تعرف على جامع السلطان حسن

تعرف على جامع السلطان حسن

جامع السلطان حسن اسمه جامع لأنه يضم مسجد وأربعة مدارس وكل مدرسة بها مسجد صغير وسكن للطلبة، وأراد السلطان حسن من بناء أربعة مدارس كي يُدرس به المذاهب الإسلامية الأربعة.

سنتعرف من خلال هذا المقال على جامع السلطان حسن بكل تفاصيله ونبذة عن السلطان الذي أنشأه.

جامع السلطان حسن

جامع السلطان حسن

لمن لا يعلم صورة الجامع مطبوعة على العملة الورقية المصرية فئة مائة جنيه، وهذا من قِبل الترويج السياحي للمعالم السياحية الإسلامية الثقافية.

مسجد أو جامع أو مدرسة السلطان حسن، يمثل اكتمال ونضوج وعظمة ورقي وتقدم الفن والعمارة الإسلامية في العصر المملوكي.

يضم أيضا كلا من قوة البناء وروعته وفخامته وروعة زخارفه البديعة وألوانها المدهشة الباقية حتى الآن، كذلك يدل على المجد الإسلامي.

جامع السلطان حسن تاج وجوهرة العمارة المملوكية وفخرها
هو من أكبر مساجد المماليك، ويقع في منطقة القلعة في مصر القديمة.
مساحة الجامع تبلغ مساحته، 7906 م2 ويصل أكثر طول 150 متر، وأكبر عرض 68 أمتار.

بدأ بناءه في عام 1356م 757‪ هجرية وانتهى عام 764هـ 1363ميلادية ولم ينتهي بناءه في عهد السلطان حسن، لكن أتم بناءه أحد أمراءه، ولم يدفن في الضريح الذي بناه لنفسه، لكن دفن فيه ولداه بعد ذلك.
تكلف هذا البناء الضخم وقتها مبالغ طائلة حوالي 750 ألف دينارًت ذهبيًا.

وصف جامع السلطان حسن

الجامع له من مئذنتان عند الواجهة الشرقية.
المدخل الرئيسى يقع عند الركن الغربى للواجهة الشمالية.

يتكون الجامع من صحن مكشوف من المنتصف ومحاط بأربعة إيوانات، كل إيوان مغطى بقبو، وأعمقها هو الإيوان الذى يقع فى اتجاه القبلة.

ويحتوي كل إيوان على المحراب والمنبر ويكسو منبر المسجد بالنحاس المشغول، ودكة الميلغ، هي دكة عالية لها سلالم صغيرة يصعد فوقها المبلغ وهو شخص يردد الآذان وراء الإمام حتى يسمعه من بالخارج لأنه لم يكن لديهم مكبرات صوت.

وتوجد «ميضأة» وهي للوضوء، في منتصف الصحن، فوقها قُبة مصنوعة من الخشب على ثمانية أعمدة خشبية.
والصحن له أربعة أبواب مكشوفة على أربعة مدارس، تمثل مذاهب الإئمة الإسلامية الأربعة، الشافعية والحنابلة والمالكية و”الحنفية”التى كانت أكبر المدارس الأربعة.

وتحتوي كل مدرسة على إيوانًا وصحنًا، وتوجد وسط الصحن “ميضأة” للوضوء وتطل عليها ثلاثة طوابق من الحُجرات على فوق بعضها وهي سكن الطلبة.

وهناك غرفة الدفن التي تقع وراء حائط القبلة.
وكل هذه المباني مبطنة من أجمل وأغلى أنواع الرخام وأروع الزخارف التي تدل على تطور العمارة وقتها.

باب المسجد مصنوع من النحاس المركب لكنه سُرق وموجود على باب جامع المؤيد وهو مكسو بالنحاس المشغول على شكل رسومات هندسية في منتصفها حشوات مفرغة بزخارف منتهى الدقة.

نظام التدريس بالمدارس:

زود السلطان المدرسة بمكتبين لتعليم الأيتام القرآن الكريم والخط. وخصص لهم طعام وملابس، وعندما ينتهي اليتيم من حفظ القرآن يمنحه خمسون درهما، ويعطي معلمه مثلها أيضا ومكافأة.

عَين السلطان حسن لكل مذهب عالم ومائة طالب من المذاهب الإسلامية الأربعة لكل فرقة خمسة وعشرون متقدمون وثلاثة معيدون، وحدد لكل فرد معاشا شهريًا طبقا لوظيفته، وخصص معلم لتفسير القرآن الكريم وخصص معه ثلاثون طالبًا حتى يقومون بعمل الملاحظة، وقرر مدرس للأحاديث النبوية وحدد له راتبًا يبلغ ثلاثة مائة درهمًا وقرر له قارئًا للأحاديث.

ووظف لمدرسة الشافعية عالمًا مفتيًا، وخصص معه قارئا، أربعة أيام في الأسبوع، ويوم الحمعة بعد صلاة الجمعة، يقرأ القارئ ما يتيسر من القرآن والأحاديث النبوية، وعين أيضا معلمًا حافظًا للقرآن الكريم عالمًا بالقراءات السبعة، يجلس كل يومًا بين صلاة الصبح والمغرب، لإيوان الشافعية وجعل معه قارئا يسجل لديه من يحضر من الناس.

ولكي يضمن انتظام سير العمل بالمدرسة وظف السلطان اثنان لملاحظة الحضور والغياب بنظام الوردية واحد بالنهار وآخر لليل، جهز السلطان مكتبة وقرر لها أمينًا.

وخصص السلطان حسن طبيبين، طبيب باطني وطبيب عيون، يحضر كل منهما كل يوم بالمسجد لعلاج من يحتاج من الموظفين والطلاب.

ومن تميز هذا البناء الإسلامي الفريد جعله مزارًا سياحيا يعد من السياحة الثقافية وكان وجه لعدد من رؤساء الدول ففي 2009 زاره الرئيس أوباما وتجول بداخله ليشاهد عظمة العمارة الإسلامية القديمة. ووزبرة خارجيته هيلاري كلينتون.

وستبقى دائما القاهرة تضم بين أحضان دروبها العتيقة، الكثير من المساجد الجميلة المتميزة بزخارفها وطرازها المعماري الفريد.