تطور اللغة لدى الطفل .. هل هو فطري أم مكتسب؟

تطور اللغة لدى الطفل .. هل هو فطري أم مكتسب؟
تطور اللغة لدى الطفل

تطور اللغة لدى الطفل عملية معقدة ورائعة في نفس الوقت، تثير العديد من الأسئلة حول مدى تأثير العوامل الوراثية والبيئية على تطور اللغة، حيث يظهر الطفل قدرة مدهشة على اكتساب اللغة في مراحل مبكرة من عمره، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان هذا العمل محض اكتساب “فطري” أم يتأثر بالعوامل البيئية المحيطة به.

 اللغة كمهارة فطرية

يشير بعض الباحثين إلى أن هناك جزءًا من تطور اللغة لدى الطفل يعتبر فطريًا، يقدم الطفل إشارات لغوية مبكرة من خلال الابتسامات والأصوات الأولى التي يصدرها، مما يشير إلى استجابته للغة والتواصل اللغوي.

صحيح، إن اللغة كمهارة تعتبر جزءًا من الطبيعة الفطرية للبشر، حيث أن الأطفال يظهرون ميولاً طبيعية نحو اكتساب اللغة، حيث يتعلمون اللغة بشكل طبيعي وبدون جهد مباشر أو تعليم مُنظم.

هناك مجموعة من العوامل التي تدعم فكرة أن تطور اللغة لدى الطفل  هي مهارة فطرية:

القدرة العقلية
– الدماغ البشري مبرمج لاكتساب اللغة، والأجزاء المختلفة من الدماغ تتعاون بشكل طبيعي لمعالجة وفهم اللغة.

الفترة الحساسة
– الأطفال يمرون بفترة حساسة أو نوافذ زمنية خلالها يكوّنون أسساً قوية للغة، هذه الفترة تعتبر الفترة الأمثل لاكتساب اللغة، وتطور اللغة لدى الطفل.

 التفاعل الاجتماعي

قدرة الأطفال على التفاعل الاجتماعي تساهم في اكتساب اللغة، هم يتعلمون من التفاعل مع الآخرين واستخدام اللغة في التواصل، مما يؤدي إلى تطور اللغة لدى الطفل.

الاستجابة اللغوية الطبيعية
– الأطفال يظهرون استجابة طبيعية للغة، حيث يتلقونها ويبدأون في تكوين الجمل واستخدام الكلمات بطريقة تدعم الفهم اللغوي.

اللغة بلا شك مهارة فطرية، ومع ذلك، البيئة التي ينمو فيها الطفل والتفاعلات الإجتماعية التي يشارك فيها تؤثر بشكل كبير على كيفية اكتساب وتطور اللغة لدى الطفل.

اللغة كمهارة مكتسبة “تأثير البيئة والتفاعل”

مع ذلك، تشير الأبحاث أيضًا إلى أن البيئة المحيطة بالطفل تلعب دورًا حاسمًا في تطور اللغة لدى الطفل، والتفاعلات اللفظية مع الوالدين والأقران تلعب دورًا هامًا في تعلم اللغة وإتقانها، يعني ذلك أن التحفيز اللفظي والتفاعل الاجتماعي يمكن أن يعززا تطور اللغة لدى الطفل.

بالطبع، اللغة هي أيضًا مهارة مكتسبة، على الرغم من أن الأطفال يظهرون قدرة طبيعية على اكتساب اللغة، إلا أن عملية اكتسابهم للغة تعتمد أيضًا على البيئة والتفاعلات الإجتماعية التي يخوضونها، هذه بعض النقاط التي تدعم فكرة أن اللغة هي مهارة مكتسبة:

البيئة الإجتماعية والثقافية
– يتعلم الأطفال لغتهم الأم من خلال التفاعل مع أفراد الأسرة والمجتمع المحيط بهم.

 التعليم والتوجيه
– الأطفال يستفيدون من التوجيه والتعليم المتاح لهم لتطوير مهارات اللغة، سواء في المدارس أو من خلال الكتب والأنشطة التعليمية.

التأثير البيئي والتجارب
– الأطفال يتأثرون بالبيئة المحيطة بهم والتجارب التي يخوضونها، وهذا يلعب دورًا في تطور مفرداتهم واستخدام اللغة.

 التكيف والتطور

– مع تطور الأطفال ونموهم، يتطور استخدامهم وفهمهم للغة وفقاً لتجاربهم والتحديات التي يواجهونها.

اللغة بالتأكيد تعتبر مهارة مكتسبة بالتزامن مع كونها مهارة فطرية، يعتمد تطورها على التفاعل البيئي والتعليمي الذي يتلقاه الطفل، وهو ما يؤثر على تطور مهارات اللغة واستخدامها بشكل شخصي وفعال.

تطور اللغة لدى الطفل
تطور اللغة لدى الطفل

 التكامل بين العوامل الفطرية والبيئية في تطور اللغة لدى الطفل 

من الواضح أن هناك تكاملًا بين العوامل الفطرية والبيئية في تطور اللغة لدى الطفل، قد تكون هناك قدرات فطرية موجودة في الدماغ تسهم في القدرة على اكتساب اللغة، لكن البيئة المحيطة تلعب دورًا حاسمًا في توجيه هذه القدرات وتطويرها.

إن اكتساب اللغة عند الطفل يمثل تفاعلًا معقدًا بين العوامل الفطرية والبيئية، يبدأ الطفل رحلته اللغوية وتطور اللغة بقدرات فطرية عند ولادته، لكن التفاعل مع البيئة عندما يكبر يلعب دورًا أساسيًا في تشكيل وتطور هذه القدرات وإكتسابها، فهو عملية شاملة تتأثر بها العديد من الجوانب، والتي تجعل اكتساب وتطور اللغة عند الطفل موضوعًا مثيرًا للدراسة والاهتمام الدائم.