حقيقة التابوت الفرعوني المُرعب الذي أغرق السفينة تيتانيك

 

مقال بقلم : د . مختار القاضي

مراجعة : جيهان الجارحي

إنه تابوت الأميرة الفرعونية آمن رع ، الذي يغلفه الكثير من الأساطير والغموض والحكايات المرعبة ؛ ولذلك أسموه التابوت الملعون ، أو التابوت المنحوس ؛ لما سببه من أضرار كبيرة وصلت إلى حد قتل كل من يقترب منه .

مع مرور الوقت تزداد حكايتها غموضًا وإثارة ، وقد نالت شهرة عالمية كبيرة بسبب الغموض الذي يحيط بها وقصتها العجيبة ، فهذه الأميرة لم يُعثر لها إلا على تابوت واحد فقط مصنوع من الخشب، الأميرة آمن رع تسببت في أضرار جسيمة للكثير من الأشخاص ، لدرجة وصلت إلى حد القتل لكل من يتعرض لها ، أو يلمس تابوتها ، أو حتى يلتقط له صورة ؛ لذلك فقد كانت مرعبة بمعنى الكلمة .

عُرفت مومياء آمن رع بالمنحوسة بعد أن أصابت لعنتها الكثيرين ، لدرجة أنهم نسبوا إليها إغراق السفينة الضخمة تايتانيك .

 

لعنة الفراعنة صدقها البعض وكتب عنها ، ومنها لعنة الملك توت عنخ آمون ، وعليها الكثير من الأقاويل المرعبة ، ولكن لعنة الأميرة آمن رع فاقت كل الحدود ، ولم يستطع أحد أن يقول إنها محض خيال ، ولكن الكثيرين عرفوها من كثرة ما يؤكدها من قصص مفزعة ، لعنة الفراعنة قيل عنها الكثير ، والبعض كذبها ونفاها تماما ، ولكن البعض لايزال يؤمن بها ، وكأنه رآها رؤيا العين .

 

كان الفراعنة يحصنون مقابرهم بالطلاسم والتعاويذ والأدعية ؛ لضمان بقاء المقبرة كما هي وعدم سرقتها ونهبها أو تعرضها لأي خطر ، كالتشويه مثلا أو إحداث أية تلفيات بها ، كإزالة النقوش والرسومات التي بداخلها ، ولذلك كانوا ينقشون التعاويذ القاتلة بمقابرهم ؛ حتى تنتقم من أي دخيل يريد بالمقبرة أي سوء .

 

البعض الأخر يؤمن بأن هناك مواد مشعة كان يستخدمها الكهنة في التحنيط ، وتسببت في وفاة الكثيرين ، كما تم العثور في بعض المقابر على بكتيريا سامة تسببت في وفاة البعض من لصوص المقابر ، أو زوارها غير المرغوب فيهم ، سواء كانت لعنة الفراعنة خرافة أو حقيقة ، فهي ترتبط بالأميرة آمن رع دون أي شك ، التي اشتهرت مومياؤها بالمومياء المنحوسة أو الملعونة ، مع أنها تابوت فقط ليس به مومياء .

 

لعنة الأميرة آمن رع ليست مرتبطة بمومياء ، ولكنها مرتبطة بتابوتها الخشبي ، أما المومياء فموقعها مجهول حتى يومنا هذا ، ولا أحد يعرف عنه شيئا .

 

عاشت الأميرة آمن رع ما بين عامي ٩٠٠ و ١٥٠٠ قبل الميلاد ، وقد وُجد تابوتها بين النخبة من المقابر الملكية ، كما كان تابوتها مصنوعاً من الخشب الفاخر الملون بألوان زاهية ، وأشارت بعض النقوش إلى أنها من كبار كهنة معبد آمون رع ، كما أنها قد تكون من دم ملكي من إحدى العائلات الفرعونية الحاكمة .

 

طول الغطاء الخشبي ١٦٢ سم ، كما وُجد على جدران مقبرتها تهديد ووعيد لكل من يزعجها ، فقد كُتب عليها : “أنا المومياء التي ستتسبب في قتل كل مَن يزعجها” .

 

تعود قصة آمن رع إلى عام ١٩١٠ م ، عندما اشترى العالِم الإنجليزي “دوجلاس موراي” المومياء من رجل تمكن من تهريبها خارج مصر ، وذلك بسعر بخس للغاية ، وهو حوالي ٤٠٠٠ دولار ، وهو مبلغ زهيد لمومياء فرعونية أصلية لها الكثير من الأهمية ، البائع الذي استلم الشيك من دوجلاس موراي توفى في نفس الليلة التي باع فيها المومياء في ظروف غامضة ، كما تُوفي العاملان اللذان حملا المومياء وسلماها لدوجلاس موراي ، الذي لم يسلم بدوره من اللعنة ، ففي نفس الليلة التي اشترى فيها موراي المومياء خرج في رحلة صيد ، حيث انفجرت البندقية في يده دون أي سبب ، مما تسبب في بتر ذراعه بالكامل .

