لهم خاصا بالصين متحكمين فيه وبذلك تم الحفاظ على مجتمعاتهم من انتهاج نظريه الاستسهال للحفاظ على قيم ضرورة العمل الجاد وعدم وجود سيطرة عليهم من الدول الأخرى لان قيم اليوتيوب كانت متعارضة معهم.