حادثة الإفك و ما نزل من القرآن في هذه الحادثة

حادثة الإفك و ما نزل من القرآن في هذه الحادثة

حادثة الإفك هي حادثة افتعلها المنافقون في عهد الرسول “صلي الله عليه وسلم”، حيث اتهم المنافقون السيدة عائشة بنت أبي بكر و الصحابي صفوان بن المعطل بارتكاب الفاحشة.

ولكن نزلت آيات من القرآن الكريم قامت بتبرأتِهم من هذه التهمة التي نُسبت إليْهم، وتم تطبيق حد القذف بمن أشاعوا ذلك.

من الذي اتهم السيدة عائشة في حادثة الإفك؟

الذي اتهم السيدة عائشة في حادثة الإفك هو عبد الله بن أبي بن سلول الذي كان زعيم الخزرج في المدينة.

ما سبب تسمية حادثة الإفك بهذا الاسم؟

بسبب أن عبد الله بن أبي بن سلول و من معه من مرضي القلوب الذين أرادوا أن يجعلوا من السيدة عائشة عرضة للفواحش.

وأرادوا أن يجعلوا من الحق باطل ولكن هذا محال فقد جاءهم الرد في القرآن الكريم.

ما هي الآية التي نزلت في حادثة الافك؟

كانت هذه الحادثة السبب الذي نزل لأجله قول تعالى لتبرئة أم المؤمنين السيدة عائشة: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرًا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم}.

كيف علمت السيدة عائشة بحادثة الإفك؟

أصاب السيدة عائشة رضي الله عنها وقت حادثة الإفك مرض و كان يؤلمها، ولم تكن تعلم بعد بما قيل عنها

ولكنها لاحظت فجوة ظاهرة من الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كان يأتي إليها عندما تمرض ليغمرها بحبه وحنانه، ولكنه لم يفعل ذلك كعادته.

فعندما شعرت السيدة عائشة بهذا الجفاء، طلبت من الرسول صلى الله عليه وسلم أن تذهب لوالدتها لتقوم علي رعايتها فأذن لها الرسول صلى الله عليه وسلم.

وعند والدتها علمت السيدة عائشة حديث الإفك، فأخذت تبكي حتى شعرت بحسب قولها أن كبدها سيتصدع، وتأثر الرسول صلى الله عليه وسلم.

حيث خطب في الناس قائلا، “يا أيها الناس، ما بال رجال يؤذونني في أهلي ويقولون عليهم غير الحق؟ والله ما علمت عنهم إلا خيرًا، ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت عليه إلا خيرًا، وما يدخل بيتا من بيوتي إلا وهو معي”.

وذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزل عائشة رضي الله عنها ليحدثها أول محادثة بينهما بعد حادثة الإفك ليقول لها: “يا عائشة، إنه قد كان ما قد بلغك من قول الناس، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت قد قارفت سوءا مما يقول الناس فتوبي إلى الله، إن الله يقبل التوبة من عباده”.

أبرز دلالات حادثة الإفك

من أبرز دلالات حادثة الإفك أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب و إن ادعي معرفة الغيب لكان من باب أولي أن يقوم بتبرئة زوجته، و هذا ما يدل علي صدق الرسول صلي الله عليه وسلم، حيث لم يقل و لا يظن ما ليس به علمًا.

موقف الإسلام من حادثة الإفك

قد قام الإسلام بمعالجة الظواهر الاجتماعية لحادثة الإفك، وأشار إلى تعامل النبي صلي الله و سلم بصبر و حكمة مبتعدا عن التعصب و الغضب ظل صامتًا هادئًا حتي نزل عليه الوحي و نزلت الآية التي برأت السيدة عائشة.

بخلاف الإشارة أيضًا إلي عفو و صفح النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض من الذين خاضوا في الشائعة ضد السيدة عائشة بعد ما تابوا.

أقوال سيدنا عمر بن الخطاب في حادثة الإفك

حينما استشار النبي الصحابة في هذه الحادثة، قال عمر بن الخطاب”من زوجكها لك يا رسول الله”

قال له الرسول: الله.

فرد عمر قائلًا: أتظن أن ربك دلس عليك فيها سبحانك هذا بهتان عظيم فنزلت كذلك.

ما الحكمة من حادثة الإفك؟

بداية التحذير الشديد من الإشاعة و ترويجها بين الناس خصوصًا في ما يتعلق بالحياة الشخصية، عدم تتبع العورات و ضرورة التبين قبل تصديق أي إشاعة حتي إن كانت الشبهة قائمة و قوية.

فالسيدة عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين بسبب عودتها مع رجل أجنبي بعد إنطلاق الجيش لم تسلم من الألسنة الحادة الذين خاضوا في عرضها و لم يراعوا أي شئ حتي لم ينتظروا ظهور براءتها.

ونالوا من السيدة عائشة بألسنتهم الحادة و لكن في النهاية قد برأها الله تعالي في القرآن الكريم لتكون عبرة و عظة في كل زمان و مكان إلي أن تقوم الساعة.

الفوائد والدروس والعبر المترتبة على حادثة الإفك

حادثة الإفك
دروس وعبر من حادثة الإفك

ذكر النووي في شرح صحيح مسلم، و العيني في “عمدة القاري شرح صحيح البخاري” : “براءة عائشة رضي الله تعالى عنها من الإفك، وهي براءة قطعية بنص القرآن، إذا تشكك فيها إنسان صار كافراً مُرْتَدَّاً بإجماع المسلمين.

وفيه: فضائل لأبي بكر رضي الله عنه في قوله تعالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الفَضْلِ مِنْكُمْ}.

و من الفوائد التي ترتبت أيضًا علي هذه الحادثة استحباب صلة الأرحام وإن كانوا مسيئين، استحباب العفو والصفح عن المسيء، واستحباب الصدقة والإنفاق في سبيل الخيرات.

و من أهم الفوائد أيضًا استحباب لمن حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها أن يأتي بالذي هو خير، فيكفر عن يمينه”.