انواع انفصام الشخصية وطرق علاجها

انواع انفصام الشخصية وطرق علاجها

انفصام الشخصية والذي يُعرف أيضًا بالشيزوفرينيا هو اضطراب نفسي مزمن يتميز بمجموعة من الأعراض الذهانية مثل الهلوسة، والأوهام، واضطرابات الفكر والسلوك.

صاغ العلماء لأول مرة مصطلح شيزوفرينيا عام 1908، وهذا المصطلح مشتق من الكلمة اليونانية ‘schizo’ ومعناها الانقسام، وكلمة ‘phren’ ومعناها العقل.

يؤثر هذا الاضطراب النفسي على حوالي 24 مليون شخص في جميع أنحاء العالم أو بمعدل شخص واحد من كل 300 شخص حسب ما تم تقريره في منظمة الصحة العالمية عام 2022.

 أسباب انفصام الشخصية

تُعد أسباب انفصام الشخصية غير معروفة بشكل واضح، ولكن تشير العديد من الأبحاث إلى احتمالية ارتباط هذا المرض بمجموعة من العوامل الجسدية، والوراثية، والنفسية، والبيئية. تؤدي أحداث الحياة المجهدة إلى حدوث نوبة ذهانية لدى بعض الأشخاص بينما لا يتعرض البعض الآخر لهذه الحالة. 

اعراض انفصام الشخصية

 قد يكون من الصعب تحديد اعراض انفصام الشخصية في بداية الحالة لأن الأعراض غالبًا ما تظهر خلال سنوات المراهقة. تنقسم أعراض انفصام الشخصية إلى أعراض إيجابية وأعراض سلبية. 

الأعراض الإيجابية أو الأشياء التي قد تبدأ في الحدوث وتشتمل على:

  • الهلوسة: يتعرض الأشخاص المصابين بهذه الحالة إلى هلوسة سمعية أو بصرية، وقد يشعرون أيضًا بأشياء لا يشعر بها أي شخص آخر. تُعد الهلوسة السمعية الأكثر شيوعًا بين المرضى، ووصف بعض الأشخاص الأصوات التي يسمعونها على أنها ودية وممتعة، ولكن في معظم الأحيان تكون مزعجة أو فظة أو مسيئة. 
  • الأوهام: تبدأ الأوهام بالظهور فجأة ثم تتطور على مدار أسابيع أو شهور وتؤثر على الطريقة التي يتصرف بها الشخص. قد يعاني المريض من وهم جنون العظمة أو أنه يتعرض للاضطهاد أو الملاحقة أو المراقبة من قبل أحد أفراد أسرته أو أصدقائه. 
  • اضطرابات الفكر: يجد المرضى صعوبة في تتبع أفكارهم ومحادثاتهم، كذلك يصعب عليهم التركيز وينتقلون من فكرة إلى أخرى بشكل سريع. قد يواجه المرضى أيضًا صعوبة في القراءة أو مشاهدة برنامج تليفزيوني وكذلك يشعرون بالقلق الدائم.  
  • اضطرابات الحركة: يقوم المرضى في بعض الأحيان بنفس الحركة مرارًا وتكرارًا، وقد يظلون ساكنين تمامًا لساعات طويلة. 

الأعراض السلبية أو الأشياء التي قد تتوقف عن الحدوث وتشتمل على:

  • الانسحاب: يميل مرضى انفصام الشخصية إلى العزلة والانسحاب من أي تجمع للعائلة أو الأصدقاء، كذلك يصبح التحدث بالنسبة للمرضى أمرًا صعبًا يشبه خلع الأسنان.
  • فقدان الاهتمام بالحياة والأنشطة اليومية: قد يتوقف بعض الأشخاص عن الاستحمام والاعتناء بنفسهم.
  • انعدام المتعة: يفقد المصاب بهذه الحالة الإحساس بأي متعة في الحياة، كذلك يعاني من البلاهة الشديدة ويبدو كأنه بلا مشاعر ولا يستجيب للأشياء التي تحدث من حوله. 

أنواع انفصام الشخصية

انفصام الشخصية

اعتاد الأطباء المتخصصون على تقسيم هذا المرض إلى أنواع فرعية مختلفة حيث يوجد العديد من أنواع انفصام الشخصية وهي: 

  1. الفصام البارانويدي Paranoid schizophrenia: هو أكثر الأنواع شيوعًا، ويعاني الأشخاص من الهلوسة والأوهام المرتبطة بجنون العظمة.
  2. الفصام غير المنتظم Hebephrenic schizophrenia: يظهر هذا النوع عادًة بين 15 و 25 عامًا، ويتميز بوجود أفكار وسلوكيات ونمط كلام غير منظم.
  3. الفصام الجامودي Catatonic schizophrenia: يُعد هذا النوع من الأنواع نادرة الحدوث، ويتضمن فترات يصبح فيها المريض غير مستجيب أي يتوقف عن الحركة والتحدث. قد يقوم بعض الأشخاص أيضًا بإمساك أجسادهم أو أذرعهم أو أرجلهم لفترات طويلة، وكذلك يصدر عنهم تعبيرات غريبة بالوجه.
  4. الفصام غير المتمايز Undifferentiated schizophrenia: يتم تشخيص المريض بهذا النوع عندما تظهر عليه أعراض لعدة أنواع مختلفة من الانفصام مع صعوبة تمييز النوع المحدد الذي يعاني منه المريض. 
  5. الفصام المتبقي Residual schizophrenia: يستخدم الأطباء مصطلح الفصام المتبقي في حالة وجود تاريخ مرضي من نوبات الذهان حتى وإن لم تظهر على المريض أعراض هلوسة أو أوهام في الوقت الحالي. 
  6. الفصام البسيط Simple schizophrenia: نادرًا ما يتم تشخيص أحد المرضى بهذا النوع من الفصام. تظهر بعض الأعراض السلبية على المريض مثل الحركة البطيئة، وإهمال النظافة الشخصية، وضعف التركيز ولكن نادرًا ما تظهر أعراض إيجابية مثل الهلوسة والأوهام. 
  7. الفصام السينوباثي Cenesthopathic schizophrenia: يعاني المريض من أحاسيس جسدية غير طبيعية أو مزعجة وتكون هذه الأحاسيس بدون سبب جسدي حقيقي.

علاج انفصام الشخصية

يتطلب علاج انفصام الشخصية فترات طويلة قد تصل إلى مدى الحياة حتى إذا انحسرت الأعراض. يساعد العلاج بالأدوية والجلسات النفسية في إدارة الحالة، وقد تكون هناك حاجة لدخول بعض المرضى إلى المستشفى. 

تُعد الأدوية هي حجر الأساس في علاج انفصام الشخصية، والأدوية المضادة للذهان هي الأكثر استخدامًا من قبل الأطباء لأن هذه الأدوية تتحكم في الأعراض من خلال تأثيرها على الدوبامين الذي تفرزه الخلايا العصبية في الدماغ. يستخدم الأطباء عادًة الجيل الثاني من مضادات الذهان لأنها بشكل عام لها آثار جانبية أقل مقارنة بمضادات الذهان من الجيل الأول. قد يلجأ الأطباء أيضًا إلى استخدام مضادات الإكتئاب أو الأدوية مضادة للقلق بجرعات مختلفة حتى تتحسن الأعراض.