 

قرر موراي التخلص من المومياء بعد أن تشاءم منها ، وشعر أنها تخفي شيئا غامضًا ، فأهداها إلى إحدى صديقاته ، فكانت مآسي أخرى ، فقد توفيت والدة صديقته ، كما فسخ خطيب صديقته خطبتها دون أي سبب واضح ، كذلك ماتت صديقته في ظروف غامضة .

 

عادت المومياء إلى موراي الذي أهداها إلى المتحف البريطاني ، كحل للتخلص منها نهائياً ، فكانت بداية لسلسلة من الأحداث المأساوية الجديدة ، فقد توفي العديد من موظفي المُتحف فور وصول المومياء إليه ، بدايةً مِن مَن استلمها ، ثم مَن صوّرها ، وحتى مَن مسح الغبار عنها .

قام المُتحف بإهداء التابوت إلى مُتحف آخر بنيويورك ؛ بسبب الأحداث المأساوية التي تسبب فيها ، وتم نقله على متن السفينة تيتانيك من إنجلترا إلى نيويورك خلال رحلتها الأولى ، مما تسبب في إغراق السفينة ، حيث أغرق التابوت السفينة الفخمة وأكثر ممن كان فيها ، واستقر بعد ذلك غارقاً في قاع البحر سنة ١٩١٢ م ، وقد أكد ذلك بعض الناجين الذين كتب قصتهم الكاتب اللبناني ميشيل كرم ، الذي أكد أن التعاويذ المكتوبة على التابوت ولعنة الأميرة ، هو ما تسبب في غرق السفينة تيتانيك .

 

ومن هذه التعاويذ : “أفيقي من هذه الغيبوبة التي ترقدين فيها ، فنظرة من عينيكِ كفيلة بالانتصار على كل ما ارتُكب ضدكِ” ، ويستند كرم إلى التصرفات الغريبة لقائد التيتانيك ، وتغيير خط سير السفينة ، ثم انطلاقها بأقصى سرعة ، وتواطؤه في طلب النجدة ، وتأخيره إعلان خطر الغرق للركاب .

 

كما ذكر الكاتب أنه كانت تصدر من التابوت أصوات غريبة ليلاً ، وهي مخيفة وغير مفهومة ، وأن المُصوّر الذي التقط صوراً للمومياء بالمتحف البريطاني ، عندما ذهب لتحميض الصور ، اكتشف أنها صورة مرعبة لإنسان ، وليست لشابة جميلة ، فارتعد المُصوّر خوفًا ورعبًا ، وأنهى حياته برصاصة في الرأس ،وهناك رأي آخر نفى هذه القصة تماماً ، وهو الكاتب البريطاني “مارجوري كيجل” الذي ذكر في كتابه “كنوز المتحف البريطاني” أن التابوت لايزال موجودًا حتى يومنا هذا بالمتحف البريطاني ، ومعروض تحت رقم ٢٢٥٤٢ .

 

ولكن الكاتب لم يستطع أن يفسر عدم وجود المومياء بالتابوت ، بما يمثل ثغرة في رأيه يمكن بها تصديق نظرية غرق السفينة تيتانيك ، ويُقال إن أحد ركاب السفينة المدعو “ويليام ستيد” قد تحدث كثيرًا للركاب عن المومياء ولعنتها التي قُتل بسببها الكثيرون ، مما تسبب في غرق التيتانيك ، أما اللجنة التي شُكلت لفحص السفينة وحمولتها عقب غرقها ، فلم تذكر أي وجود لتابوت أو مومياء على متنها .

آياتي خيري

Recent Posts

ليفربول يواصل نزيف النقاط بالتعادل أمام وست هام

لعب ظهر اليوم نادي وست هام يونايتد وضيفه نادي ليفربول على ملعب لندن ستاديوم ضمن…

21 ساعة ago

بعد احتجاج سكانها.. جزر الكناري أين تقع وما أهم أنشطتها؟

تتميز جزر الكناري بشواطئها الرملية الجميلة، والمناظر الطبيعية الخلابة، والأنشطة الترفيهية المتنوعة، وأيضًا تتميز بتنوع…

23 ساعة ago

كيف تكونى امرأة راقية؟

كونك إمرأة راقية لا يعنى تألقك فى الملابس المتناسقة وأعلى الماركات، بل بإختلافك عن البقية…

24 ساعة ago

كيف أحصل على سلال غذائية مجانية؟

سلال غذائية مجانية هي بمثابة طوق النجاة للأسر ذوات الدخل الضعيف، حيث إنها تؤمن لهم…

24 ساعة ago

مركز الملك فهد الثقافي منارة للثقافة العربية

مركز الملك فهد الثقافي، يعتبر صرحاً ثقافياً وحضارياً وهو رمز من رموز الثقافة في المملكة…

24 ساعة ago

مواعيد قطار تالجو الإسباني

في عالم تتسارع فيه الأزمنة وتتقاطع فيه المسافات، يظل قطار تالجو مزيج فريد من الراحة…

24 ساعة ago

This website uses cookies.