باجيو أسطورة الكرة الإيطالية

باجيو أسطورة الكرة الإيطالية
باجيو أسطورة الكرة الإيطالية

أحد أفضل لاعبي إيطاليا وأفضل لاعب في العالم في التسعينات، إنه اللاعب الإيطالي روبرتو باجيو. برز باجيو بتسريحةٍ غريبة مع رقم عشرة في الظهر وكرةٍ على قدمه، ولم يحتج أكثر من ذلك ليصنع التاريخ، وليصبح باجيو أسطورة الكرة الإيطالية.

وباجيو هو لاعب كرة قدم سابق اختارته الفيفا ضمن فريق الأحلام، وحصل على جائزة أفضل لاعب في أوروبا عام 1993، وكذلك جائزة الكرة الذهبية في نفس العام.

مسيرة باجيو أسطورة الكرة الإيطالية

بدأ باجيو مسيرته بانضمامه لفريق فيتشنزا الذي اشتراه في عام 1981 مقابل 300 جنيه إسترليني وعمره  آنذاك 13 عامًا، وقد أحرز معه 13 هدفًا في 36 مباراة، فظهرت بطولاته وتطورت موهبته  وأصبح محط أنظار الأندية الإيطالية الكبرى.

ثم انتقل إلى نادي فيورينتينا الذي استطاع خطفه من الأندية الأخرى بصفقةٍ بلغت مليونًا ونصف المليون جنيه إسترليني عام 1985 وحتى 1990، لعب معهم 236 مباراة.

انتقل بعدها إلى نادي يوفنتوس مقابل مبلغٍ قياسي بلغ ثمانية ملايين جنيه إسترليني، ووصل معه إلى نصف نهائي كأس الكؤوس وكان هداف البطولة، وسجل ليوفنتوس 78 هدفًا، ولقب في هذه الفترة بصاحب الذيل المقدس. وقاد الفريق في موسمه الثالث إلى كأس الاتحاد الأوروبي.

كما نال في هذه الفترة جائزة أفضل لاعب في أوروبا وجائزة أفضل لاعب كرة قدم في العالم، فأصبح باجيو أسطورة الكرة الإيطالية.

ثم رحل بعد ذلك إلى ميلان في 1995 وقضي موسمين فقط، وفاز معهم ببطولة الدوري. ثم  انتقل إلى بولونيا وأصبح المفضل لدى الجماهير، ولكنه فشل في الفوز باللقب.

وبعدها انتقل لفريق إنتر ميلان وبقي معهم عامين آخرين، ثم نادي بريشيا الذي كان آخر محطات باجيو والذي أحرز لديه هدفه الثلاثمائة في مسيرته.

كان باجيو يخطف الأنفاس في كل مرة تصل الكرة لقدميه، وأصبح قادرًا على تسجيل الهدف من أي موقع، إذ يخطط للمراوغة في رأسه لحظيًا ثم ينفذها.

وعلى مدار مسيرته، حصل اللاعب الإيطالي على العديد من الألقاب بما قدمه من بطولات مع مختلف الأندية التي لعب بقميصها أو مع منتخبه، وكان أهمها الدوري الإيطالي الذي ظهر معه باجيو في سن السادسة عشرة وحصل على جائزة أفضل لاعب.

وأيضًا الدوري الأوروبي وكذلك مع يوفنتوس وأيضًا كأس إيطاليا، وشارك باجيو مع المنتخب الإيطالي في 56 مباراة أصبح خلالها أفضل رابع هداف، فأصبح حقًا باجيو أسطورة الكرة الإيطالية.

كما شارك  باجيو في ثلاث نهائيات لكأس العالم سجل فيها تسعة أهداف في أعوام 90/ 94/ 98.

ركلة الجزاء القاتلة

في كأس العالم 1994، كان من المتوقع أن يفوز باجيو ويصبح أحد نجوم البطولة. ولكنه بدأ المباراة بشكلٍ سيء ثم ما لبث أن عاد لمستواه الطبيعي. وقاد إيطاليا إلى المباراة النهائية التي انتهت بالتعادل السلبي، لجأ الفريقان حينها للركلات الترجيحية.

وقد أحرزت البرازيل ثلاثة أهداف من أربع ركلات، وانتظر الجميع الركلة الخامسة لإيطاليا والتي سجل لاعبوها هدفين من أصل أربعة وزاد الضغط على باجيو الذي تم اختياره لتسديد الركلة الأخيرة والتي ستُبقي إيطاليا في المقدمة.

تقدم باجيو تحت ضغطٍ نفسي كبير وهو المعروف بدمه البارد،  ووقف عند علامة الجزاء لفترة طويلة وخفض رأسه، ثم سدد الكرة ولكنها تخطت المرمى عاليًا، معلنًا خسارة المنتخب الإيطالي ونهاية الحلم.

ومرت لحظات من الصمت انتهت بفوز البرازيل بنهائي كأس العالم بمباراة تخلو من الأهداف. ومن هنا جاء لقب  (الرجل الذي مات واقفًا)، وظل هذا المشهد عالقًا في أذهان الجماهير لسنوات.

ومع الأسف لقد نسي الجمهور كل ما قدمه باجيو من أجل كرة القدم الإيطالية، وأصبح باجيو أسطورة الكرة الإيطالية منبوذًا من  غالبية  الإيطاليين، ولم يتذكروا له غير ركلة الجزاء الضائعة.

وظهرت مقولة: (سيغفر الله للجميع ماعدا باجيو)، والتي كتبت على جدران الفاتيكان وظل يرددها الجمهور لعدة سنوات.

وظلت لعنة الركلة الضائعة تلاحق باجيو فترة طويلة من عمره ووصفها بقوله:

” كانت تلك اللحظة هي الأصعب في مسيرتي المهنية، لقد ظلت تراودني في أحلامي لسنوات”.