في داخل كل فتاة رغبة في أن تتزوج من شريك حياتها الذي تحلم به، وأن تؤسس أسرة مستقلة وبيتًا مليئًا بالأمان، وتشبع غريزة الأمومة بداخلها. ولكن قد يحدث أن تتأخر هذه الأمنية ويقع ما يسبب تأخر زواج الفتاة.
أسباب قد تؤدي لتأخر زواج الفتاة
أسباب اقتصادية: وهي أهم أسباب تأخر الزواج. إذ زادت تكاليف الزواج والمهور في مجتمعاتنا العربية فعزف أغلب الشباب عن الزواج مما قلل من فرص الفتيات منه.
تجارب فاشلة: أصبحت الفتيات ينفرن من الزواج بسبب زيادة معدلات الانفصال التي يشاهدنها، ويمكن أن تكون الفتاة قد عايشت حياة أسرية منهارة أو مهزوزة فتفقد رغبتها في الزواج وتزداد خشيتها منه.
الخوف من المسئولية: قد تخشى البنت الزواج بمسئولياته خوفًا من واجباتها نحو أولادها، أو أم زوجها وأقاربه، فتتردد في الإقدام على هذه الخطوة، وقد تصاب بما يسمى رهاب الزواج.
شروط العائلة: قد تضع أسرة الفتاة شروطًا لزواج ابنتهم تكون سببًا في عرقلة ارتباطها لأنها لا تلائم ظروف المتقدم.
انعدام التوافق: وهو سبب مهم في تأخر سن زواج الفتاة، بحيث لا تجد الفتاة الراحة فيمن يتقدم لها. وقد يتقدم لها العديد من الخاطبين ولكنها لا تجد تواؤمًا فكريًا أو نفسيًا أو عاطفيًا.
مواصفات الشريك: بحيث تضع الفتاة مواصفات فائقة لشريك حياتها فتطلب الحسب والنسب، والجاه، والمال، والشهادات العلمية، والمستوى الفكري وغير ذلك مما يصوره رجلًا خارقًا. فيحدث نتيجةً لذلك أن لا يتقدم لها من يوفر كل متطلباتها ومن ثم يتأخر سن زواجها.
كذلك قد تكون الفتاة عنيدة وصعبة المراس، ولها صفات جافة ويصعب إرضاؤها، فتتعامل مع الرجل بأسلوب الندية مما يجعله يتردد في الارتباط بها.
هجرة الشباب: مع زيادة نسبة السفر من مجتمعاتنا العربية سواءً للتعليم أو العمل فإن فرص زواج الفتيات تقل.
تغير المجتمع العربي: بعد التغيرات الملحوظة الطارئة على مجمعاتنا، أصبح تركيز الفتاة على فرص عمل جيدة مع الاستقلال المادي، مما أثر على نظرتها للزواج. إذ لم يعد من أولوياتها. فأصبح الانغماس في تحقيق هذه الأهداف عائقًا ومؤخِرًا للزواج.
انحدار الأخلاقيات واتجاه بعض الشباب لإقامة علاقات غير مشروعة لا تتوافق مع الأديان ولا الأعراف.
ميل الشباب للزواج من أجنبيات، باعتباره حلًا من حلول البطالة.
سلبيات ناتجة عن تأخر زواج الفتيات
اختلال نفسي: قد تعاني الفتاة التي تأخر زواجها من فقدان التوازن النفسي، فتفقد ثقتها بنفسها وتتناقض سلوكياتها، وقد تصبح منعزلة وكارهة لمجتمعها. وقد تتعرض أيضًا الفتاة لنوبات من الضيق والحزن.
عدم اهتمامها بنفسها: إذ تشعر الفتاة أنها كائن وحيد لا يوجد من يهتم لأمرها، فيقل اهتمامها بنفسها ومظهرها وشخصيتها.
تضييق الأهل: قد تحدث تدخلات من الأهل، أو أسئلةً تسبب إحراجًا وضغوطًا على الفتاة فتسوء نفسيتها.
قد تلجأ الفتاة، بسبب الضغوط ومع تقدمها في العمر، إلى اختيار شريكٍ غير مناسب لكي تتخلص من نظرة المجتمع لها وهروبها من مصطلح العنوسة.
حلول لمشكلة تأخر الزواج
ينبغي أولًا توعية الشباب، وتفويض الأمر كله لله، فالزواج رزقٌ من أرزاق الله يأت به وقتما يشاء.
التخلص من رهاب المجتمع وضغوطاته، وتطوير النفس والمهارات والنجاح في الحياة العملية.
ترسيخ العلاقات العائلية وعمل علاقات اجتماعية محترمة ومقبولة.
عدم التعلق بأفكار المجتمع السائدة والابتعاد عن تحديد سن معين للزواج، وكذلك عدم الزواج للخلاص من ضغط الأهل.
عدم المغالاة في متطلبات الزواج.
التوجه إلى الله تعالى بالدعاء وسؤال الله من فضله والإلحاح في الدعاء.
في النهاية يجب أن ننوه أنه لا غنى عن شراكة قوية برباطٍ مقدس هي الزواج، وذلك لتكوين أسرة مستقلة سوية تكون جزءًا من مجتمع إنساني كبير، بشرط أن يعمل هذا الارتباط على زيادة كرامة المرأة وعزتها.